«أيام العطش والحرب 6».. محمود عرفات: تجندت عسكريًا ثم رقيت إلى ضابط
ينتمي محمود عرفات لجيل النصر، تجند عسكريًا في 69 وثم تحول إلى ضابط للتوجيه المعنوي، وظل لخمس سنوات في الجيش المصري، وحارب وقاتل ونال النصر.
كانت تجربة محمود عرفات قد قدونها في روايته "سرابيوم"، وفي سلسلة "أيام العطش والحرب" التقينا محمود عرفات لكي يحدثنا عن الحرب في صيام رمضان وما هي ذكرياته ومشاهده عن الحرب، وعن الرواية التي كتبها عن هذه التجربة والكثير والكثير مما سيرد في الحوار التالي..
كتبت رواية سرابيوم عن حرب أكتوبر.. كيف جاءت فكرتها؟
الحرب هي التجربة الكبرى في حياتي، وأصداء تجربتي في الحرب تتناثر في رواياتي، وفي مجموعاتي القصصية بلا استثناء. ظللت أحلم بكتابة رواية عن نصر أكتوبر العظيم لأكثر من ثلاثين عامًا، ومنعني من الكتابة أنني كنت أعيش داخل تجربة الحرب كأنها لم تنته، بعد أن تعافيت، قمت بزيارة "سرابيوم" يوم 20 سبتمبر عام 2003، وأدركت في هذا اليوم أن سرابيوم صارت دون أن أدري "مسقط قلبي"، حيث في اللحظة التي رأيت فيها المصطبة، بعد ثلاثين عامًا، كتبتُ الفصل الأول من روايتي "سرابيوم".
لماذا كان العنوان "سرابيوم"؟
سرابيوم قرية تابعة لمركز فايد بمحافظة الاسماعيلية وتقع إلى الجنوب من الاسماعيلية بحوالي اثني عشر كيلومترا. في هذه القرية عشت أسبوعين كاملين وأنا طالب بالجامعة، ضمن فعاليات مشروع فصائل خدمة الجبهة. حدث هذا بعد انتهاء امتحان بكالوريوس التجارة في يونيو 1969، وقبل تجنيدي في سبتمبر من نفس العام. كان نصيبي مع زملائي أن ننضم لسرية الاستطلاع الخاصة بأحد ألوية الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني الميداني، وكان يقود هذه الفرقة العميد حسن أبو سعدة، كنا نشارك الجنود حياتهم الميدانية طول النهار، ونستمع إلى موسيقي قذائف المدفعية طول الليل، حيث الاشتباكات المستمرة في حرب الاستنزاف.
وفي إحدى دوريات تغيير الحراسة في نقطة طوسون، لمحتنا دبابة إسرائلية فأطلقت علينا عدة قذائف أخطأتنا بالكاد، وجعلت الضابط المكلف بالمهمة يعود بنا مسرعَا إلى مقر السرية خوفًا علينا. في هذه الرحلة أدركت معنى رفقة السلاح، فالجنود والضباط في السرية، كانوا يقضون مع بعضهم وقتًا أطول من الوقت الذي يقضونه مع أهلهم في قراهم ومدنهم التي ولدوا فيها. في هذه الرحلة اعترف لي بعض المجندين أنهم يفقدون التوازن لبعض الوقت بعد رجوعهم من الإجازات، وأن تأخير الإجازات لم يكن يسبب لهم أي توتر، خاصة بالنسبة للضباط والجنود غير المتزوجين.
أدركت أن الجنود والضباط يعيشون مع بعضهم حياة كاملة، يتقاسمون فيها اللقمة والضحكة والمشاعر والأسرار والشوق إلى لحظة الخلاص التي ينتظرها الجميع. وكنت ألمح في عيونهم نظرة إشفاق علينا عندما تشتعل نيران المعارك النهارية والليلية ويروننا نحاول الاختباء من خطر لا نعلم من أين يأتي.
تم تجنيدي في سبتمبر 1969، وصرتُ جنديًا بسلاح المدفعية، وأتممت الدورات التدريبية على المدافع ذاتية الحركة، والتي اكتملت بدورة قائد طاقم وقمنا بتنفيذ مشروع ضرب نار بالذخيرة الحية.
