ذكرى انتصار العاشر من رمضان.. ماذا قال قادة إسرائيل عن حرب أكتوبر؟
تحل اليوم الذكرى الخمسون لانتصار العاشر من رمضان، لحرب 6 أكتوبر المجيدة عام 1973.
وكشفت الوثائق الإسرائيلية حول حرب أكتوبر، والتي وافقت حينها يوم العاشر من رمضان، عن ردود أفعال السلطات في تل أبيب حين باغتهم انطلاق الحرب من مصر، وعبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس، وهدمهم خط بارليف.
وأوضحت الوثائق مستوى التوتر بين القيادات الإسرائيلية، خلال المحادثات التي عقدوها بالتزامن مع اندلاع الحرب، وبعدها.
جولدا مائير «رئيسة الوزراء»
وشملت الوثائق التي نشرتها الحكومة الإسرائيلية كواليس اجتماعات جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر، العاشر من رمضان، ما قالته الأخيرة لقادة الجيش والمستوى الأمني لديها، والتي كشفت عن مدى التوتر الإسرائيلي حينها.
وقالت مائير في أحد الاجتماعات، بحسب الوثائق الإسرائيلية التي تم نشرها قبل نحو عامين: "ما زالوا يفاجئوننا.. ما أزعجني هو أنهم فاجأونا بالحرب".
وجاء في الوثائق الإسرائيلية أن مائير كررت جملة «نحن بحاجة إلى توجيه ضربة قاسية لها» مرارًا خلال الاجتماعات خلال الحرب، وهو ما يوضح التوتر الذي انعكس في محادثاتها مع وزراء الحكومة وقادة الجيش الإسرائيليين.
وحول اقتراح وقف إطلاق النار، قالت مائير: "كيسنجر (في إشارة للرئيس الأمريكي حينها هنري كيسنجر) يعتقد أن له ميزة بأن يتوقفوا عن إطلاق النار".
وتحدثت مائير عن الخسائر العديدة التي تكبدتها إسرائيل في الحرب، مضيفة: "عند إطلاق النار تقع إصابات وخسائر".
موشيه ديان «وزير الجيش»
خلال إحدى المناقشات، استعرض موشيه ديان وزير الجيش الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر، قوة العلاقة بين القوات السورية والمصرية، وعدد جنود الجيش الإسرائيلي والأسلحة التي بحوزتهم، قائلًا: "لدينا مشكلة خطيرة، يجب علينا التواصل (يقصد مع الحلفاء) بشكل عاجل، على الأمريكيين أن يرسلوا إلينا معدات".
وتابع وزير الجيش الإسرائيلي حينها، في أحد التقديرات الصادرة عنه: "لم نقيم قدراتهم القتالية بشكل صحيح.. لقد قللت من قوة الجيشين المصري والسوري، وزنه القتالي، وقد بالغت في تقدير قواتنا وقدرتها على الصمود.. العرب مقاتلون أفضل بكثير من ذي قبل، لديهم أسلحة كثيرة في أيديهم، لقد ضربوا دباباتنا، والصواريخ لا تستطيع قواتنا الجوية تدميرها".
وأكد تقدير «ديان» أن الوضع الصعب على كلتا الجبهتين، وهو الوضع الذي لم يدركه أعضاء مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي الذي تشكل عام 1973.
ديفيد ألعازار «رئيس الأركان»
أعرب ديفيد ألعازار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر، عن صدمته من بدء الحرب من قبل الجيش المصري، قائلًا: "الوضع في سيناء سيئ للغاية، العديد من الضحايا ولا أحد يعرف كم عددهم.. نحن في كارثة".
وخلال اعترافاته أمام لجنة "أجرانت" الإسرائيلية حول الفشل في وقف الحرب داخل سيناء، أكد ألعازار أن تشكيل قوات الجيش الإسرائيلي كان ضعيفًا حينها.
و«أجرانت» هي لجنة شكلتها إسرائيل في نوفمبر 1973 للتحقيق في القصور الذي تصرف به الجيش خلال الحرب.
وأوضح: "لقد بدأوا الحرب وهاجمونا في ظروف جيدة لأن تشكيلاتنا كانت ضعيفة نسبيًا، ونجاح المصريين والسوريين منحهم زخمًا إضافيًا في المرحلة الأولى.. كان لديهم دافع لم يكن موجودًا في الحروب السابقة، وكان الهجوم العربي أكثر فاعلية مما اعتدنا على مشاهدته".