في مسلسل سره الباتع.. المستعمر الأجنبي والجماعات الإرهابية المسلحة وجهين لعملة واحدة
في مسلسل سره الباتع الحلقة 11 ، تتوازي لقطات تشييع جثامين شهداء الوطن قديما وحديثا. فما بين استشهاد "زهرة" وثلاثة من أهل قريتها لتهريب “حامد”، وما تبعه من إعدام 10 من الأهالي أيضا من قبل جنود الحملة الفرنسية بأوامر من الجنرال “بيلو”، نشاهد أيضًا استشهاد “نديم” زوج شقيقة حامد.
احداث مسلسل سره الباتع الحلقة 11
والأمر ليس بالجديد، ولا المستغرب، فما قامت به الجماعات الإرهابية وعلي رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، من قتل وتفجير وإحراق، واستشهاد المئات من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية، بل ومن المدنيين من المصريين، لا يدع مجالا للشك، بأنهم لا يختلفون عن المستعمر الفرنسي ومن قبلي المملوكي والعثماني،مذبحة رفح وما لحقه من استعمار بريطاني.
وفي تصدي المصريين ومقاومتهم لكل غاز ومستعمر لأرضهم، يتكرر في العصر الحديث من خلال تصدي ومقاومة رجال الجيش والشرطة للحرب علي الإرهاب الذي قادته وصنعته الجماعات الإرهابية المختلفة وفي مقدمتها جماعة الإخوان.
وفي كتابه “حلف الشيطان.. الإخوان وتحالفاتهم”، يذكر مؤلفه أحمد البكري، كيف أن العناصر الشبابية الإخوانية الذين تم تدريبهم علي الأعمال القتالية، مارسوا التعذيب والسحل في حق مواطن مصري يدعي “أسامة كمال محمد أحمد” في ميدان التحرير، اعتقادًا منهم أنه ضابط أمن دولة، وهو في الحقيقة لم يكن وإنما هو محامٍ، كان في ميدان التحرير وقبض عليه أفراد من جماعة الإخوان واقتادوه إلي شركة سياحية “سفير” في محيط ميدان التحرير، حيث كانوا يمارسون عليه كل أساليب التعذيب كما مارسوها ضد أي مواطن يشتبهون به أنه جاسوس أو يعمل في أمن الدولة.
تعذيب المواطنين تحت إشراف البلتاجي وصفوت
ويلفت “البكري” إلى أن عمليات تعذيب المواطنين في ميدان التحرير هذه كانت تتم تحت إشراف قيادات وأعضاء من جماعة الإخوان مثل البلتاجي وصفوت حجازي وآخرين، وكان هناك قضاة ينتمون لجماعة الإخوان يساعدونهم في استجواب من يشتبهون به ويقبضون عليه ويعذبونه لنزع اعترافات تحت التعذيب.
مجزرة رفح 2012
لم يلبث الأمر أن استتب للجماعة الإرهابية في حكم مصر، حتى عملت قياداتها على البحث عن وسيلة للإطاحة بالمشير طنطاوي وقيادات المجلس العسكري، فهداها تفكيرها الإجرامي إلي تدبير مجزرة رفح 5 أغسطس 2012، التي استشهد خلالها 16 من ضباط وجنود القوات المسلحة، على يد مجموعة مسلحة من عناصر حركة حماس الإجرامية.
ويلفت “البكري” إلى أنه: “في تصريح للواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات العامة السابق يوم 7 أغسطس 2012 قال فيه إن الجهاز كان لديه معلومات مؤكدة عن وجود تهديدات بهجوم إرهابي لجماعة تكفيرية منتشرة في سيناء وغزة وأن المخابرات العامة أبلغت الجهات المعنية بهذه المعلومات”
وأشار "موافي" إلى أن المخابرات العامة مهمتها تنتهي عند إبلاغ المعلومات للمعنيين بها من أجهزة الدولة، وهو كلام خطير يؤكد علم رئاسة الجمهورية، والمعزول محمد مرسي ولم يقم بأي إجراء لمنع أو تلافي هذه الجريمة، ولكن قام بالتجاهل العمدي والتكتم علي تحذيرات المخابرات العامة، حتى يتم تنفيذ المذبحة كما هو مخطط لها، وأن المعزول محمد مرسي كان قد قام بتجميد عمل مكتب المخابرات العامة في مدينة رفح قبل أسابيع من وقوع المذبحة، بالرغم من أن هذا المكتب كان هو المسئول الوحيد عن تطبيق الشروط والقيود علي عمليات العبور من مصر وغزة.