القاصة نسرين البخشونجي في عيد الأم: «هكذا ربّتني ست الحبايب»
تستعيد الكاتبة الصحفية والقاصة نسرين بخشونجي ذكرياتها مع والدتها عبر تداولها بشكل عملي مع أولادها أو بمعني أدق هى تعيد نفس ما تربت عليه، لكن على طريقتها الخاصة أو كما تقول هكذا أكتشفت مع مرور الوقت ومع وجود الأبناء انها تستعيد اكتشاف والدتها فيها، تروي سيرة اللحظات الأولى لتسرب مشاعر الأمومة وإلى جانبها طرد الخوف والتحلي بالحكمة في السطور القادمة تقدم البخشونجي شهادته عن فعل الأمومة وممارستها:
• نسرين بخشونجي: كذلك ربتني أمي
بالأمس رأيت صورة لي وأنا جالسة وبجواري كلب ودود، تذكرت تلك اللحظات التي بدت فيها ملامحي سعيدة وهادئة بينما ارتعش داخليا من الخوف، لأني أعاني من الخوف الشديد من الكلاب. لكن يوسف ومريم يحبونهم ويلعبون معهم، لذا كان علي أن أتحلى بثبات انفعالي لا مثيل له، من أجلهم. وتساءلت ترى كمْ مرة تحلت أمي بالثبات الانفعالي من أجلي؟!
يقولون إننا لا نشعر بحجم محبة أمهاتنا لنا إلا حين نجرب. لا أعرف على وجه الدقة متى تسللت هذه المشاعر إلى قلبي، فيض من النور والحب غير المشروط. كل ما أذكره أنني أثناء الإفاقة في غرفة العمليات طلبت أن أرى يوسف وأنني رأيت مريم في حلم قبل أن تصل إلى العالم بسنوات طوال.
عالم الأمومة يشبه الدائرة بشكل غريب. نحاول أن نكون أنفسنا ونظن أننا سنربي أبناءنا بطريقة مختلفة ولكننا نكتشف أننا نعيد ما تعلمناه بطريقتنا أحاول أن أعلم يوسف ومريم حب القراءة والموسيقى كذلك ربتني أمي. أكرر بعض جملها التي كنت أسمعها منها وأنا طفلة أكررها بنفس الترتيب ليسمعها يوسف ومريم. يضحكون مني، فأضحك، ولا أعلم على وجهة الدقة متى تحولت ملامحي لأشبه أمي، انظر في المرأة أرها وأراني.. فأرتبك.
كل ما أعرفه أنني لست أما مثالية ولا أريد أن أخرج للعالم أشخاص مثاليون. كل ما أعرفه أنني أريد أن أخلق ذكريات سعيدة مع أولادي، لحظات لا تنسى من السعادة والحب.. أريد أن أمنح العالم أشخاصا أسوياء يقدرون الحياة ويفهمون معنى الإنسانية.