بعد الفاصل
أحمد عيد
فى ٢٠١٧ كنت مسئولًا عن برنامج يومى فى إحدى قنوات الشركة المتحدة.. وجهت الدعوة للفنان أحمد عيد للبرنامج.. قال لى أخشى أن ترفض القناة وجودى لأنهم يقولون إنى معارض.. قلت له هذه مجرد أوهام.. لديك فيلم جيد وجدير بالنقاش وتمت استضافته بالفعل.. تذكرت هذه الواقعة وأنا أشاهد تألق أحمد عيد فى مسلسل «عملة نادرة» يؤدى دور أخ حاقد على أخيه يخفى حقده ويتعامل بنعومة الثعبان.. نمط إنسانى مركب ساعدت خبرة السنين أحمد عيد فى تجسيده على طريقة عتاولة التمثيل الكبار.. تحية لمن أعاد أحمد عيد للعمل وتحية لهذا الممثل الكبير الذى كسبه الفن المصرى بعد طول انقطاع.
جيل جديد
المخرج محمد جمال العدل استطاع تكوين صورة بصرية لافتة للانتباه فى «عملة نادرة» بحيث أصبحت الصورة وتكوين الكادر بطلًا رئيسيًا للعمل.. العدل من جيل جديد وشاب من المخرجين يمكن القول إن التكنولوجيا هى لعبته.. لذلك يستفيد من تطور الكاميرات الديجيتال وفنون الطبع لأقصى درجة ممكنة.. من هذا الجيل أيضًا حسين المنباوى ومحمد سلامة اللذين يقدمان شاشة مبهرة تتحول مع الوقت إلى علامة بصرية.
مشكلة ورق
بدون مجاملة ستظل مشكلة الدراما المصرية بشكل عام فى غياب كبار المؤلفين.. المؤلف الصنايعى صاحب الرسالة هو الذى يدمج رسالة العمل فى الصنعة الفنية والإمتاع وفنون الفرجة المختلفة.. للأسف بعض مسلسلاتنا تطغى فيه الرسالة على الصنعة والبعض الآخر تطغى فيه الصنعة على الرسالة.. والمؤلف الناجح هو الذى يجمع العنصرين معًا.
فلبينو؟؟
من هو الشاعر «فلبينو»؟؟ سألت «جوجل» فلم أعثر على معلومات كافية.. أو لم أعثر على معلومات من الأساس.. «فلبينو» هو صاحب كلمات أغنية إعلان مركز مجدى يعقوب للطفل هذا العام.. وهى من أروع كلمات أغانى الطفل ومن أروع كلمات الأغانى بشكل عام.. أغنية أنغام ومحمود العسيلى ليست أغنية ولكنها قصيدة رائعة أبدعها «فلبينو» الذى لم أعرف عنه شيئًا سوى أنه كتب كلمات أغانٍ سابقة لمحمود العسيلى.. من أنت يا «فلبينو».. اظهر وبان عليك الأمان!
رمضان
يعانى الفنان محمد رمضان من مشكلة وجودية.. إذا أراد تقديم عمل فنى مميز يتراجع جماهيريًا ولا يشيد به النقاد.. وإذا قدم دورًا شعبيًا ينجح ويهاجمه النقاد! دون شك فإن الأدوار الشعبية أكثر مناسبة لمحمد رمضان.. ولكن أى دور شعبى؟؟ أنا أقول إن على رمضان أن يسرق كل أدوار ملك الترسو «فريد الشوقى».. البطل الشعبى الطيب.. صاحب الرسالة الأخلاقية رغم عنفه مع الأشرار وتحطيمه وجوههم بقبضة يده.. أعترف بأنى أشاهد محمد رمضان فى طبعته الشعبية فقط.. وأعتقد أن الثنائى الذى يقدمه مع المخرج محمد سامى مفيد لكليهما.
