أول عمدة سيدة بكفر الشيخ: أهل قريتي طالبوني بالترشح بسبب قوة شخصيتي
نافست الرجال بكل شرف وأمانة وتغلبت عليهم واستطاعت أن تسطر اسمها في تاريخ محافظة كفر الشيخ كأول سيدة تتولى "العمودية" في تاريخ المحافظة لتفتح الباب أمام سيدات أخريات لتقلد ذلك المنصب الذي كان ولا زال في الأغلب حكرا على الرجال فقط بل على الرجال الأقوياء، وهو ما غير مفاهيم العمودية في قرى كفر الشيخ وجعلهم ينظرون إلى النساء نظرة مختلفة عن ذي قبل بعد توليهن ذلك المنصب وكان السبب في ذلك كله هي السيدة "عزة عبد الحميد عبد المحسن" العمدة السابقة لقرية كوم الجنحة التابعة لمركز بيلا، والتي تعد أول سيدة تتولى هذا المنصب في تاريخ المحافظة.
وكانت عزة عبد الحميد، عضو المجلس القومي للمرأة، هي أول سيدة تتولى هذا المنصب في كفر الشيخ، إذ تحكي تجربتها خلال حديثها مع "الدستور" قائلة: “أنا أول سيدة توليت هذا المنصب في تاريخ المحافظة وبدأت القصة بعد وفاة زوجي الذي كان يتولى منصب العمودية في القرية وعندما توفي أصبحت أرملة معيلة لـ 4 أولاد بعضهم لا زال في مراحل التعليم المختلفة وعكفت على تربية أبنائي ولكنني فوجئت بطلب أهل القرية لي أن أترشح لمنصب العمودية خلفا لزوجي لما كنت أشتهر به من قوة الشخصية والعزيمة وأيضا سمعة زوجي الطيبة أثناء توليه المنصب، في البداية تخوفت من الأمر كوني أول سيدة قد تفعل ذلك ولكنني عزمت أمري على الاستجابة لأهالي القرية وترشحت بالفعل وكان أمامي 6 رجال في الانتخابات ولكنني تغلبت عليهم توليت العمودية”.
وتابعت عزة عبد الحميد: عملت على ترتيب أوقاتي ما بين منزلي وتربية أبنائي وما بين عملي الجديد كعمدة، وفي البداية واجهت العديد من التعليقات السخيفة والسلبية من قبل بعض الرجال ولكنني لم التفت لها واجتهدت في عملي فعملت على حل المشاكل والخلافات بين أهل القرية من خلال الجلسات العرفية التي كنت أحضرها وأنظمها واستدعى مني الأمر أن أكون صارمة وجادة للغاية لكي يلتزم الجميع وهو ما كان يحدث بالفعل، بل وعملت على مواجهة من كانوا يوهمون المواطنين بالتنقيب على الأثار أسفل منازلهم وغيرها من الجرائم التي كانت تحدث وتغلبت على أغلب المشاكل التي كانت تواجه القرية.
وأوضحت أول سيدة تتولى منصب العمودية بكفر الشيخ، أنها كانت تجربة ملهمة للعديد من السيدات في التحدي وتقلد عدد من المناصب وكسر قاعدة أن المرأة لا تستطيع تولي بعض المناصب والرجال فقط هم من يستطيعون، مؤكدة أنه قد تولى بعدها أيضا سيدة منصب العمودية بإحدى القرى الكبيرة بمركز الحامول، وما زال هناك سيدات أخريات يحاولن للوصول إلى هذا المنصب بعدما استطاعت اقتناصه من الرجال والتي وصفت فترة عملها به بـ"التحدي".
واختتمت عزة عبد الحميد حديثها، قائلة: المرأة تستطيع وأنا حاليا عضو في المجلس القومي للمرأة واعمل على تمكين السيدات ونقل تجربتي لهن فالمرأة هي أساس صلاح المجتمع ولا شيء يصعب عليها.