بدأت حياتك العسكرية مجندا ثم اصبحت ضابطًا وهي تجربة غريبة.. ماذا عنها؟
هذا حقيقي ففي مدرسة المدرعات تم اختياري مع مجموعة من المجندين لدراسة فرقة توجيه معنوي. وظللنا ندرس لمدة طويلة حتى تم تحويلنا لضباط توجيه معنوي.
وهكذا كما قلت بدأت حياتي العسكرية مجندًا، ثم صرتُ ضابطًا للتوجيه المعنوي، وتم توزيعنا على وحدات الجيش المختلفة.
كان نصيبي أن أعمل في بورسعيد في واحدة من وحدات الدفاع الجوي، ولا أنسى يوم 15 مارس 1971 عندما وصلت بورسعيد قرب المغرب وسألت، فعرفت أن وحدتي تتمركز في بور فؤاد.
لا أستطيع ولا يستطيع أحد غيري أن يصف شعوري عندما ركبت المعدية من بورسعيد إلى بورفؤاد. أدركت في لمحة خاطفة أنني أقف على أرض سيناء التي ضاعت منِّا قبل أربع سنوات. وكانت بورفؤاد بملاحاتها هي الموقع الوحيد للجيش المصري في سيناء الحبيبة، بعد عدة أيام عرفت أن أحد مواقع وحدتي الجديدة يتمركز في رأس العش التي دارت فيها معركة شرسة بين رجال الصاعقة المصرية والقوات الإسرائيلية، وانتهت بانسحاب العدو منها وسيطرة قواتنا على بور فؤاد، وصممت على زيارة موقع رأس العش، والصعود على السلم المؤدي لنقطة الملاحظة المصرية، حيث شاهدتُ أرض المعركة، وتحصينات العدو على بعد خمسمائة متر تقريبًا من نقطة الملاحظة.
في نقطة الملاحظة بموقع رأس العش تذكرت موقفًا مشابهًا حدث لي في لسان بورتوفيق بالسويس، حيث كنت أزورها ضمن وفد من منظمة الشباب بكلية التجارة يوم 27 ديسمبر 1967، بعد شهور قليلة من الهزيمة المرة، حيث وقفنا طابورًا طويلًا أمام نقطة الملاحظة لقواتنا على لسان بور توفيق، نشاهد بالمنظار، والغيظ يأكلنا، جنود العدو، يمرحون ويلعبون على الشاطيء الشرقي للقناة، في سيناء الحبيبة، وهم يشيرون إلينا بإشارات بذيئة مليئة بالاستخفاف.
ما هي النقلة التي تعتبرها محورية في حرب أكتوبر بالنسبة لك؟
عندما صدر قرار نقلي من بورسعيد إلى القصاصين لأعمل مساعدًا لقائد اللواء الرابع عشر المدرع للتوجيه المعنوي، كانت نقلة كبرى جعلتني أعايش الاستعداد الحقيقي لمعركة التحرير التي انتظرناها كثيرًا، شاركت في المشروعات التكتيكية والتعبوية التي كانت تتم بوتيرة متسارعة، بشكل جعلني أشعر باقتراب اللحظة المنتظرة.
حدث ذلك في 29 نوفمبر 1971، كان اللواء المدرع يحتل مساحة كبيرة من الأرض، ويحتاج إلى مجهود مكثف ومضاعف لرعاية المقاتيلين معنويًا، وتحت هذا العنوان (الهدف) قمت مع زملائي وبتشجيع من القادة على كافة المستويات ببذل كل الجهد الممكن لرعاية المقاتلين داخل الوحدة وتخفيف جهامة الصحراء والمهام الشاقة بكل الأساليب الممكنة. كما امتد جهدنا ليشمل رعاية أسر المجندين والمقاتلين في قراهم البعيدة من خلال فتح قنوات اتصال بين الوحدة العسكرية والمصالح الحكومية المختلفة، والتي لم تتأخر يومًا عن تقديم العون الممكن للمقاتلين على جبهة القتال.