الصفارة
أنا منحاز للفنان أحمد أمين منذ كان يقدم فيديوهات قصيرة على «يوتيوب».. أحمد أمين هو وريث الريحانى وفؤاد المهندس.. هو مثلهما «أفندى» نبيل.. عنده أخلاق وسيئ الحظ دائمًا.. لا يتوقف عن السخرية من نفسه ومن مفارقات الحياة.. يقدم أمين هذه التيمة فى مسلسل «الصفارة» ويسخر من نمط الحياة الاستهلاكى الذى يعتبر أن المنصب والثروة هما معيار النجاح الوحيد فى الحياة.. ويرينا كذب هذا الادعاء بعيون الشخص نفسه وهو يرى نفسه من الخارج.. كوميديا جميلة أحببتها وإن كانت الحلقات القادمة سترينا هل سيقع أمين فى فخ التطويل أم لا؟
الشافعى
نجاح حلقات الإمام الشافعى «رسالة الإمام» نجاح مستحق.. لفت نظرى أن الأحداث تتضمن جمع الإمام الشافعى تراث «الليث بن سعد» إمام الفقه المصرى.. الليث لم يكن من أصل عربى ولكنه مصرى من بنها نبغ فى الفقه وأسس مذهبًا عظيمًا لم تدون قواعده فى أوراق.. قال عنه الشافعى «الليث كان أفقه أهل زمنه ولكن تلاميذه أضاعوه» وكان يقصد أنهم لم يدونوا فقهه فضاع بوفاته ووفاتهم.. وقد قيلت تفسيرات أخرى لها علاقة بأنه لم يكن عربى الأصل.. الإمام الشافعى يروى جزءًا هامًا من تاريخ مصر وعلاقتها بالحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامى وهذا مهم جدًا.
لص أصيل
مسلسل «علاقة مشروعة» من أفضل مسلسلات هذا العام.. الأحداث متتالية ومتصاعدة والصراع مشتعل.. وهذه أهم مقومات العمل التليفزيونى المسلسل، وإلا لماذا سننتظر الحلقات القادمة.. من علامات نجاح المسلسل نجاح المخرج خالد مرعى فى تسكين الأدوار واختيار أفضل ممثل لكل دور.. وقد توقفت كثيرًا جدًا أمام دور «شريف» الزوج الأول والمبتز لـ«مى عمر».. اختار مرعى الممثل «محمود فارس» الذى يتقن دوره، لدرجة أنك تتخيل أنه لص احترف التمثيل وليس ممثلًا يؤدى دور لص.. سبق لفارس أن أدى دور اللص فى فيلم «عمارة يعقوبيان» ٢٠٠٥ ببراعة لكنه لم ينل الفرصة التى يستحقها حتى الآن.. وأظن أن خالد مرعى منحها له.
تنوع
الميزة الأساسية لدراما رمضان هذا العام هى التنوع.. هناك أطباق متعددة تلائم كل ذوق.. هناك الشعبى الذى يقدمه محمد رمضان وياسمين عبدالعزيز وهناك الكوميدى الذى يقدمه مكى وأحمد أمين وهناك الكوميديا الاجتماعية الزوجية فى مذكرات زوج وهناك التاريخى فى رسالة الإمام وسره الباتع.. وهناك التاريخ المتخيل فى سوق الكانتو.. وهناك دراما الأثرياء فى علاقة مشروعة وهناك الصراع مع الإرهاب فى الكتيبة ١٠١.. تنوع كبير يحسب للشركة المتحدة هذا العام.. مع حق الشركة فى منح مزيد من الفرص لشباب المبدعين فى قادم الأيام.
جيل جديد
إحدى المشكلات التى تواجه صناع الفن فى مصر هو نسبة النمو السكانى.. كل عام يضاف ٢ مليون شاب لجمهور المشاهدين.. هؤلاء لهم ذوق مختلف وحساسية مختلفة.. المنتج الفنى بطبيعته يريد أن يلعب فى المضمون.. ينتج مسلسلات للنجوم الذين أثبتوا جدارة فى السنين الماضية.. لكن التغيرات الديموجرافية السريعة تجعل «الصبية كركوبة» كما يقول المثل الشعبى.. سألت ابنتى من تسمع من قدامى المطربين فأجابت عمرو دياب وتامر حسنى!!! هذه هى حقائق الأمور.. لا بد من منح الفرصة لجيل المبدعين من مواليد ١٩٩٥ كى يخاطبوا الجمهور الشاب.
رمضان كريم وكل عام ونحن بخير.
