عرب المهجر يفتقدون دفء العائلة والتجمعات الرمضانية
يفتقد المهاجرون العرب أجواء شهر رمضان المبارك في بلدانهم، بعد قرار نقل حياتهم وأسرهم إلى أوروبا حيث تقتصر الاحتفالات والتجمعات الرمضانية على أماكن تجمع الجاليات المسلمة، عكس الأوطان التي تنتشر الزينة والأنوار والفوانيس في كل شبر منها.
رغم البعد الجغرافي، ومن شدة الحنين إلى الأوطان، يحاول مسلمو المهجر نقل هذه المظاهر إلى بيوتهم والتجمعات التي تنتشر في هذا الشهر أكثر من أي وقت في العام، بحسب الأمين العام للمنظمة النرويجية للعدالة والسلام في أوسلو، طارق عناني، الذي يقول: نحاول ربط الأبناء الذين ولدوا وعاشوا هنا، بالوطن الأم.
وأضاف عناني، لـ"الدستور"، أنه رغم الفرحة والإعدادات التي تجري في البيت قبل دخول الشهر الفضيل بأيام، إلا أن دفء الأجواء المصرية، والزينات المعلقة في الشوارع، وفوانيس رمضان، تزيد حالة الحنين الجارف إلى شوارع ومصر، سواء في القاهرة أو قرى الصعيد والدلتا.
وتابع بقوله: كلما سمحت الفرصة، أسارع إلى قضاء أكبر وقت ممكن من الشهر الفضيل في مصر، لأن رمضان المصري يختلف عنه في أي مكان آخر بالعالم، رغم تبادل العزومات وإقامة التجمعات مع الجالية المسلمة في النرويج، والذهاب لأداء صلاة التراويح في المساجد.
مشروبات وأطعمة رمضانية
العرقسوس، والتمر هندي، والكنافة البلدي، أكثر ما يحن إليه ويفتقده عناني، من أطعمة ومشروبات، تعلن دخول شهر رمضان بانتشارها في شوارع مصر، وكذلك التجمعات العائلية، والجلوس على المقاهي الشعبية للقاء الأصدقاء بعد صلاة التراويح.
ورغم انحسار إجراءات الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا في العامين السابقين، وأثرت حتى على التجمعات داخل البيت الواحد، إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية، وأجواء التوتر التي تسود أوروبا، أثرت على الاحتفالات والابتهاج، نظرا لتواجد كثير من العائلات الأوكرانية التي فرت من الحرب، وبالتالي تتم مراعاة مشاعرهم، خصوصا الذين فقدوا أحبابهم، أو تركوهم ورائهم يواجهون مصيرهم المحتوم.
ويحرص عناني، على أداء صلاة التروايح التي تنتشر في المساجد الكبرى في أوسلو، وتجمع ليس المصريين والعرب فحسب، لكن أيضا جاليات مسلمة من مختلف دول العالم، في مظهر بديع على الترابط على أساس الدين، رغم الاندماج في الدولة التي أصبحوا مواطنين فيها، وملتزمين بقوانينها، وأعرافها، وأهمها المواطنة التي لا تفرق بين الناس.