وصول المساعدات لمستحقيها (نقاش متحضر)
فى مقالى السابق تحدثت عن حجم المساهمات التى تقدمها الجمعيات الخيرية خلال شهر رمضان المبارك، والتى تصل لحوالى ٤ ملايين ونصف كرتونة ووجبة و يستفيد منها ما يقرب من ٢٠ مليون مواطن، وقطعا هذه الأرقام ليست سهلة فى تحقيقها ولا فى كيفية تجميعها وتعبئتها وتوفير الطاقات البشرية - المتطوعة - لتوزيعها على هذا العدد الضخم من الأسر فى القرى والمدن بالمحافظات، تطورت بالفعل قدرة الجمعيات مع تشكيل التحالف الوطنى للعمل الأهلى الذى وحد الطاقات وجمعها فى اتجاه واحد، وزاد من قوتها فى تحديد الأولويات، ومن تحديد الأسر التى تعيش تحت خط الفقر أو من قرى مترامية الأطراف ويصعب الوصول اليها، وهو مجهود يحسب للقائمين عليه نتمنى أن يستمر ويقوى أكثر وأكثر.
وفى مناقشة هادفة بدأها الصديق هيثم عبدربه صاحب فكرة تحويل سيارته لمكتبة متنقلة يجوب بها القرى ليساهم فى نشر الوعى لدى الأطفال المحرومين من القراءة، وكرمه فخامة الرئيس. بدأ الأستاذ هيثم النقاش على صفحته ع الفيس بوك بالإشارة لتصريحات المدير التنفيذى أو الرئيس التنفيذى لمؤسسة بنك الطعام المصرى، والتى قال فيها إنه يستهدف جمع تبرعات بقيمة مليار جنيه وإنهم عندهم فى بنك الطعام طريقة محكمة لبحث حالات الأسر الأكثر حاجة للطعام وإنهم يوميًا يقدمون وجبات سخنة لناس وطلاب مدارس بالآلاف.
وطرح «هيثم» عدة تساؤلات كانت بدايتها من قريته فى محافظة الشرقية والقرى المجاورة لها والتى يؤكد أنها لا تعرف شيئا عن هذه التبرعات ولا تعرف شيئا عن بنك الطعام رغم أن فيها أناسا وصفهم بأنهم يأكلون من طوب الأرض تقريبا من شدة الفقر.
وتساءل «هيثم» عن الآلية أو المعايير التى يتم على أساسها اختيار الأسر والأماكن وتوزيعها الجغرافى، كما طلب من متابعى صفحته ممن تحصل قراهم على وجبات ساخنة لأطفال المدارس الحكومية فى الشرقية أن يرشدوه عن الطريقة التى يمكن أن يصل بها لنفس الغرض لمدارس قريته.
وانهالت التعليقات على صفحة الأستاذ هيثم، وجميعها كانت تؤكد على عدم معرفتهم بطرق توزيع تلك المساعدات ولا كيفية الوصول اليها، والبعض هاجم الجمعيات التى تعلن عن جمع التبرعات وشكك فى عملها.
وعلى الفور تفاعل مع كلام الأستاذ هيثم، الأستاذ محسن سرحان، المدير التنفيذى لبنك الطعام الذى طلب التواصل المباشر مع بنك الطعام لمن يرغب فى وضع أى قرية على خارطة أنشطة البنك، مؤكدا أن اختيار القرى يعود لترشيحات الجمعيات الأهلية المتعاونة مع بنك الطعام وهى التى تحدد المناطق الأكثر احتياجًا وفقًا لبحوث تلك الجمعيات الاجتماعية على أرض الواقع.
ومن هذا الرد الراقى للمدير التنفيذى لبنك الطعام المصرى، أتمنى أن تبادر كل الجمعيات بتحديث قواعد بيانات المناطق المستحقة للمساعدات إضافة حالات جديدة هى الآن فى أمس الحاجة للمساعدة وقطعًا الدعوة لأصحاب القدرة بالمبادرة بالتبرع فما عند الله أبقى.. تحية لكل يد تساعد وكل يد تساهم فى تخفيف العبء عن المحتاجين فى هذه الأيام المباركة.