أبرز 4 أسباب للاختلاف في الموعد.. الكنائس تستعد للاحتفال بعيد القيامة 2023
تتأهب الكنائس المسيحية بمصر، للاحتفال بعيد القيامة المجيد لعام 2023، إذ تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد القيامة المجيد في الأحد 16 إبريل 2023.
ويترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء السبت 15 أبريل 2023 قداس عيد ليلة عيد القيامة المجيد، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
ويسبق الاحتفال بعيد القيامة المجيد، ما يعرف باسم سبت النور، والذي يقام فيه مساءً قداس عيد القيامة المجيد، ويتخلل قداس عيد القيامة المجيد، ما يعرف باسم تمثيلية القيامة والذي يقودها كبير شمامسة الكاتدرائية المعلم إبراهيم عياد، أمام الأب الأسقف أو الأب البطريرك.
ويشارك البابا فى صلاة قداس العيد عدد من الأساقفة والكهنة، وخورس الكلية الإكليريكية.
- الكاثوليكية وعيد القيامة
وعلى مستوي الكنيسة الكاثوليكية بمصر فيترأس الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك قداس عيد القيامة المجيد مساء السبت 15 أبريل بكاتدرائية السيدة العذراء مريم بمدينة نصر بمشاركة لفيف من أساقفة الكنيسة الكاثوليكية بمصر والشعب القبطي.
- الأسقفية وعيد القيامة
أما في الكنيسة الأسقفية فتحتفل كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية فى الزمالك، بقداس عيد القيامة المجيد، مساء السبت 15 أبريل 2023، إذ يترأس المطران الدكتور سامى فوزى مطران الكنيسة الأسقفية صلوات القداس الإلهي لعيد القيامة المجيد.
- كيف يتم تحديد موعد العيد؟
ومن جهته قال القمص يوحنا نصيف كنيسة السيّدة العذراء بشيكاجو، في دراسة له حول تحديد موعد عيد القيامة وشمّ النسيم، يتساءل الكثيرون عن سِرّ ارتباط عيد شمّ النسيم المصري بعيد القيامة المسيحي، وأيضًا يتساءلون عن سبب تغيير موعد العيدين من عام لآخَر، وعلى أي أساس يتمّ تحديد الموعِد..؟! ولماذا يختلف موعد الاحتفال أحيانًا بين الطوائف المسيحيّة المتعدّدة..؟!
وتابع: عيد شمّ النسيم هو عيد مصري قديم، كان أجدادنا المصريون يحتفلون به مع مطلع فصل الربيع، وكلمة "شمّ النسيم" هي كلمة قبطيّة (مصريّة) ولا تعني "استنشاق الهواء الجميل"، بل تعني: "بستان الزروع".. "شوم" تعني: "بستان"، و"نيسيم" تعني: "الزروع"، وحرف "إن" بينهما للربط مثل of بالإنجليزيّة.. فتصير الكلمة "شوم إن نيسيم" بمعنى "بستان الزروع".. وقد تطوّر نطق الكلمة مع الزمن فصارت "شم النسيم" التي يظنّ الكثيرون أنها كلمة عربيّة، مع أنها في الأصل قبطيّة (مصريّة)..
وواصل: عد انتشار المسيحيّة في مصر حتى غطّتها بالكامل في القرن الرابع، واجه المصريون مشكلة في الاحتفال بهذا العيد (شم النسيم) إذ أنه كان يقع دائمًا داخل موسم الصوم الكبير المقدّس الذي يسبق عيد القيامة المجيد.. وفترة الصوم تتميَّز بالنسك الشديد والاختلاء والعبادة العميقة، مع الامتناع طبعًا عن جميع الأطعمة التي من أصل حيواني.. فكانت هناك صعوبة خلال فترة الصوم في الاحتفال بعيد الربيع، بما فيه من انطلاق ومرح وفرح ومأكولات.. لذلك رأى المصريون المسيحيّون وقتها تأجيل الاحتفال بعيد الربيع (شمّ النسيم) إلى ما بعد فترة الصوم، واتفقوا على الاحتفال به في اليوم التالي لعيد القيامة المجيد والذي يأتي دائمًا يوم أحد، فيكون عيد شمّ النسيم يوم الإثنين التالي له.
