تغريدة جارى لينكر تزلزل «بى بى سى».. ودعوات لرؤسائها بالتنحى
قالت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، إن التغطية الرياضية لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تواجه اضطرابات شديدة مع رفض العشرات من الموظفين العمل تضامنًا مع جاري لينكر، الذي أوقف عن العمل بعد أن نشر على "تويتر" انتقادات لسياسة اللجوء التي تنتهجها الحكومة البريطانية.
وأشارت الشبكة الأمريكية في تقرير، إلى أن تغطية "بي بي سي" الرياضية واجهت لليوم الثاني من الاضطرابات الشديدة، حيث رفض العشرات من الموظفين العمل تضامنا مع مضيف كرة القدم البارز جاري لينيكر، الذي أوقفته الإذاعة بعد أن انتقد سياسة اللجوء التي تنتهجها الحكومة البريطانية.
وكان الضغط يتصاعد على "بي بي سي" لحل الأزمة، مع تزايد الدعوات لرؤسائها للتنحي بسبب مزاعم التحيز السياسي وقمع الحرية.
وأوقفت "بي بي سي"، يوم الجمعة، لينيكر، أحد أكثر لاعبي كرة القدم الإنجليزية شهرة والمقدم الأعلى أجرًا في الشركة، بعد أن غرد ينتقد سياسة الهجرة الجديدة لحكومة المملكة المتحدة وقارن لغتها بشأن المهاجرين بتلك المستخدمة في ألمانيا النازية.
وأثار ذلك رد فعل عنيفا كبيرا، وغادر العديد من المذيعين والمراسلين الرياضيين في "بي بي سي" وظائفهم يوم السبت لدعم لينيكر.
ونتيجة لذلك تم سحب العديد من عروض كرة القدم النهارية في اللحظة الأخيرة و"مباراة اليوم"، وهو برنامج شهير في وقت متأخر من الليل يعرض أبرز أحداث مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في ذلك اليوم ويُعتبر بمثابة مؤسسة بريطانية منذ الستينيات، وتم بثه مع لا يوجد تعليق وظهرت فقط لقطات مختصرة. يستمر بث "مباراة اليوم" يوم السبت عادةً لمدة ساعة ونصف الساعة لمدة 20 دقيقة فقط.
واعتذر تيم ديفي، المدير العام لـ"بي بي سي"، عن الاضطراب، وقال ديفي "لقد كان يومًا صعبًا وأنا آسف لتأثر الجماهير ولم يحصلوا على البرمجة". "نحن نعمل بجد لحل الموقف والتأكد من إعادة البث على الهواء".
و"لينيكر" الذي يبلغ من العمر 62 عامًا، هو أحد أكثر الشخصيات الإعلامية نفوذاً في بريطانيا والأعلى دخلاً في هيئة الإذاعة البريطانية، حيث بلغ دخله 1.35 مليون جنيه إسترليني "1.6 مليون دولار" العام الماضي.
وهو أحد أعظم مهاجمي إنجلترا برصيد 48 هدفًا في 80 مباراة دولية، وكان اسمًا مألوفًا في بريطانيا حتى قبل أن يصبح مقدم برنامج "Match of the Day" في عام 1999.
وبدأ الجدل بتغريدة يوم الثلاثاء من حساب Lineker تصف خطة الحكومة لاحتجاز وترحيل المهاجرين الذين يصلون بالقوارب بأنها "سياسة قاسية بما لا يقاس تستهدف الأشخاص الأكثر ضعفًا بلغة لا تختلف عن تلك التي استخدمتها ألمانيا في الثلاثينيات".
ووصفت حكومة المحافظين مقارنة لينكر بالنازية بأنها هجومية وغير مقبولة، وقال بعض المشرعين إنه يجب عزله.
كان هذا هو الجدل الأخير حول دور "بي بي سي" البالغة من العمر 100 عام، والتي يتم تمويلها من خلال رسوم ترخيص تدفعها جميع الأسر التي لديها تليفزيون.
وخضعت حيادية المذيع للتدقيق في الآونة الأخيرة بسبب الكشف عن أن رئيسها، ريتشارد شارب- متبرع لحزب المحافظين- ساعد في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون في عام 2021، قبل أسابيع من تعيينه في منصب بـ"بي بي سي" بناءً على توصية الحكومة.