بعد الفاصل
1- دراما رمضان
على مدى ٦٢ عامًا كانت «دراما رمضان» أحد معالم الجمال المصرى.. مفردة خاصة بنا لا يملكها غيرنا.. لا فى الغرب لأنهم ليس لديهم رمضان من الأساس.. ولا فى الشرق لأنهم لم تكن لديهم دراما من الأساس.. وحدها مصر كانت صاحبة هذا المزيج الفريد من فنون الغرب وحضارة الشرق.. من الفن والدين.. من العقل والروح.. من طلب البهجة ومن طلب الرضا الإلهى.. يبدو أن هناك من يغير من خصوصية مصر أو يريد سلب المصريين فرحتهم وخصوصيتهم باستخدام «فيالق الحمقى» على الإنترنت.
2- الثرثرة للجميع
الكاتب الإيطالى الشهير «أمبرتو إيكو» فهم طبيعة وسائل التواصل الاجتماعى بعد وقت قليل من ظهورها.. قال إنها للأسف تتيح الفرصة لـ«فيالق الحمقى» للثرثرة المجانية فى الفضاء الأزرق بدلًا من الثرثرة فى «بارات روما».. «الفيالق» لفظ يدل على الكثرة الكبيرة.. وعلى أن هؤلاء الحمقى قد يكونون منظمين أيضًا.. فى الماضى كان نقاد مثل «سمير فريد» أو «سامى السلامونى» يقرأون آلاف الكتب ويشاهدون آلاف الأعمال قبل أن يتجرأوا على النقد.. الآن كل من يملك جهاز تليفون متصلًا بالإنترنت يعتبر نفسه ناقدًا ويتحفنا بآراء عن أعمال فنية نقلها من غيره.. لمجرد أن يبدو وكأنه صاحب رأى.
3- حزب أعداء النجاح
لفت نظرى تكرار منشور مكتوب بنفس الصيغة للهجوم على الفنانة الشابة «رحمة أحمد» بطلة مسلسل «الكبير أوى».. من الوارد جدًا أن هذا تعبير عن صراع مصالح ما.. وربما ساهم بعض السذج وحسنى النية فى تكرار المنشور دون قصد.. لكن الحقيقة أن هناك سببًا آخر كامنًا فى أعماق المجتمع للأسف وهو استكثار النجاح على الشباب.. ممثلة مسرح موهوبة تحولت لنجمة خلال عام واحد وتؤكد نجوميتها للعام الثانى.. وللأسف لا يرضى هذا حزب «أعداء النجاح فى مصر» وهو حزب قديم جدًا وجذوره تعود لعشرات السنوات.. نحن نقتل مواهبنا بأيدينا للأسف.. ألف شكر لمن منح الفرصة لهذه الموهبة الشابة.. ولا عزاء للحمقى من الشباب الذين يشبهون من أراد أن يغيظ زوجته فقتل نفسه.. لا تحارب موهبة شابة أيها «الشاب الأحمق».
4- نضج فنى
داهمنى معنى «النضج الفنى» وأنا أتابع اثنين من النجوم هذا العام أولهما «خالد النبوى» وثانيهما «ياسر جلال».. موهبتان نضجتا على نار هادئة.. مسيرة عمل تمتد لربع قرن.. دراسة فى معهد الفنون المسرحية فى زمن تألقه.. ثقافة واسعة وتفاعل مع الشأن العام.. حياة شخصية مستقرة محورها العمل والأسرة.. موهبتان كبيرتان من جيل التسعينيات تستحقان أن نفخر بهما خاصة أنهما يقدمان مسلسلين مهمين هذا العام.
5- الإمام الشافعى
يصطاد مسلسل «رسالة الإمام» عدة عصافير بحجر واحد هذا العام.. فهو معالجة تاريخية لقصة الإمام الشافعى، واحد من أئمة الفقه الأربعة وهو الوحيد منهم الذى عاش فى مصر.. ووضعه المصريون فى مرتبة بين الولى والفقيه بسبب قرابته للرسول «ص» وقربه من آل البيت.. وكانوا يقصدونه لقضاء حوائجهم ويرسلون له الخطابات ويتركونها فى مقامه.. أسدل المتطرفون الستار منذ السبعينيات على الإمام الشافعى وعلى علاقة المصريين به.. وها هو هذا المسلسل الواعى يعيد «الإمام الشافعى» لذاكرة المصريين كمفردة من مفردات «إسلام المصريين» وخصوصيتهم الخالدة.