قائد اللواء العقيد محمد نجاتي ابراهيم والقائد الذي تلاه العقيد عثمان كامل منحاني كل تأييد لتنفيذ أفكاري وخططي لصيانة الروح المعنوية للمقاتلين.. ولن أزيد في هذا الشأن، كما قدم رئيس أركان اللواء العقيد عادل القاضي كل دعم ممكن لشخصي.
رأيت سرابيوم كثيرًا في المناورات المختلفة، وفي كل مرة نمر من أمامها أو ندور حولها أو نتمركز في تخومها، أتذكر معسكر فصائل خدمة الجبهة وموسيقى الاشتباك الليلي ومحاولة الدبابة الإسرائيلية للقضاء علينا، وخوفنا المبالغ فيه، باعتبارنا مدنيين لم نتطعم بعد بلقاح المعارك.
في يوم 30 سبتمبر 73، حصلت على شرف الانضمام لمجموعة استطلاع مصغرة بقيادة المقدم محمود فؤاد رئيس عمليات اللواء، حيث انطلقنا نحو سرابيوم. وصعدنا على مصطبتها العملاقة على شط القناة الغربي، واستطلعنا دون صوت، المنطقة التي سنحتلها بعد العبور، حيث لاحظت الطريق المجاور للمصطبة وقد تم تسويته بعناية. هذا الطريق المجاور للمصطبة هو الذي نصب عليه المعبر الذي عبرتُ منه إلى الشرق، إلى سيناء.
بالتأكيد هناك العديد من المشاهد التي لا يمكن نسيانها.. ماذا عنها؟
بالتأكيد هناك مشاهد كثيرة ولا يستطيع أي شيء أو حدث في هذه الحياة أن يمحوها من ذاكرتي أو ذاكرة من عاشها مثلي.
مشهد أول يوم 6 أكتوبر 73
الحادية عشرة صباحًا: إشارة عاجلة لاجتماع مفاجيء في مكتب رئيس أركان اللواء: العقيد عادل القاضي. حضرت الاجتماع برغم صغر رتبتي (ملازم أول) باعتباري رئيس فرع مثل قائد المدفعية وهو (مقدم).
قال عادل القاضي: تحدد موعد بدء الحرب.. في الثانية بعد الظهر.. بضربة جوية.. يعقبها تمهيد بالمدفعية ثم العبور.. اقرأوا الفاتحة ونظر إلى قائد مدفعية اللواء المقدم فوزي بشارة قائلًا: وأنت أيضًا يا سيادة المقدم.. اقرأ فاتحتك.. من الآن.. نفذوا خطة الحرب وتعليماتها.
مشهد ثان يوم 6 أكتوبر 73
العاشرة مساء: وحدات اللواء المدرعة تقترب ببطء من القناة. لا نري أمامنا إلا أشجار النيران وأصوات انفجارات دانات المدافع والقذائف المختلفة. نستمع إلى البيانات العسكرية بتركيز وشوق وخوف.. نبيت وعيوننا مفتوحة على اتساعها.
مشهد ثالث يوم 7 أكتوبر 73
من لحظة طلوع النهار إلى الساعة الواحدة والثلث ظهرًا: طلع النهار فإذا الطائرات الإسرائيلية تغير على الشاطئ الغربي للقناة وتقصف المعابر والتجمعات والسيارات والحشود بجنون. وتتساقط الطائرات المغيرة كالذباب.
وأهالي سرابيوم.. رجال ونساء وأولاد يقفون على جانبي الطريق المؤدي للمعبر يلوحون للمقاتلين ويهتفون لهم وقد طار صوابهم، ويقدمون للمقاتلين سلال الطعام والخضروات الريفية، دون خوف من الطائرات التي تنقض كل عدة دقائق لتقصف الجموع المحتشدة في محاولة يائسة لوقف عبور مقاتلينا.
مشهد رابع يوم 7 أكتوبر 73
لحظة عبوري على معبر سرابيوم في الواحدة والثلث من بعد ظهر السابع من أكتوبر 73 لا أستطيع وصفها. كان هتاف الله أكبر يعلو على صوت دانات المدافع وقصف الطيران الذي لم ينقطع. شعرتُ بالزهو وأدركتُ أن الانكسار الذى سيطر على كيانى، بعد هزيمة سبعة وستين قد تبدد.
