الهيدروجين الأخضر المصري يجذب استثمارات الوكالة الفرنسية للتنمية
أكدت الهيئات والوكالات الدولية المعنية بالطاقة الجديدة والمتجددة -خلال فعاليات مؤتمر الدول الأطرف في اتفاقية الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ COP27 والذي استضافته مصر في نوفمبر 2022 بمدينة شرم الشيخ-، قدرة مصر على الإنتاج الأعلى للهيدروجين الأخضر عالميًا.
وتسعى وكالة البيئة وإدارة الطاقة الفرنسية (إيه دي إي إم إي) إلي دعم وتعزيز مشروعات الهيدروجين الأخضر داخل الحدود الفرنسية وخارجها، سواء بإنشاء المزيد من محطات إنتاج الهيدروجين الفرنسية أو بالتعاون مع الدول ذات الأسواق الناشئة في إنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة البحر المتوسط أو الشرق الأوسط وإفريقيا، وتولي الدولة الفرنسية اهتمامًا بمشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر، وتنميتها بما يستهدف تلبية احتياجات الجانبان ودول الجوار الإقليمي والدولي.
في نهاية مارس الماضي نشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر، الخميس 23 مارس 2023، قرار رئيس الجمهورية رقم 547 لسنة 2022 بالموافقة على مذكرة تفاهم بشأن التعاون الفني الاستراتيجي بين مصر وفرنسا لتنمية قطاع الهيدروجين الأخضر في مصر، والموقعة في القاهرة بتاريخ 30 مايو 2022.
وتضمن محتوي مذكرة التفاهم بين "القاهرة" و"باريس"، إن فرنسا تقدم بمقتضى مذكرة التفاهم منحة لا تتعدى 500 ألف يورو من خلال مؤسستها المالية التنموية "الوكالة الفرنسية للتنمية" لدعم وتنمية مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر.
مصر والاستثمارات الخضراء
وتعد مصر من الدول الجاذبة للاستثمارات الخضراء، نظرًا لما تتمتع به الظروف المناخية في مصر من مميزات كأكبر نسبة سطوع شمسي على مدار اليوم وسرعة رياح بمعدلات مناسبة لتكون مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة عامل جذب فعال للاستثمارات الأجنبية خاصة الأوروبية في مصر، وذلك بناء على الدراسات الجغرافية مثل الأطلس الشمسي المصري الحديث
وقياس سرعات الرياح في مصر، وجميعها عوامل مساهمة بشكل رئيسي في جذب الاستثمارات الأجنبية الخضراء، كمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر أو الأمونيا الخضراء المنتجة من الهيدروجين الأخضر.
19 مذكرة تفاهم للهيدروجين الأخضر
وقعت مصر -خلال فعاليات مؤتمر الدول الأطرف في اتفاقية الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ COP27، والذي استضافته مصر في نوفمبر 2022 بمدينة شرم الشيخ- نحو 19 مذكرة تفاهم جرى توقيها بشأن الهيدروجين الأخضر في مصر، وبدء فعليًا تحول بعض من هذه الاتفاقيات إلي مراحل جديدة نحو مسارات التنفيذ.
تصريح مسئول
من جانبه كشف الدكتور أحمد مهينة، وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة للبحوث والتخطيط ومتابعة الهيئات، والمسؤول عن متابعة إعداد الاستراتيجية الخاصة بإنتاج واستخدام وتصدير الهيدروجين الأخضر في مصر، عن دخول الاستراتيجية طور المراجعة من قبل الاستشاري العالمي المسند إليه إعدادها، كاشفًا عن الانتهاء من مراجعتها قريبًا.
وأوضح الدكتور أحمد مهينة في تصريح سابق لـ"االدستور"، أنه من المقرر أن يتم عرض استراتيجية الهيدروجين الأخضر عقب مراجعتها على المجلس الأعلي للطاقة لاعتماد الاستراتيجية وإطلاقها للتطبيق في خطة طويلة ومتوسطة وقصيرة الأجل.
فرنسا والهيدروجين الأخضر
تعتزم شركة لايف (Lhyfe) في فرنسا بناء المحطة الثانية لإنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة، التي من المفترض تشغيلها بحلول النصف الثاني من عام 2023، بعد حصول الشركة على التصريحات والموافقات اللازمة.
ومن المقرر أن تعمل محطة لايف بريتاني -الواقعة بمنطقة موربيان في إقليم بريتاني، شمال فرنسا- على توفير الهيدروجين لقطاع النقل في المنطقة والعمليات الصناعية للشركات الإقليمية،وقد حددت منطقة لوريان في السابق احتياجاتها من الهيدروجين الأخضر، وستكون أول منطقة تستفيد من الهيدروجين المنتج المحطة.
وادي الهيدروجين الغربي العظيم
تُعدّ محطة لايف بريتاني جزءًا من مشروع "في هاي غو" (وادي الهيدروجين الغربي العظيم)، بدعم من وكالة البيئة وإدارة الطاقة الفرنسية (إيه دي إي إم إي).ويرى المحللون أن إعلان شركة لايف هذا يمثّل بداية سلسلة طويلة من عمليات انتشار محطات إنتاج الهيدروجين، التي تهدف إلى الحصول على أكثر من 3 جيجاوات من السعة المركبة بحلول عام 2030.