فى ذكرى النصر.. تفاصيل خطة «السرية العلنية» لإخلاء المستشفيات فى حرب 1973
تحل غدًا ذكرى حرب العاشر من رمضان، التي شهدت خطة خداع استراتيجي على أعلى المستويات، حيث شملت جزءًا خاصًا بعمل المستشفيات الحكومية واستقبال ضحايا الحرب.
وفي السياق ترصد «الدستور» خطة المستشفيات التي وضعها الرئيس الراحل أنور السادات تزامنًا مع حرب العاشر من رمضان.
ووفق الخطة الاستراتيجية المعلنة فقد كان من الضروري إخلاء عدد من المستشفيات وإعدادها لاستقبال الجرحى الذين سيتوافدون مع بداية المعركة، وكان ذلك من أهم مبادئ الإعداد للحرب، ولما كان إجراء بمثل هذه الضخامة سيثير بالتأكيد شك مخابرات العدو كان على المخابرات أن تجد حلًا لإخلاء عدد المستشفيات المطلوب دون إثارة أدنى شك.
واعتمدت مصر على الخداع الاستراتيجي في حرب أكتوبر بشكل لم يكن معروفًا من قبل، حيث نفذت خطة «السرية العلنية» لإخلاء المستشفيات الكبرى تمهيدًا لنقل المصابين إليها بعد انطلاق الحرب، وبدأت بتحويل طبيب عسكري إلى مستشفى قصر العيني بعد ما قيل إن خروجه كان بسبب طبي، وهنالك استطاع الطبيب إخلاء المستشفى شيئًا فشيئًا، مدعيًا وجود تيتانوس في قسم الجراحة.
وظلت الصحافة وقتها تهاجم وزارة الصحة 3 أشهر وتطالب استقالة الوزير بعد أن تفشى التيتانوس في عدد من المستشفيات، وكانت الصحافة الإسرائيلية أيضًا تسخر من الأمر وخلال فترة بسيطة كانت بعض المستشفيات الكبرى جاهزة لاستقبال مصابي حرب أكتوبر.
كما تم تجهيز مستشفى الدمرداش التابعة لجامعة عين شمس كأول قائمة وتوافد عليها العديد من المصريين للتبرع بالدم.
وما أن حلت أول أيام أكتوبر حتى كان العدد اللازم من المستشفيات قد أخلي نهائيًا، وأصبح على أتم استعداد لاستقبال الجرحى والمصابين كإجراء احتياطي مهم.
وفي بداية حرب أكتوبر، أعلن الهلال الأحمر عن فتح باب التطوع للمشاركة في أداء المهام المختلفة، ووصل عدد المتطوعات إلى 5 آلاف حتى 15 أكتوبر، وقامت كل متطوعة بتقديم العمل الذي تتقنه، فمن لديها ماكينة خياطة أحضرتها معها وتولت إعداد ملابس للمهاجرين، ومن تتقن الإسعاف والتمريض تولت هذه العملية وسط النيران وبين قصف المدافع.
ووفقًا لما أعلنه الهلال الأحمر فقد تم إرسال شحنات من الأغذية والملابس إلى أهالي سيناء فور توقيع اتفاقية الفصل الثاني من القوات، وتشكلت لجنة أخرى لزيارة أسر الشهداء والمقاتلين على الجبهة لبحث احتياجاتهم ومشاكلهم، كما أعدت العضوات أكياسًا تحتوي على هدايا عينية تقدمها الجمعية للمحاربين على خط النار، وشاركت المتطوعات في رعاية الجنود والمصابين بأرض المعركة والمستشفيات.