وتابع: بخصوص تحديد موعد عيد القيامة، فهذا له حساب فلكي طويل، يُسمَّى حساب "الإبقطي، تمّ وضع هذا الحساب في القرن الثالث الميلادي، بواسطة الفلكي المصري "بطليموس الفرماوي" (من بلدة الفرما بين بورسعيد والعريش) في عهد البابا ديمتريوس الكرّام (البطريرك رقم 12 بين عاميّ 189م - 232م) وقد نُسِبَ هذا الحساب للأب البطريرك، فدُعِيَ "حساب الكرمة"..
وواصل: وهذا الحساب يحدِّد موعد الاحتفال بعيد القيامة المسيحي بحيث يكون موحَّدًا في جميع أنحاء العالم. وبالفِعل وافق على العمل به جميع أساقفة روما وأنطاكية وأورشليم في ذلك الوقت، بناء على ما كتبه لهم البابا ديمتريوس الكرَّام في هذا الشأن. ولمّا عُقد مجمع نيقية عام325م أقرّ هذا الترتيب، والتزمت به جميع الكنائس المسيحيّة حتى عام 1582م
وتابع هذا الحساب يراعي أن يكون الاحتفال بعيد القيامة موافقًا للشروط التالية:
1- أن يكون يوم أحد.. لأن قيامة الرب كانت فِعلاً يوم أحد.
2- أن يأتي بعد الاعتدال الربيعي مع ملاحظة التغيير الذي حدث في التقويم الميلادي بمقدار 13 يومًا فصار الاعتدال الربيعي يوافق 3 أبريل بدلاً من 21 مارس، مثل عيد الميلاد الذي تحرّك من 25 ديسمبر إلى 7 يناير.
3- أن يكون بعد فصح اليهود.. لأن القيامة جاءت بعد الفصح اليهودي.
وحيث أن الفصح يكون في يوم 14 من الشهر العبري الأول من السنة العبريّة (القمريّة).. فلابد أن يأتي الاحتفال بعيد القيامة بعد اكتمال القمر في النصف الثاني من الشهر العبري القمري..
وأيضًا لأن الفصح اليهودي مرتبط بالحصاد، عملاً بقول الرب لموسى (لا4:23-12)، والحصاد عند اليهود دائمًا يقع بين شهرَي أبريل ومايو (وهي شهور شمسيّة).. لذلك كان المطلوب تأليف دورة، هي مزيج من الدورة الشمسة والدورة القمريّة، ليقع عيد القيامة بين شهري أبريل ومايو.. فلا يقع قبل الأسبوع الأول من شهر أبريل أو يتأخّر عن الأسبوع الأول من شهر مايو.
والمجال لا يتّسع لشرح كل التفاصيل، ولكن الحساب في مُجمله هو عبارة عن دورة تتكوَّن من تسعة عشر عامًا، وتتكرَّر.. وعلى أساس هذا الحساب لا يأتي عيد القيامة قبل 4 أبريل ولا بعد 8 مايو... ثمّ يأتي عيد شمّ النسيم تاليًا له..
وقد استمرّ موعِد الاحتفال بعيد القيامة موحَّدًا عند جميع الطوائف المسيحيّة في العالم، طِبقًا لهذا الحساب القبطي، حتى عام 1582م حين أدخل البابا غريغوريوس الثالث عشر بابا روما تعديلاً على هذا الترتيب، بمقتضاه صار عيد القيامة عند الكنائس الغربيّة يقع بعد اكتمال البدر الذي يلي الاعتدال الربيعي مباشرةً، بغض النظر عن الفصح اليهودي “مع أن قيامة المسيح جاءت عقب فصح اليهود حسب ما جاء في الأناجيل الأربعة”، فمِن ثَمّ أصبح عيد القيامة عند الغربيين يأتي أحيانًا في نفس اليوم احتفال الشرقيين به، وأحيانًا أخرى يأتي مبكرًا عنه من أسبوع واحد إلى خمسة أسابيع على أقصى تقديرولا يأتي أبدًا متأخِّرًا عن احتفال الشرقيين بالعيد.