«شنودة» طفل مصرى.. قبل أى شىء آخر
حسم الأزهر الشريف الجدل الدائر حول الطفل «شنودة» حينما أعلن، من خلال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية عن «أن الطفل.. إذا وجد فى كنيسة وكان الواجد غير مسلم فهو على دين مَن وجده». وقبله أصدر د. شوقى علام، مفتى الجمهورية، فتوى بعد دراسة حالة الطفل.. قال فيها: «يحمل ديانة الأسرة التى عثرت عليه..».
وأود أن أسجل هنا بعض الملاحظات المهمة التى تمثل موقفى الشخصى تجاه مثل تلك القضايا التى تسبب أزمات مجتمعية تنتشر على السوشيال ميديا.
- أقدر وأثمّن موقف دار الإفتاء والأزهر فى انحيازهما للحفاظ على مستقبل الطفل، أيًا كان دينه، وهو انحياز حقيقى للإنسانية. وهو ما يعنى انتصارهما للإنسانية فى مواجهة التيار المتشدد الذى حاول مناقشة المشكلة وحلها من منطق طائفى سيئ، وكأنه دفاع عن دين الله وانتصار دين على دين دون وجود مرجعية فقهية، والترويج للعنعنات والأحاديث الضعيفة.
- موقف دار الإفتاء والأزهر هو انتصار للإنسانية فى أسمى معانيها لكونه موقفًا يؤكد صحيح الدين بعيدًا عن الأهواء الطائفية والتشدد والتعصب. وهو يعبر عن سماحة الدين الإسلامى. وتحقيقه للإنسانية دون أن تتعارض إطلاقًا مع ثوابت الشرع، بل أثبتا أن الشرع لا يتعارض مع الإنسانية، مثلما صدّر لنا المتعصبون والمتطرفون لسنوات طويلة.
- اختلف معى البعض فى الآراء السابقة دون تقديم رأى بديل، الاختلاف لمجرد إثبات موقف يتسق مع أفكارهم ومعتقداتهم التى انحرفت عن صحيح الدين، واعتبرت أن التمسك بالطفل «شنودة» هو جهاد فى سبيل الله. وقطعًا لن يستوعب مثل هؤلاء أننى سأنحاز لحق الطفل، أيًا كان اسمه وأيًا كان دينه، مثلما أنحاز للمرأة المصرية فى مواجهة العقلية الذكورية الخبيثة والرجعية والانتهازية.. فكر معشش.
- تجاهل مثل هؤلاء وغيرهم من أصحاب الفكر السطحى والعنعنات، مستقبل هذا الطفل الذى دفع ثمن الأمان وحماية الأسرة بسبب الطمع فى الميراث. وكيف له أن يقرأ بعد 20 سنة من الآن ما كُتب عنه؟ التشهير الذى أحاطه، والخذلان من مجتمع يدعى التدين فى الظاهر، وينتهك الإنسانية بكل الأشكال فى الخفاء.
نقطة ومن أول الصبر..
الدين لا يتعارض مع الإنسانية.
لا دين دون إنسانية، ولا إنسانية دون القيم والمثل العليا.
القيم والمثل العليا الإنسانية هى فى حد ذاتها تحقيق للدين.
الإنسان هو الذى يتعارض مع الدين لطمعه وأهوائه ورغباته الشريرة.