«الصيرفي»: 93% من الشركات المقيدة بالبورصة لديها امرأة واحدة على الأقل بمجلس الإدارة
خصصت فعاليات قمة المرأة المصرية في نسختها الثانية 2023، رابع جلساتها للوقوف على أهمية تمويل الشركات الناشئة التي تقودها نساء، لا سيما أن بداية مشروعات الأعمال وتطويرها واستدامتها تعد واحدة من أهم أدوات وآليات السيدات لتحقيق مستويات معيشة أفضل لأنفسهن وأسرهن ومجتمعاتهن، كما يمكن أن يتيح التعريف بالفرص الموجودة وإزالة الحواجز التنظيمية التي تعيق الوصول إلى التمويل والأسواق لمنشآت الأعمال التي تقودها النساء، إلى تحقيق نجاحات كبيرة.
وافتتحت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، فعاليات قمة المرأة المصرية 2023 في نسختها الثانية اليوم الأحد تحت شعار (تمكين المرأة .. قوة مصر ومستقبلها)، والمقامة تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، ونظمها منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرا بالاشتراك مع المجلس القومي للمرأة ومجلة أموال الغد.
وضمت جلسة (تمويل الشركات الناشئة التي تقودها النساء) كلا من نيفين المسيري، خبير أول مستشار الاتحاد الأوروبي والرئيس التنفيذي السابق للبنك الأهلى المتحد، وهبة الصيرفي، نائب رئيس البورصة المصرية، والدكتورة نرمين طاحون، المحامية الدولية ومؤسس مكتب طاحون للاستشارات القانونية.
كما شارك في الجلسة التي أدارتها آية زهير، رئيس قسم البحوث بشركة زيال كابيتال للاستشارات المالية، الدكتورة غادة خليل، مديرة المكتب الفني لوزارة التخطيط ومديرة مشروع رواد 2030 ، ومينوش عبدالمجيد، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميزان، وحنان عبدالمجيد، مؤسس صندوق استثمار كامليزر.
في هذا السياق، قالت هبة الصيرفي نائب رئيس البورصة المصرية، إن المرأة باتت تمثل جزءا مهما من مجلس إدارة الشركات المدرجة بالبورصة، وهي الخطة التي بدأ تنفيذها منذ فترة بهدف زيادة مشاركة المرأة بمجالس الإدارة لتبادل الرؤى والأنشطة المختلفة وزيادة معدلات التمثيل النسائي لإثراء التنوع بما يسهم في تحسين أداء الشركات.
وكشفت الصيرفي عن ارتفاع نسبة الشركات المقيدة التي لديها سيدة واحدة على الأقل ضمن مجلس الإدارة لتصل إلى 93% كما بلغت النسبة 100% في سوق الشركات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى أن 50% من مجلس إدارة البورصة سيدات.
وذكرت أن الجهود لم تقتصر فقط على تعيين العنصر النسائي في مجالس الإدارات، بل قامت البورصة بحملات ترويجية لنشر الثقافات المختلفة لاسيما للسيدات للدخول في سوق المال سواء عن طريق الاستثمار أو التعريف الأنشطة المختلفة تمهيد لبحث إمكانية الاستفادة من توسعات أنشطتهم المختلفة، بجانب التعاون مع الجامعة الأمريكية لبناء وتطوير قاعدة بيانات تضم النساء المؤهلات بمختلف القطاعات الاقتصادية لشغل مناصب قيادية.
وأضافت أن البورصة والرقابة المالية تتخذان جميع السبل لتمكين المرأة في سوق المال وتعزيز قدرتها على اتخاذ القرارات المختلفة، مشيرة إلى أن الرقابة المالية منحت الشركات المالية غير المصرفية التي يزيد عدد عملائها من السيدات على نسبة 25%، مزايا مالية من بينها خفض الرسوم المقررة.
فيما ذكرت نيفين المسيري خبير أول مستشار الاتحاد الأوروبي والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي السابق للبنك الأهلى المتحد، إن البنوك تعتمد في منح التمويلات على دراسات الجدوى للمشروعات وكذلك معدلات المخاطر بجانب عدد من المعايير الأخرى، ولا تقوم بالتمييز بين المشروعات التي تديرها رجال أو نساء.
