«بلاد غريبة».. رواية إرنست هيمنجواي عن الغربة التي تسكن الذات ومقاومة اليأس
"بلاد غريبة".. هى واحدة من روايات الكاتب الأمريكي الشهير إرنست هيمنجواي كتب منها أربعة فصول كتبها بين عامي 1946 و1974 لكنه لم يكملها، ونشرت هذه الفصول بعد وفاته.
وهى رواية نفسية فلسفية تتميز بأسلوب سلس كما أنها تعتمد على بطلين هما روجر وزوجته وهذا ليس غريبا على ارنست هيمنجواى الذى لا يكثر من شخوص رواياته، فقد فعل هذا فى جل رواياته على سبيل المثال العجوز والبحر.
كما تتميز هذه الرواية بشح الأماكن وهي أيضا من سمات هيمنجواى الذى لا يكثر من المواقع فى أعماله الأدبية ، ومن سماته الأخرى أن بطل رواياته وقصصه فى الغالب ما يكون هو هيمنجواى نفسه ، بحيرته وفلسفته كما أن ثالوث الكتابة والحرب والرياضة موجود فى جل أماله .
- تفاصيل الرواية
تحكي رواية بلاد غريبة عن كاتب يدعى روجر يقود سيارته فى ريف أمريكى ومعه زوجته الشابة هيلينا التى تحكى له عن تعلقها به وقت أن كانت طالبة جامعية بينما كان هو كاتبا مشهورا ، ثم يتبين لنا انها تستطيع ان تؤلف قصصا لكنها لا تجيد فن الكتابة ، وتسأله عن مؤلفاته الأولى فيخبرها انها ضاعت بسبب سوء تصرف زوجته السابقة والدة اندرو، حين وضعتها فى حقيبة ونسيتها فى القطار الذى كانت تستقله فى فرنسا وقت ان قررت ان تسافر إليه فى لوزان .
كان جل الحديث بين هيلينا وروجر عن القدرة على استعادة الثقة بالنفس ، لقد كان روجر محبطا بداخله صراع نفسى بين ضميره وشيطانه الذي يسكنه او بين نفسه اللوامة التى تجعله يلوم نفسه على ما فات ونفسه الأمارة بالسوء التى تدفعه إلى التخلى عن هيلينا بل وتأمره بأن ينسى الكتابة ويعاقر الخمر .
تنتهى فصول الرواية بتشجيع هيلينا لروجر على الحكى عن ماضيه، ليس من قبيل اجترار الذكريات بل من اجل تفريغ كل ما بداخله من طاقة سلبية، كى يعود روجر أو هيمنجواى للكتابة .
- الهدف من القصة
لا تيأس ، هذا هو المراد من رواية بلاد غريبة ، والغربة عند هيمنجواى ليست فى تلك المدن التي جاءت مجهلة فى روايته، بل الغربة عنده هى غربة النفس وهى أقسى أنواع الغربة.