موقع «البنك المركزى» الجديد
البيان الصادر عن «البنك المركزى المصرى»، أمس الأول السبت، قال إنه أطلق، أو أعاد إطلاق، موقعه الإلكترونى بعد تطوير شامل، فى إطار حرصه «على مواكبة التطورات التكنولوجية المتلاحقة، والتوافق مع أفضل الممارسات الدولية»، وحتى يُتيح لزوار الموقع «تجربة مميزة تلبى احتياجاتهم فى الحصول على كل المعلومات، والتعرف على أدوار ومهام البنك والقطاعات التابعة له بكل سهولة».
الموقع، المزود بمحرك بحث متطور، والمدعوم بمواد تعليمية متنوعة لنشر الثقافة المالية وصور ورسوم تفاعلية قابلة للتحميل، يتيح لك أن تتابع، لحظيًا، كل المستجدات والأخبار، كتطورات الاحتياطيات الدولية، وأسواق المال، ومستويات التضخم، والأطر القانونية والرقابية الحاكمة للقطاع المصرفى والجهود المبذولة فى مجال التكنولوجيا المالية وإجراءات الأمن السيبرانى، والإمكانيات المتطورة فى مجال طباعة البنكنوت، وإجراءات تعزيز الشمول المالى، وآليات حماية العملاء، و... و... وبواسطة أى جهاز ذكى، يمكنك تصفح أكثر من ٤٥٠ صفحة فرعية، باللغتين العربية والإنجليزية، والتحكم فى حجم الخط وتباين الألوان.
ستعرف من الموقع، أيضًا، أن البنك المركزى به مكتبة ضخمة تضم أكثر من ١٩ ألف كتاب، ثلثها تقريبًا باللغة العربية والباقى باللغة الإنجليزية، إضافة إلى المجلات الدورية المتخصصة والرسائل العلمية والمراجع. والأهم، هو أن هذه المكتبة تتيح الاطلاع الداخلى، من الساعة ٨ صباحًا حتى ٣ ظهرًا، لكل العاملين بالجهاز المصرفى والباحثين والطلبة وغيرهم، مصريين كانوا أم أجانب. بينما لا تتيح «الاستعارة الخارجية» إلا لموظفى البنك فقط: بحدٍ أقصى ٣ كتب فى المرة الواحدة لمدة ١٥ يومًا قابلة للتجديد لمرة أخرى واحدة.
البنك المركزى المصرى هو أحد الأجهزة الرقابية المستقلة، التى نص عليها الدستور، وله شخصية اعتبارية عامة، ويتمتع بالاستقلال الفنى والمالى والإدارى، ويهدف إلى سلامة النظام النقدى والمصرفى واستقرار الأسعار فى إطار السياسة الاقتصادية العامة للدولة، و... و... وإلى جانب هذا الكلام، ستجد تحت عنوان «عن البنك المركزى»، تشكيل مجلس إدارته وهيكله التنظيمى وأهم الاختصاصات والوسائل التى تكفل له تحقيق أهدافه، لكنك لن تجد شيئًا عن تاريخه، أو «نبذة تاريخية» عنه، كتلك التى كانت فى الإصدار القديم.
لن تجد أى معلومات، أيضًا، عن محافظى البنك السابقين، باستثناء أسمائهم وصورهم وتواريخ شغلهم المنصب، بدءًا من الدكتور أحمد زكى، الذى شغل المنصب مرتين: بين ١٨ مايو ١٩٥١ و٣٠ أبريل ١٩٥٢، ثم بين ٣٠ مارس ١٩٥٦ و٢٣ يوليو ١٩٥٧، ومحمد فكرى، الذى كان محافظًا بين ٨ مايو ١٩٥٢ و٢٩ مارس ١٩٥٥، ووصولًا إلى طارق عامر، الذى غادر موقعه فى ١٧ أغسطس الماضى. وعليه، نتمنى أن يبذل القائمون على الموقع مزيدًا من الجهد ويضيفوا «النبذة التاريخية»، وبعض المعلومات عن هؤلاء.
إلى أن يحدث، وقبل أن تسأل كيف شغل الأول والثانى المنصب، وكذا الدكتور عبدالجليل العمرى، الذى كان محافظًا بين ١٤ نوفمبر ١٩٥٧ و٢٦ مارس ١٩٦٠، بينما لم ينشأ البنك المركزى المصرى إلا سنة ١٩٦٠، نشير إلى القانون رقم ٥٧ لسنة ١٩٥١، منح اختصاصات وصلاحيات البنك المركزى للبنك الأهلى المصرى، الذى ظل يلعب هذا الدور، حتى تفرغ لأعمال البنوك التجارية، بعد تأميمه، وإنشاء بنك مركزى، منفصل أو مستقل. ما يعنى أن الدكتور عبدالحكيم الرفاعى، الذى تولى المنصب بين ٢٦ مارس ١٩٦٠ و٢٥ مارس ١٩٦٤، هو أول محافظ فعلى للبنك المركزى، بينما كان الثلاثة الذين سبقوه محافظين للبنك الأهلى.
.. وأخيرًا، ستجد فى الموقع الإلكترونى الجديد إجابات عن عدد كبير من «الأسئلة الشائعة»، التى قد تخطر، أو لا تخطر، على بالك، كما ستجد أيضًا قنوات اتصال مباشرة، يمكنك من خلالها إرسال الشكاوى أو الاستفسارات أو المقترحات. ومع تسليمنا بأن ذلك يسهم فى خلق بيئة تشاركية أو تفاعلية بين البنك المركزى والمجتمع، نرى ضرورة أن تكون للبنك صفحات، أو حسابات، على شبكات التواصل الاجتماعى، التى ستجد عليها، بالفعل، حسابات عديدة، وهمية، عبثية، أو غير رسمية، تحمل اسم البنك المركزى المصرى!