مشهد خامس يوم 8 أكتوبر 73
طلع النهار فوجدنا وصلة مياة نظيفة بمحبس عملاق، وتنتهي بخرطوم طويل، بالقرب منا على الشاطئ الشرقي للقناة، ورجال المرور ينظمون تزويد فناطيس المياه الخاصة بالوحدات المقاتلة لتأمين المياه النظيفة للمقاتلين. أذهلني المنظر، وسألت بغير صوت: من ذا الذي خطط لذلك؟ ومن هم الأبطال الذين نفذوا؟ ومتى تم ذلك؟ أدركت يومها أن البطولة ليست لمن يحمل السلاح فقط، بل إن البطولة تصلح لوصف كل مهمة تتم في ساحة القتال، يومها عرفت معنى البطولة الحقيقية.
مشهد سادس يوم 9 أكتوبر 73
توجهت لنقطة إخلاء الجرحى في "طوسون" ورأيت عجبًا.. مقاتلون على نقالات ينتظرون النقل إلى مستشفيات غرب القناة، مصابون بإصابات جسيمة، لم أسمع آهة واحدة تصدر من أفواههم.. رأيت ابتسامة راضية على وجوههم.. بالرغم من أنني لم أحتمل رؤيتي لإصاباتهم.
مشهد سابع 10 أكتوبر 73
كلفني قائد اللواء بالتوجه إلى كتيبة مدفعية اللواء لدعم عناصرها. ركبت سيارة كانت تنقل الذخيرة إلى الكتيبة. وصلت قرب المغرب والتقيت برئيس عمليات الكتيبة الذي أسرَّ لي أن حالة المقاتلين المعنوية في الحضيض، وأنه لا يدري ماذا يفعل لإعادة الروح القتالية إليهم. طلبت منه أن يجمع الكتيبة حولنا. كان القصف قد توقف تماما. سألتهم: مالكم يا أبطال؟ قالوا في عبارات متقاطعة ومتعجلة: الطيران الإسرائيلي يضربنا من الصباح دون انقطاع.
سألتهم: كم خسرتم من الشهداء؟ قالوا: واحد فقط خرج من حفرته متسرعًا فأصابته شظية فاستشهد في الحال. سألتهم: ماذا ترون؟ قالوا: نحن نظن أن الحرب انتهت في غير صالحنا. سألتهم: ماذا حدث يوم السبت الماضي 6 أكتوبر؟ قالوا: عبرنا القناة. سألتهم: ثم؟ قالوا: عبرنا إلى شرق القناة بدون خسائر؟ قلت: كم تبعدون عن القناة؟ قال بعضهم: ثمانية كيلومترات، وقال بعضهم عشرة كيلومترات. قلت لهم: أنتم أجبتم وقلتم نحن عبرنا بدون خسائر وتقدمنا بدون خسائر وحررنا عشرة كيلومترات من أرض سينا.. فمن المنتصر؟ وكأنهم كانوا لا يبصرون فأبصروا. وعدت إلى موقعي سعيدًا بتبدد الغشاوة التي كانت على أبصار أبطال الكتيبة.
قلت أن هناك اسطوانة شخصية تمثل لك العديد من الذكريات ما هي تفاصيلها؟
نعم هي كنزي الصغير، حيث كنت أسجل نداءات العقيد عثمان كامل قائد اللواء للمقاتلين لأذيعها عبر مكبرات الصوت، كما كنت أسجل فقرات تتضمن أخر أخبار انتصارات قواتنا لأذيعها على المقاتلين في فترات الهدوء والراحة، وكانت الفقرات تتضمن مارشات عسكرية وأغان حماسية. كل هذا مسجل على اسطوانة مدمجة لم يطلع عليها أحد، سوى العقيد عثمان كامل عندما التقيته في دار المدرعات بالقاهرة بعد سبعة وثلاثين عاما على انتهاء الحرب.