6- الليث حجو
أحد أسباب تميز «رسالة الإمام» هو المخرج السورى الكبير «الليث حجو» الذى نجحت أسرة المسلسل فى اجتذابه لحقل الدراما المصرية مثل أسلافه الذين احتضنتهم مصر من بداية القرن ومنحتهم بريقهم وتألقهم ومنحوها هم فنهم.. منح المخرج المسلسل اهتمامًا كبيرًا بالصورة والملابس ومنطقية الأحداث التاريخية وضبط أداء الممثلين بحيث لا تعتريه المبالغة التى تعترى أداء بعض من يشخصون التاريخ فيحولون الشخص التاريخى من «شخص» إلى «كاركتر» وبين الاثنين فارق كبير.. تحية لجهة إنتاج المسلسل ومطالبة بمزيد من اجتذاب كبار المخرجين من العالم العربى وإتاحة الفرصة لمخرجينا الموهوبين.
7- علاقة مشروعة
غيّر النجم «ياسر جلال» جلده هذا العام ودخل إلى منطقة جديدة.. مسلسل اجتماعى وبوليسى أيضًا يعتمد على تيمة عالمية.. شخص مستقر عائليًا يتعرض لنزوة مع سيدة مضطربة لا تتوقف عن مطاردته ومحاولة هدم حياته.. منطقة جديدة يدخل إليها هذا النجم المصرى بعد أدوار متنوعة بدأها بدور حارس الرئيس ثم رجل أعمال له علاقة بالجريمة ثم فتوة فى حارة شعبية ثم دور تاريخى فى «الاختيار» وها هو يدخل منطقة جديدة تمامًا فى مسلسل محبوك ومشدود الأحداث ويعتمد على تيمة «الإثارة والترقب».
8- سره الباتع
أحيانًا يقع المبدع ضحية لشهرته أو كونه شخصًا عامًا أو للعبه أدوارًا متعددة فى حياته بخلاف الفن.. وأظن أن المخرج «خالد يوسف» وقع ضحية لهذا رغم أنه يقدم عملًا جيدًا.. بعض ردود الفعل على «فيسبوك» تصفى معه حسابات سياسية.. وبعضها متأثر برأى أصحابها فيه كشخصية عامة.. لكن الحقيقة أنه يقدم عملًا جيدًا مأخوذًا عن نص لمبدع عظيم هو «يوسف إدريس» وأنه قدم زوايا جديدة بمواهب مثل «أحمد فهمى» و«أحمد السعدنى».. وأضاف منطقة غير مطروقة فى الدراما المصرية «المزج بين التاريخ والحاضر» وبكل تأكيد يحسب العمل للشركة المتحدة ولصنّاعه والموضوعية تقتضى تقديم التحية لمن أجاد.. بغض النظر عن أى انطباعات شخصية.
9- الكتيبة ١٠١
لسبب ما يحمل الرقم «١٠١» خصوصية لدى مؤسسات الدولة المصرية.. وأذكر أن الدراما المصرية سبق لها أن قدمت مسلسلًا بعنوان «العميل ١٠٠١» عن قصة بطل مصرى اخترق الجيش الإسرائيلى ومات فى حرب العبور المجيد.. أما مسلسل الكتيبة ١٠١ فيحمل بصمة لمخرج مميز جدًا هو «محمد سلامة» ويعتمد على الكاريزما الشخصية لنجميه «آسر يس» و«عمرو يوسف» وهما من منطقة فنية مختلفة تشكل إضافة لكل الفنانين الذين جسدوا أدوار مقاتلين مصريين ضد الإرهاب.. أتابع المسلسل وأستمتع بصورة مختلفة صنعها «محمد سلامة».