مجرد رأى
تعد صناعة الدراما أحد أهم الأهداف التي تستهدف المواطن العادي، كما أنها تعكس الوجه الحقيقي للمجتمع.
اعتاد المشاهدون في السابق على رؤية نوع محدد من الدراما ويتكرر بشكل دوري مع اختلاف الوجوه، التيمة الأساسية واحدة، شخص معدوم هارب من الثأر، يختبئ بأحد الأحياء الشعبية أو العشوائية، يتصدى للظلم ثم يصبح أحد رموز القوى في الشارع أو الحي وهكذا..
أو هذا الذي عاد لينتقم ممن قتلوا أباه أو زجوا به في السجن!!
"تيمة الانتقام".
ساعد وجود هذه النوعية البعيدة كل البعد عن المجتمع في ترسيخ مبادئ وأخلاقيات دخيلة على المجتمع، مما ساعد في تشويه أجيال بأكملها، اتخذت من البلطجة أسلوب حياة.
لسنا في المدينة الفاضلة بطبيعة الحال، لكن ليست الصورة بهذه القتامة أيضاً.
كما يوجد السيئ يوجد الجيد.. لماذا أفرد المجال للسيئ وأُشوه المزيد من الأجيال، ناهيك عن تشويه صورة بلد عريق كمصر.
رغم ذلك تجد دولًا كثيرة تحسن استغلال صناعة الدراما، بعرض قصص شيقة تجمع الدراما والعاطفة والأكشن، لاسيما للترويج السياحي أيضا.
انتبهت الدولة مؤخراً لهذه الفوضى الإعلامية التي غرضها الأساسي تهميش دور مصر عن طريق الإساءة إليها بأيدي أبنائها، تدخلت بقوة وأوقفت هذه المهزلة.
تقدم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية هذا العام أكثر من 16 مسلسلاً، تتنوع ما بين الديني والدرامي والأكشن والكوميدي والوطني..
يساعد هذا التنوع على تغطية فئات المجتمع كافة من خلال تعدد هذه الأعمال التي تلمس المشاهد بشكل مباشر.
أتاحت الشركة المتحدة الفرصة أمام الأجيال الشابة من كتاب السيناريو المؤلفين والممثلين لإثبات وجودهم هذا العام .
قد يشعر المشاهد ببعض الدهشة والغرابة وهذا ليس مستبعدًا. فدائما الاعتياد على التغير يشعرنا بالصدمة ثم نعتاده.
تواجه بعض المسلسلات هجوماً حاداً، نسي هؤلاء أن وظيفة العمل الدرامي الأساسية هى الإمتاع وفتح مدارك العقل والتفكير، الحث على البحث وراء المعلومة التي وردت في السياق الدرامي.
لسنا بصدد عمل وثائقي، وإنما عمل يحمل صبغة دينية أو تاريخية. شتان ما بينهما.
أتابع الجدل المثار حول مسلسل "الإمام الشافعي" بطولة الفنان خالد النبوي، ما يحدث من جدل ونقاش ما هو إلا دليل نجاح، استطاع كاست العمل جذب انتباه المشاهدين، لا سيما هواة قراءة التاريخ ومحبي هذه الشخصية.
أما الجدل الدائر بشأن المسلسل الكوميدي" الكبير أوي"، دليل نجاح أيضاً، لارتباط المشاهد بالمسلسل الذي امتد لأكثر من سبعة مواسم، ليصبح جزءًا من ذكريات رمضان، وعلامة من علاماته المميزة كفوازير رمضان وألف ليلة وليلة في عصرنا.
من حق المشاهد المصري أن يطمح لرؤية الأفضل، أن يغار على ذكرياته وتاريخه الفني.. ما يحدث هو دفاع بحب عن جزء أصيل منا من ذكرياتنا.
أرى أن أي نقد سلبي أو إيجابي قطعًا سيفيد. أضحكتنا مربوحة العام الماضي وكنا نأمل أن تظل كما هى أو تقدم الأفضل.. هذا لا ينتقص من موهبتها أو جودة العمل.
لابد أن نعي أن الأمر يخضع لذائقة المشاهد الفنية.
أما بخصوص الاتهام بوجود حملات دشنتها الدولة لتشويه هذا أو تمجيد هذا أستبعدها تماماً، بل أرفضها وأراها نوعًا من العبث.
الأجدر بها أن تفعله مع المسلسلات الوطنية، أرى أن هناك جهات ما تتعمد صرف النظر وإثارة البلبلة حول بعض هذه الأعمال.
بهدف التغطية على وجود عمل وثائقي هام يرصد الحرب ضد الإرهاب مثل مسلسل الكتيبة 101..!
الأجدر بنا التحدث عنه وتسليط الضوء على بطولات الجيش المصري في سيناء وكيفية تطهيرها من طيور الظلام .
أدعو الجميع لمشاهدة هذا العمل كي يروا كيف كانت تدار الأمور وكيف تمت السيطرة على أنفاق سيناء.
كيف منعت بطولات الكتيبة وشهداء كرم القواديس توريط مصر في حرب عسكرية مع العدو.
أندهش حقًا من إغراق مواقع التواصل الاجتماعي بهجوم غير مبرر على ممثلة في مسلسل كوميدي وتجاهل الحديث عن عمل وطني وقوي مثل الكتيبة 101.
كلمة أخيرة ..
لكل من يتهكم على هذا وذاك وكل من يتقمص دور الناقد الفني والمؤرخ
دع هاتفك جانبًا وتفرغ لرؤية بطولات جيشك المصري الذي لولا وجوده ما كنت تجلس مع أسرتك حول مائدة إفطارك بأمان تام وتمارس هوايتك في النقد الفني.
أخيرًا شكرًا الشركة المتحدة على هذه الوجبة الفنية الدسمة وللأمام دائمًا وبانتظار المزيد من الأعمال الدرامية المتنوعة التي ترضي جميع الأذواق.
نريد المزيد من الأعمال الوطنية والدينية لتعرض على مدار العام وليست بشكل موسمي، نريد أعمالا تتناول قصة حياة شخصيات مصرية ملهمة لتكون حافزًا للأجيال الجديدة لتمدهم بالأمل والرغبة بالتميز.