تراجع أسهم المصارف في العالم ومخاوف بشأن صعوبات بنك أمريكي
يواجه القطاع المصرفي العالمي صعوبات في أسواق المال الجمعة نتيجة مخاوف مرتبطة بمشاكل تتعرض لها المجموعة المالية الأميركية "اس في بي" الشريكة المالية المميزة لعدد من شركات التكنولوجيا.
وبعد ظهر الجمعة، علقت المبادلات الإلكترونية لأسهم "اس في بي" بانتظار إعلان من المجموعة المصرفية التي تراجعت أسعار أسهمها بنسبة تزيد على ستين بالمئة بعد إعلان عن رسملتها.
وذكرت محطة "سي ان بي سي" أن المجموعة المصرفية تجري محادثات مع مؤسسات أكبر بحثا عن مشتر لها.
من جهتها، أكدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الجمعة أنها تتابع "عن كثب" الوضع في القطاع المصرفي. وقالت ردا على سؤال لجنة برلمانية في مجلس النواب "أراقب عن كثب التطورات الأخيرة التي تؤثر على بعض المصارف".
وأضافت "عندما تتكبد المصارف خسائر مالية فهذا أمر مثير للقلق ويجب أن يكون كذلك".
أما بورصة نيويورك فتبدو في مسار تراجعي الجمعة بعد فترة وجيزة على فتح جلساتها. فهي مرتاحة للتقرير حول البطالة في الولايات المتحدة لكنها تركز على القطاع المصرفي ومجموعة "اس في بي" بقلق.
خسر مؤشر داو جونز 0,18 بالمئة بينما تراجع مؤشر ناسداك 0,82 بالمئة وانخفض المؤشر الأوسع "اس اند بي" بنسبة 0,49 بالمئة.
من جهتها، أعلنت وزارة العمل الأميركية استحداث 311 ألف وظيفة في شباط/فبراير أي أكثر من 225 ألفا كانت متوقعة.
وقالت روبيلا فاروقي الخبيرة في في مجموعة "هاي فريكزينسي ايكونوميكس" إن "البيانات تظهر أن سوق العمل ما زالت قويا والاقتصاد ما زال ييوفر فرص عمل بوتيرة قوية، لكن ارتفاع معدل البطالة وتباطؤ نمو الأجور يشير إلى تبدل محتمل".
وبذلك ارتفع معدل البطالة من 3,4 بالمئة إلى 3,6 بالمئة خلال شهر واحد بينما ارتفع متوسط الأجور بنسبة 0,2% خلال شهر واحد أي أقل من 0,3 بالمئة توقعها خبراء اقتصاديون وكانت النسبة المسجلة في يناير.
وقال ديفيد بينامو مدير الاستثمارات في مجموعة "أكسيوم الترناتيف اينفستمنت" لوكالة فرانس برس إن هذا "الذعر الصغير نجم عن ردود فعل متتالية" تبدأ بسحب مبالغ كبيرة من قبل عدد كبير من العملاء.
والسبب الأول كان إعلان مجموعة "اس في بي فايننشال غروب" الشركة الأم لمصرف "سيليكون فالي بنك" (اس ف بي) الأربعاء، عن زيادة رأس مالها بمقدار 2,25 مليار دولار للتغلب على صعوبات.
وفي منتصف النهار في بورصة باريس خسر سهم سوسيتيه جنرال 4,77 بالمئة من قيمته ليبلغ 25,44 يورو، و"بي ان بي باريبا" 3,02 بالمئة (60,75 يورو) وكريدي أغريكول 2,94 بالمئة ليصل إلى 10,97 يورو.
في أماكن أخرى من أوروبا خسر البنك الألماني "دويتشه بنك" 7,33 بالمئة ومصرف باركليز البريطاني 3,84 بالمئة و"إنتيزا سانباولو" الإيطالي 2,21 بالمئة واتحاد المصارف السويسرية (او بي اس) 3,19 بالمئة.
كذلك، منيت المصارف المدرجة في بورصتي هونغ كونغ واليابان بخسائر كبيرة.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر الخميس أن مع الإعلان عن صعوبات يواجهها "سيليكون فالي بنك" ومرتبطة بسحب ودائع، دعا المدير المالي للمجموعة المالية العملاء إلى "عدم سحب هذه الودائع من المصرف وعدم بث الخوف والذعر".
وستجبر عمليات سحب جماعية البنك على بيع الأصول للحصول على السيولة اللازمة. إذا كانت هذه الأصول تشمل سندات صادرة منذ عام أو أكثر، فإن قيمتها قد انخفضت بشكل حاد منذ شرائها بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.
باعت المجموعة على عجل محفظة أوراق مالية بقيمة 21 مليار دولار ما أدى إلى خسارة تقدر بنحو 1,8 مليار دولار.
وأكد كريستيان باريسو من مجموعة الوساطة "أوريل بي جي سي" في مذكرة أن المستثمرين "رأوا أيضا في الصعوبات التي يواجهها المصرف تأثير انعكاس منحنى معدلات الفائدة"، أي عندما تكون المعدلات القصيرة الأجل أعلى من المعدلات الطويلة الأجل.
وتقوم المصارف عادة بالاقتراض بمعدلات قصيرة الأجل لتقدم قروضا بمعدلات متوسطة أو طويلة الأمد.
وثمة مجموعة أميركية أخرى تواجه تحديات. فقد أعلنت الشركة الأم لمصرف "سيلفرغيت" العاملة في العملات المشفرة الأربعاء أنه سيتم تصفية المؤسسة.
وقال ستيفن إينيس المحلل في مجموعة "اس بي آي مانجمنت" في مذكرة أراد أن تكون مطمئنة إن وقوع "حادث مرتبط برأس المال أو السيولة بين المصارف الكبرى" احتمال "ضئيل".
ومنذ الأزمة المالية في عامي 2008-2009 وإفلاس بنك "ليمان براذرز" الأميركي أصبح على المصارف تقديم ضمانات قوية لسلطة ضبط الأسواق الوطنية والأوروبية.
وتخضع الهيئة المصرفية الأوروبية خمسين مصرفا رئيسيا في القارة لاختبارات ملاءة.
وكشفت نتائج آخر اختبار من هذا النوع في نهاية يوليو 2021 أن المؤسسات المالية قادرة على تحمل أزمة اقتصادية خطيرة بدون أضرار جسيمة.