وأكدت المسيري أن القطاع المصرفي يشهد نموًا في الطلب على التمويلات من جانب سيدات الأعمال في ظل حرص الدولة على تعزيز دورهن داخل النشاط الاقتصادي، لافتة إلى أن الدولة حريصة على توفير التمويلات من جانب البنوك لتنفيذ مشروعات يقودها العنصر النسائى، بهدف توفير فرص عمل تساعدهن في الإنفاق على أسرهن.
وطالبت المسيري، بمنح سيدات الأعمال قروضا بفوائد مخفضة بهدف تحفيزهن على التوسع فى المشروعات الاستثمارية المختلفة وزيادة فرص العمل.
من ناحيتها قالت مينوش عبدالمجيد، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميزان، إن السيدات يحققن أرقاما أعلى في نتائج أعمال شركات رواد الأعمال عن الرجال، مؤكدة أن الشركات التي تتيح فرصة تمثيل السيدات بمجالس الإدارة تحقق أرباحا بمعدل 15% أكثر من غيرها.
وأوضحت أن 70 تريليون دولار أصولًا مدارة عالميًا، 92% منها يدار من الرجال، و8% يدار من قبل السيدات، مشيرة إلى أهمية تمكين المرأة لأسباب اقتصادية وليست اجتماعيا فقط.
وقالت مينوش إن هناك إحصائيات تشير إلى أن نصف الخريجين من الجامعات سيدات، بينما 22% فقط من يشغلن الوظائف، مضيفة أن حوالي 30 تريليون دولار عالميا تُدار بواسطة السيدات وهن أصحاب القرار في أحجام هذه الشركات.
وأشارت إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على نماذج قيادية من السيدات مثل الدكتورة عزة فهمي رئيسة شركة حلي مصر والتي تعتبر نموذجا يحتذى به من السيدات العاملات، مؤكدة أن خوف المرأة من خوض التجارب والمخاطر يقف حائلا أمام حصولها على تمويل كاف مقارنة بالرجال.
فيما قالت الدكتورة غادة خليل، مدير المكتب الفني بوزارة التخطيط ومدير مشروع رواد 2030، إن المرأة المصرية تمتلك فرصا واعدة للاستفادة من مشروع رواد 2030 والذي يعد الركيزة الأساسية لتحقيق أهداف الحكومة لنشر ثقافة ريادة الأعمال و خلق قاعدة عريضة من رواد الأعمال الجدد خلال الفترة المقبلة.
وأشارت خلال مشاركتها بالنسخة الثانية لقمة المرأة المصرية، إلى أن أول هذه المحاور يتمثل في دعم وبناء القدرات، ومنها منحة ماجستير فى ريادة الأعمال بالتعاون مع جامعتى كامبريدج والقاهرة، ومنحة إتقان مهارات العمل لرواد الأعمال بالتعاون مع الجامعة الأمريكية، ومنحة الشهادة المهنية فى ريادة الأعمال بالتعاون مع الجامعة الألمانية، كما أطلق المشروع حملة المليون ريادي، وهي منصة تهدف إلى تدريب مليون رائد أعمال بحلول عام 2030.
وأضافت أن المحور الثاني يمثل التوسع في إنشاء وتطوير حاضنات الأعمال، إذ تم إنشاء 10 حاضنات أعمال عامة ومتخصصة، مثل حاضنة الذكاء الاصطناعي، وحاضنة السياحة، وحاضنة خاصة بذوى القدرات الخاصة، والحاضنة المصرية الأفريقية، وهي أول حاضنة أون لاين للشباب بالقارة السمراء، وهناك مسرعة أعمال رائدات 2030.
وتابعت أن الوزارة تحرص بشكل دائم على عدم التمييز بين الجنسين فيما يتعلق بفرض الاستفادة من المبادرات المختلفة التي يتم إطلاقها ضمن مشروع رواد 2030.
