«الحروب الصليبية الجديدة».. كتاب يكشف أسباب تحول الإسلاموفوبيا إلى خطر عالمي
يتناول المفكر الأمريكي من أصل عربي خالد بيضون في كتابه الصادر حديثًا بعنوان "الحروب الصليبية الجديدة.. الإسلاموفوبيا والحرب العالمية على المسلمين" ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم التي تنامت إلى حد باتت معه تشكل خطرًا عالميًا.
ويعد كتاب "الحروب الصليبية الجديدة" هو الكتاب الأول من نوعه الذي يقدم فحصًا نقديًا ودقيقًا لظاهرة الإسلاموفوبيا عالميًا ومظاهرها في العديد من مناطق أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
حملات معادية للمسلمين
يشرح بيضون في الكتاب كيف أن الحرب الأمريكية على الإرهاب سهّلت وعززت شبكة الحملات المعادية للمسلمين التي تتكشف في جميع أنحاء العالم، وكيف استخدمته الأنظمة الديمقراطية والاستبدادية على حد سواء كاستراتيجية لاضطهاد سكانها المسلمين.
ويجادل بأن الإسلاموفوبيا ظاهرة عالمية منتشرة تقوم على العنصرية داعمًا حجته بالعديد من القصص المبنية على التجارب الشخصية للمسلمين في أجزاء مختلفة من العالم التي جمعها عبر الاستبيانات والمقابلات والمؤتمرات الافتراضية.
يستخدم الكتاب كلمة "الحروب الصليبية" للربط ما بين الصراعات التاريخية من القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر والصراعات السياسية والثقافية الحالية عبر الدول، فيناقش كيف تطورت حرب الولايات المتحدة على الإرهاب إلى حرب على جميع المسلمين وغذت اضطهاد المسلمين في أماكن مثل الهند والصين وميانمار وفرنسا.
تصدير الإسلاموفوبيا
من خلال التحليل الجاد وتسجيل شهادات المسلمين على الأرض، يناقش الكاتب كيفية تحول الإسلاموفوبيا إلى أنظمة من الشيطنة والقمع في المشهد الجيوسياسي بعد 11 سبتمبر بالتحريض على الترويج للكراهية من الليبرالية واليمينية، سواء جاء ذلك عن طريق حظر الحجاب في فرنسا، أو بخطاب الكراهية الذي ترعاه الدولة في الهند، أو شبكة معسكرات الاعتقال في الصين.
ويوضح كيف تم تصدير الإسلاموفوبيا عن طريق الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب، وكيف أنها غذت وما زالت تسهل السياسات الهيكلية المعادية للإسلام في العديد من المناطق، مجادلًا بأن مع قيادة الولايات المتحدة، أصبحت الحرب على الإرهاب تدريجيًا تأخذ شكل حملة صليبية عالمية، بما منحته للدول في جميع أنحاء العالم من فرصة مناسبة لاضطهاد ومعاقبة سكانها المسلمين لتحقيق أهدافهم.
يقدم كتاب "الحروب الصليبية الجديدة: الإسلاموفوبيا والحرب العالمية على المسلمين" قصة قوية تروي كيف قسّم أشخاص متلاعبون وعديمو الضمير العالم على أسس دينية، وهو ما يعد تحذيرًا مناسبًا في وقتنا الراهن يجدر الانتباه إليه.