ما رأيك في أدب وأفلام أرخت لحرب اكتوبر وهل في رايك أوفينا اكتوبر حقها من التناول أدبيًا وسينمائيًا؟
أمريكا أنتجت مئات الأفلام عن الحرب العالمية الثانية جسدت فيها بطولة الجندي الأمريكي بدون صريخ أو جعجعة. وكانت تصنع البطولة من خلال تجسيد حوادث فردية أو عمليات صغيرة. على سبيل المثال: فيلم مدافع نافارون.. يحكي قصة مجموعة مكونة من خمسة أو ستة كوماندوز كلفتهم القيادة بتدمير مجموعة مدافع متحصنة في جبل وتحول المنطقة أسفلها إلى جحيم، فقاموا بتدمير هذه المدافع. عندنا في حرب الاستنزاف.. مدفع أبو جاموس الإسرائيلي الذي كان يقلق السوايسة، كان يمكن أن نصنع فيلم يصور تدميره.. وهكذا. لكن أنا لاحظت أن أفلامنا عن الحرب أشبه باللافتات.. ترفع شعارات رنانة وكلمات طنانة.. بالرغم من أنه يمكن بالهمس تصنيع أفلام أكثر تأثيرا. ولذلك أظن أن فيلم "العمر لحظة" من أفضل الأفلام التي أنتجت عن الحرب لأنه اهتم بالتفاصيل الصغيرة وتخلى عن الهتاف.
كنت أتوقع أن تلفت روايتي "سرابيوم" انتباه منتجي السينما المصرية لتتحول إلى فيلم سينمائي، خاصة وأنها ترتكز على بطولتين أساسيتين: معركة تحرير القنطرة، وبطولات رجال الصاعقة المصرية ضد القوات الإسرائيلية في سرابيوم (الثغرة).
الأعمال الروائية والقصصية عن انتصار أكتوبر قليلة، إذا نظرنا إلى عظمة هذا الانتصار الذي تحقق في زمن قياسي، فقد أعلن الخبير العسكري الفرنسي الجنرال بوفر بعد هزيمة سبعة وستين أن الجيش المصري لن تقوم له قائمة قبل عشرين عامًا. لكن إعادة تسليح وتدريب الجيش وإعادة بناء العقيدة القتالية للجندي المصري تمت في ست سنوات فقط.
الكتابة عن الحرب لا تستلزم أن نحكي وقائع عمليات حربية أو عسكرية بحته، لكن يمكن أن نكتب عن التأثيرات التي تحدثها الحرب في المجتمع، كأن نتحدث عن تأثير استشهاد رب أسرة على مسيرة هذه الأسرة وهكذا. ولا يشترط أن يكتب عن الحرب من اشترك فيها أو خاضها، ودليلي على ذلك أن تولستوي كتب رواية الحرب والسلام عن غزو نابليون لفرنسا وانسحابه منها بعد مرور خمسين عاما على نشوب هذه الحرب.
حزت جائزة الدولة التشجيعية عن روايتك "سرابيوم" هل في رايك نحتاج للمزيد من المسابقات للتكريس لحرب أكتوبر؟
ولا أرى ضرورة لإنشاء مسابقات خاصة عن أدب الحرب. لكني أرى ضرورة قصوي للتوسع في جوائز الدولة لتشجع المبدعين على مواصلة إبداعهم. وأقترح زيادة جوائز الدولة التشجيعية إلى خمس جوائز لمن هم دون الأربعين وخمس جوائز لمن هم دون الثلاثين، كما يجب زيادة جوائز التفوق والتقديرية في الأدب إلى خمس جوائز سنوية، التوسع في أعداد الجوائز سيشجع المبدعين على الكتابة في كل الفروع والمجالات والنشاطات، وستكون الحرب من ضمن هذه الفروع بالتأكيد.
أنا أعتقد أن انتصار أكتوبر هو أفضل انجاز مصرى وعربى فى العصر الحديث، وأننا نستطيع تكرار هذا الانتصار بمعناه الحضارى؛ إذا احتشدت الأمة حول هدف، وتوفرت المنظومة الفكرية والاقتصادية والسياسية اللازمة لتحقيقه، خاصة وأنا أرى أن صورة انتصار أكتوبر تشحب تدريجيًا فى ذهن الوطن والمواطن، إن دور المبدعين هو تغذية شعلة أكتوبر بالزيت اللازم لاستمرار توهجها؛ لتهتدى على نورها الأجيال التالية.