الشاعر محمد حلمى حامد: أجمل ذكرياتي فى رمضان مرتبطة ببيان انتصار أكتوبر 73
يرتبط شهر رمضان بذكريات الطفولة الجميلة، وحول ذكرياته في الشهر الفضيل قال الشاعر الدكتور محمد حلمى حامد: 3 ذكريات في رمضان لا يمكن أن تنمحي من مخيلتي أبدا، أولها وأنا طفل صغير بين أبي وأمي، وكيف تعلمنا الصيام حتى أذان الظهر بمكافأة صغيرة، ثم تطور الأمر إلى أذان العصر فالمغرب، وكيف كنا نجتمع حول المذياع، وهو يقدم تلاوات القرآن ومسلسلات فؤاد المهندس وفوازير آمال فهمي التي لا تخلو من تشويق وإعمال للعقل، حتى قبيل السحور نحلق فى فضاء الخيال مع ألف ليلة وليلة وصياغة الشاعر القدير طاهر أبو فاشا.
وتابع “حامد” لــ “الدستور”: أما الذكرى الثانية فهي المشقة الممتعة، عندما كنت ألعب الملاكمة باتحاد الشرطة الرياضي في الدراسة، وكانت المواصلات غاية الازدحام في رمضان، فكنا نعود أدراجنا مسافات طويلة بعد مران عنيف، فيؤذن المغرب ونحن ما نزال في الشارع، لنقوم بالافطار على تمرات قليلة نحتفظ بها في جيوبنا.
ولفت “حامد”: أما أجمل ذكريات رمضان فهي عندما كنت بالصف الأول الثانوي، واستمعت إلى البيان الأول للقوات المسلحة في يوم العاشر من رمضان السادس من أكتوبر عام 1973، ومن لم يعش هذه التجربة لن يدرك كيف انتقلنا من عجز الهزيمة ومرارة النكسة الى حلاوة القتال ونشوة النصر، وهو يوم انتظرته البلاد لتسترد كرامتها، وانتظره الجنود ليثأروا لبلدهم، وفي هذا أقول في ديواني الأخير (الغيم والدخان):
وَوَحْدَهُ إمَام الرَّتَلِ كَانَ صَامِداً
يَرُدُّ عَنْ بُيُوتِنَا الْعُدْوَانْ
وَوَحْدَهُ يُصَابُ ثُمَّ يَخْتَفِي فِي سُتْرَةِ الدُّخَانْ
يَلمُّ الرَّمْلُ رُوحَهُ الْمُبَعْثَرَةْ
يُعِيدُهَا قَوِيَّةً مُحَرَّرَة
لَهَا كَفَّانِ أَو عَيْنَانْ
حَتَّى يُرَى مُقَاتِلًا بِالنَّارِ زاحفاً فِي عَابرىُ رَمَضَان
يَمُدُّ بِالدِّمَاءِ نَصْرَهُم وَيَقْرَأُ الْقُرْآن.
وَفِي سَواترِ التُّرَابِ يَحْمِلُونَ الزَّادَ والأكفانْ
ويَنْشرُونَ رَعَبَهُم كَأَنَّهُم مِنْ يَوْمِ خَلْقِهِم عَصْفٌ عَلَى الطُّغْيَانْ
إعْلَامُهُم تَحُوْمُ كالطُّيُورِ بَيْنَ الشَّطِّ وَالْمَكَانْ
فَمَنْ يَرُدُّ عَنْ كَتِيبَةٍ بِجِسْمِهِ النِّيرَانْ
وَمَن يَطِيرُ مُلْقِيًا بِالرُّعْب فِي قُلُوبِهِمْ وَلَا وَقُود بالخزان
وَلَا يَهُمُّ مَنْ يَعِيشُ أَوْ يَمُوتُ
إنَّمَا حَيَاتُهُمْ فِي نَصْرةِ الْأَوْطَانْ.
حتى يَمَرّ الْخُلُودِ عَلَى بَابنَا :
وَمَرَّ الْخُلُودُ عَلَى بَابِنَا ذَات يَوْمْ
أَقَمْنَا لَهُ حَفلَنَا فِي الظَّهِيرَة
كَطَيْرِ الْأَبَابِيلِ جِئْنَا فُرَادَى
جُيُوشًا تَفُضُّ نُعوْشَاً غَفِيرَة.