الفدائى عبد المنعم قناوى يروى مشاركته من حرب الاستنزاف إلى النصر
أتم ورده من قراءة القرآن الكريم عصر العاشر من رمضان بشقته بحي فيصل بمحافظة السويس شرقي مصر، ثم أفضى الفدائي البطل عبدالمنعم قناوي بالدعاء بالرحمة لرفاق فارقوه وفارقوا الحياة واحدًا تلو الآخر.
يروي الفدائي البطل عبد المنعم قناوي لـ"الدستور"، أنه في مثل هذا اليوم منذ أكثر من خمسين عاما هجريًا هز أرجاء مصر خبر العبور والنصر، الذي ذاق مع رفاقه حلاوته مرارا وتكرارا مع كل نجاح حققوه خلال فترة حرب الاستنزاف في أعقاب نكسة يونيو 1967.
يقول البطل عبد المنعم قناوي إن عبور قناة السويس لم يكن الأول، فقد عبر هو ورفاقه سيناء ورفعوا العلم عام 1969 بعد معركة قوية من سلسلة المعارك التي شهدتها فترة حرب الاستنزاف.
ويضيف “قناوي” الذي تخطى عقده السابع، أن شهر رمضان الذي حققت مصر النصر به لم يمر عليه شهراً واحدًا، بل أجبرته طبيعة المهمة التي أسندتها إليه القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية أن يصوم أشهر متتابعة، حيث كان أعلى قمة الجبل خلف خطوط العدو برفقة دليل من سيناء في وادي غير ذي زرع ولا ماء.
يقول عبد المنعم قناوي إنه ورفاقه انتشروا، وفقًا لخطة القوات المصرية، خلف خطوط العدو الصهيوني خلال فترة حرب الاستنزاف، لرصد تحركات وجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات، ويرى أن من أهم المهمات التي نجح بها كانت أن تمكن من رصد تحركات بالقرب من مقر الجيش الثالث الميداني، وسارع بالتوجه لقائد الجيش وإبلاغه ثم هم بالانصراف.
في الوقت الذي كانت مدينة السويس الباسلة تحت الحصار لمدة 101 يوم، كان قناوي يتسلق الجبال على حدود السويس برفقة الدليل السيناوي لرصد تحركات العدو، لم تكن الصعوبات التي عاشها أبناء السويس تحت الحصار أهون من الصعوبات التي واجهها رجلان بمفردهما في صحراء واسعة يواجها برد الصحراء وثعابينه والجوع والعطش والخوف من أن يرصد طيران العدو، والخوف أيضًا من أن ترصده القوات المصرية فيتعاملوا معه عن بعد باعتباره إسرائيليا.
بفخر لا يضاهيه فخر؛ يروي لنا البطل أنه وزملائه الفدائيين أصحاب أول مواجهة بين المدنيين ومجندي الجيش الذي وصف نفسه أنه لا يقهر وقال: “الجيش صاحب الزراع الطويلة التي قطعها أبناء السويس”.
يحتفظ قناوي بصور زملائ في قلبه وفي حافظة أوراق تحوي صور الشهداء وصورا ضوئية لمانشتات الصحف المصرية والسورية واللبنانية التي أرخت انتصار رمضان اكتوبر 1973.
وعرضت قناة فضائية مصرية في وقت سابق فيلمًا وثائقيًا عن عبدالمنعم القناوي صائد اللقطات، يكشف فيه الستار عن أحداث مثيرة في نصر أكتوبر المجيد، وبعض شهادات المعاصرين له في هذه الحقبة.
وقال قناوي عبر الفيلم الوثائقي، إن العدو الإسرائيلي بكامل غضبه وقوته من طيران ومدفعية ملأت أرجاء السويس ككل، مضيفًا: كانت القيادات تقول لنا "إنتوا عايزين تموتوا؟ فنقول لهم: أيوه يا فندم.. من لم يمت بالسيف مات بغيره"، وأتى الخبر الذي هز أرجاء العالم عندما رأيت الطيران بالداخل والخارج يضرب بقوة.
وكرم الرئيس عبدالفتاح السيسي البطل عبدالمنعم قناوي مع عدد من الفدائيين أثناء الاحتفال بعيد تحرير سيناء الخامس والأربعين.