عيد عبد الحليم: أمى الضوء الذى ما زال يضىء ممرات الحياة الشاقة
يتذكر الكاتب الصحفي والشاعر عيد عبد الحليم السنوات الأولى لطفولته وعلاقته بوالدته التي وصفها بالضوء الذي يضيء ممرات الحياة الشاقة، يرى الشاعر فيه صورة غير عادية، فهي لم تكن عادية على أرض الواقع، ليس فقط في الوجدان.
عيد عبد الحليم: الضوء الذي ما زال يضيء ممرات الحياة الشاقة
وقال الكاتب والشاعر عيد عبد الحليم، في تصريحات لـ"الدستور": “كانت ومازالت الحياة مرتبطة بها، أحلامي وما يتحقق منها ما هي إلا نفحة من الأمل الذي بثته في عروقي وأنا طفل صغير، كانت أمي بمثابة الأب والأم معا، بعد وفاة أبي وأنا في سن العاشرة، كانت أمي هي معلمي الأول ومنارتي التي قادتني إلى الضوء، من أغانيها البسيطة جاء الشعر إليّ، فأدركت أن هناك في الحياة ما يستحق أن أعيش من أجله، تلك المرأة البسيطة التي لم تدخل المدارس رغم أن أبيها، جدي، كان حاصلا على الشهادة العالمية من الأزهر، إلا أن التقاليد في ذلك الزمان في الريف المصري كانت ترى في تعليم البنات عيبا، لكن أمي كانت تستمع إلى مجلس أبيها العلمي والذي كان يعقده في بيته كل ليلة بحضور أبناء وكبار رجال القرية”.
وتابع عبد الحليم: “فحفظت كثيرا من سور القرآن وبعض الأشعار التي كان يحفظها جدي، بل كان يكتب بعضها، من هنا أصبح عند أمي محزون ثقافي بسيط، أعتقد أنه كان بعد ذلك دافعي للكتابة”.
ولفت عبد الحليم إلى أن “أمي التي كانت تفرح بتفوقي، وكانت تفخر بأن ابنها هو الأول في سنوات دراسته، وحين بدأت النشر كانت تذهب بنفسها لتشتري الجريدة المنشور بها قصائدي وتوزعها على الجيران، هذه الفرحة بالنسبة لي لا تعادلها أي فرحة أخرى، لأني أدركت أن ذلك هو فرحة لتلك المرأة التي ضحت بشبابها من أجل أن تقوم على تربيتي أنا واخوتي البنات”.
واختتم عبد الحليم: “أمي نموذج للمرأة المصرية المكافحة والصابرة، تحية لها، ولمحبتها التي ترفرف علي دائما، وأدعو الله أن يشفيها، وتظل دائما حارسة لحياتي”.