وأشارت إلى أنه تم إنشاء عيادات أعمال متكاملة لرواد الأعمال، من خلال جلسات مع الخبراء المختلفين فى مجال ريادة الأعمال من الشركات والمؤسسات، ونتيجة كل تلك الجهود تم إدراج مشروع رواد 2030 ضمن أفضل المشروعات التى تحقق أهداف الأمم المتحدة، ضمن منصة ” أفضل الممارسات التى تحقق أهداف التنمية المستدامة”، لافتة إلى استهداف المشروع انشاء نحو 6 عيادات جديدة حتى عام 2030.
وأضافت أن المحور الثالث يقوم على زيادة الوعي التعليمي والمجتمعي بأهمية تطبيق منظومة ريادة الأعمال والابتكار، من خلال حملة ابدأ مستقبلك على مستوى المدارس والجامعات، لنشر فكر ريادة الأعمال بين الطلاب، إذ تم تدريب 450ألف طالب من طلاب المدارس الإعدادية، وتجهيز فصول نموذجية داخل المدارس التي تم تنفيذ الحملة بها، وتم الوصول إلى أكثر من 20 ألف طالب فى العديد من الجامعات.
وفي سياق ذي صلة، أعربت حنان عبدالمجيد، مؤسس صندوق استثمار كامليزر، عن سعادتها لحضور منتدى الخمسين امرأة الأكثر تأثيرا وتشعر بالفخر لمشاركتها في قمة المرأة المصرية، موضحة أنه بحاجة لدخول المزيد من السيدات في مجال الاستثمار الملائكي، باعتباره يعزز من تواجد العديد من الرائدات في ذلك المجال.
وأضافت أن المستثمر الملائكي هو نقطة البداية في الاستثمار، لافتة إلى أن هناك نوعين من المستثمر الملائكي وهم مستثمر نشط وآخر غير فعال، مشيرة إلى اهمية قيام منتدى الخميس امرأة الأكثر تأثيرا بالاستثمار الملائكي، نظرا لتواجد العديد من السيدات الملهمات ورائدات الأعمال، ما يعزز ذلك من تواجد السيدات في ذاك المجال.
من جانبها، أكدت الدكتورة نرمين طاحون، المحامية الدولية ومؤسس مكتب طاحون للاستشارات القانونية، حاجة المرأة المصرية لبعض المحفزات خلال الفترة الحالية لتشجعيها على خوض تجارب جديدة في مجال الأعمال المختلفة.
وأوضحت طاحون، خلال جلسة تمويل الشركات الناشئة التي تقودها النساء، أن المرأة يجب أن تتمتع بالإرادة القوية ونبذ الخوف ما يمكنها من النجاح في إدارة المشروعات بشتى المجالات.
وأكدت أن السيدة المصرية تحتاج إلى توعية من الدولة خلال الفترة الراهنة، وذلك في ظل توجة الحكومة بإطلاق قوانين تشجع عمل المرأة.
وشارك خلال فعاليات القمة، عشرات من الشخصيات النسائية الرائدة في العديد من المجالات الحياتية قصص نجاحهن الملهمة وحكايتهن المبهرة التي سطرت مسيرة مهنية غير تقليدية، تجاوزت مجرد الاعتراف والإشادة بها، إلى ضرورة تسطيرها للعالم الواقعي في تجربة يجب مشاركتها والوقوف أمام تفاصيلها خاصة في ظل تحديات عالمية ومحلية تحتاج إلى الإلهام والأمل وخلق الفرص.
كما شهد المؤتمر مشاركة واسعة النطاق، من جانب عدد كبير من السادة الوزراء والمسؤولين وصانعي السياسات، وكبار القيادات التنفيذية للشركات والمؤسسات، إلى جانب مشاركة أكثر من 300 قيادة نسائية يمثلن قطاعات مهنية عديدة كالقطاعات المالية والاقتصادية وأيضا الرياضية والفنية والثقافية والتعليمية والاعلامية وريادة الأعمال، وغيرها من التخصصات المهنية التي برعت فيها المرأة، بالإضافة إلى عدد من طلبة الجامعات المصرية من محافظات الجمهورية كافة.