مفهوم الأزمات فى العلاقات الدولية
إن مفهوم الأزمة في العلاقات الدولية له جذور قديمة تطل بأنيابها حول المواقع التي تنطلق منها، مثال الأزمة السورية حيث تطل منها معضلات سياسية واجتماعية واقتصادية، فسوريا تواجه تحديات خطيرة بداية من قرابة اثنتي عشرة سنة وتحديدًا منذ مارس من عام ألفين وأحد عشر.
ومما زاد الوضع صعوبة على مستوى دولي التداخلات في العلاقات الخارجية مثل الولايات المتحدة ثم إيران وروسيا وتركيا، ومع شديد الأسف فإن التدخلات الخارجية كانت من المصادر الرئيسية لإشعال النار في دولة عربية شقيقة لها تاريخها العريق بين المحيط المجاور كلبنان وسائر المجموعة العربية، بل عندما زاد القلق والنزاعات كانت أمريكا غير مستريحة لهذا الصراع، ولكن لم تحرك ساكنا إيجابيًا لدعم السلام والحفاظ على دولة لها تاريخ، والتاريخ رافق دول قديمة الجذور مثل مصر التي كنا نردد كينونتها مصر أم الدنيا، ومع الحراك السوري الداخلي وتأثيرات بعض دول الجوار وصلت سوريا إلى ما وصلت إليه الآن.
ونحن لا ننسى في زمان شبابنا عندما كنا نزور لبنان أو كما كنا نسميها سويسرا الشرق الأوسط كنا نعبر من بيروت إلى الجارة الصديقة حتى نتبضع من سوريا ونعود سيرًا على الأقدام إلى بيروت وكأننا في دولة واحدة حكومة وشعبًا.
ورغم بعد المسافات بين أمريكا والشرق الأوسط إلا أننا نشعر بكل الأسى والألم أمام ما نقرأ أو نسمع عن قلق أو فزع في أي ركن من أركان العالم لا سيما الشرق الأوسط وتحديدا في سوريا ولبنان، آملين أن تتعاون المنطقة الشرق أوسطية من كل جانب لدعم السلم والأمان في سائر البلدان ومنها سوريا ولبنان كما نثق في قادة المنطقة.. وفي المقدمة القدوة مصر ذات العمق التاريخي والحراك الدائم من أجل السلام التام وربط حزام الأمن والسلام حول المنطقة كلها لتعود المنطقة تتراص في صف واحد يجمع الكل بما فيها سوريا وليس هذا الأمل بمستحيل، إذا هدأ الصراع واختفى العناد وحل السلام والرباط وعندئذ تتوقف النيران وتهدأ أصوات الصراع أو الصراخ من كل جانب حتى نري الكينونة العربية صفا واحدا لا في الحروب والكروب فحسب، بل في دعم الرخاء والوفاء والأمن بكل المعاني والقيم الأصيلة لتجتمع تحت مظلة واحدة وكأن كل الدول صارت واحدًا إن تألم فيها أصبع أثر في المنطقة جمعاء.. وفق الله القادة والقواعد للم الشمل والدفاع عن كل ركن بالعطاء والوفاء والبناء بكل المعاني والطرق المتعددة وبروح واحدة توحد لا تفرق تبني ولا تهدم مرددين القول المأثور:
كونوا جميعًا يابني معًا ولا تتفرقوا آحادًا إذ تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا.
الأزمات طارئة لكن الوحدة والتآخي يُقويان علي الصعاب مهما كانت حدتها أو كينونتها.