تحققت بعد وفاته.. وصية الإمام الشافعى للسيدة نفيسة
4 سنوات فصلت بين وفاة الإمام الشافعي والسيدة نفيسة، اللذين تجاورا الفسطاط في مصر قبل رحيلهما.. علاقة خاصة كانت تجمع الإمام بالسيدة نفيسة، تحمل تقديرًا كبيرًا تبادلاه معًا، وهو ما وثقته مشاهد مسلسل «رسالة الإمام» الذي تقدمه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
السنوات الست التي عاشها «الشافعي» في مصر، كانت ثرية بالعلم الذي نشره الإمام، فصار له محبون وتابعون يسيرون على المذهب الشافعي (ثالث المذاهب الإسلامية).. وبين هذا الكواليس كانت هُناك أمنية طلبها الشافعي من السيدة نفيسة حفيدة رسول الله، تحققت بعد وفاته.
المؤرخ الدكتور محمد حمزة، أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة القاهرة، وعميد كلية الآثار الأسبق، كشف عن تفاصيل ما حدث، مؤكدًا أن الإمام الشافعي، أوصى السيدة نفيسة بأن تُصلي عليه صلاة الجنازة (الصلاة الخاصة من وراء حجاب) قبل أن يصلوا عليه الصلاة العامة، وكان وقتها يشعر بدنو أجله، وبالفعل توفى بعدها (عام 204 هجرية)، وصلت عليه السيدة نفيسة الصلاة الخاصة، ودُفن في مقابر بني زهرة ومقابر بني عبدالحكم في القرافة الكبرى شرق الفسطاط.
لم تمر سوى 4 سنوات حتى رحلت السيدة نفيسة، حيث صعدت روحها في عام 208 هجرية، ورفض المصريون وقتها أن يأخذها زوجها لدفنها في البقيع، وثار الأهالي ليطالبوه بدفنها في مصر، وهو ما حدث وقتها.
كان الإمام الشافعي يتوق لرؤية مصر قبل المجىء إليها، وكتب شِعرًا لأجلها يعبر فيه عن حبه لأرضها.
ويروي مسلسل «رسالة الإمام» أحداثًا تاريخية عاشتها مصر بقدوم الإمام الشافعي للعيش فيها في سنوات حياته الأخيرة، حيث كان «يتوق» لرؤية مصر، وكتب لها شِعرًا قال فيه:
لَقَد أَصبَحَت نَفسي تَتوقُ إِلى مِصرِ****وَمِن دونِها أَرضُ المَهامَةِ وَالقَفرِ
فَوَاللَهِ لا أَدري أَلِلفَوزِ وَالغِنى****أُساقُ إِلَيها أَم أُساقُ إِلى القَبرِ.