صدور طبعة مصرية من رواية «كونشيرتو قورينا إدواردو»
صدر حديثًا عن دار تنمية للنشر بالتعاون مع منشورات تكوين، طبعة مصرية من رواية "كونشيرتو قورينا إدواردو" للروائية الليبية نجوى بن شتوان، والمدرجة ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" في دورتها الحالية.
تحكي الرواية قصة فتاة ليبية ونشأتها في ليبيا، وتأثير السياسة والحرب على حياتها وأسرتها، وتنتمي البطلة إلى عائلة من أصول يونانية وهم أقلية عرقية ليبية لديهم ثقافتهم الخاصة والمتميزة داخل المجتمع الليبي متعدد الأعراق. من منظور البطلة، نرى المجتمع الليبي وتبدلاته منذ سنوات السبعينيات وصولا إلى الثورة التي أسقطت "معمر القذافي" عام 2011 والحرب الأهلية عام 2014.
ومن أجواء الرواية نقرأ: كنا نتسلّل إلى غرفتها لنتأمّلها كيف تنام، واضعة أسنانها بجانبها على الكومودينو، مُسدلة على قدميها منشفةً للحيلولة دونهما ودون الكائنات غير المرئية التي تأتي في الليل لتأخذ أقدام النيام وتمشي بها واضعة مكانها الكوابيس والأحلام المزعجة.
كنّا نحفظ شكل المنشفة كي لا نمسّها بعد مغادرة تِتي أتريا إلى سوسة. كما كنّا نربط كلامها أثناء النوم بأسنانها المنزوعةِ، ونومها ممدّدة على ظهرها، إلى أن يتأثّر كل من ينحدرون من إغريق قورينا وسوسة بالموتى الأزليين الذين يشاركونهم المدينة نصفًا بنصف. إلّا أن الموتى لا يشخرون، وتِتي أتريا يصل شخيرها إلى روما.
كان أخي أيوب يحيك لنا قصصًا مخيفة عن بيت تِتي أتريا وعن البحر الذي غمر جزءًا من البلدة القديمة وسيغمر بيت جدي لا محالة بعد مضي تِتي أتريا إلى ربّها، لعله في انتظار رحيلها ليفعل، فالبحر ليس ببعيد، لكنّه لن يتمدّد ليُغرق امرأة غارقة في الوحدة.
"نجوى بن شتوان" أكاديمية وروائية ليبية، أول كاتبة ليبية تصل إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر عن روايتها "زرايب العبيد" عام 2017، سبق وفازت مسرحيتها "المعطف" بالجائزة الثالثة لمهرجان الشارقة للإبداع العربي في دورته السادسة 2002، كما فازت روايتها "وبر الأحصنة" بجائزة مهرجان البجراوية الأول للخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005.