«ماتوا عشان نعيش».. زوجات الشهداء: آلام الفقد تختلط بمشاعر الفخر
"ماتوا عشان نعيش".. في 9 مارس من كل عام تحتفل الدولة بيوم الشهيد تكريمًا لمن قدموا أرواحهم فداءً للوطن وتخليدًا لبطولاتهم وعلى الرغم من أن تلك الاحتفالية واجب لكي يعلم كل مصري دور كل بطل قدم دمائه حبًا في مصر، إلا أنها تختلط فيها مشاعر الحزن والفخر لزوجات وأبناء الشهداء، فخرًا لتخليد بطولة الشهيد، وحزنًا من آلام الفقد التي لا تنتهي.
صابرين وراضيين
عزيزة محمد، زوجة العقيد أحمد فايز، شهيد مأمورية الواحات البحرية بتاريخ 2 أكتوبر 2017 قالت: «صابرين وراضيين الحمد لله على كل حال»، وقالت إن استشهاد زوجها لا يفارقهم لحظة لكن ذلك الاحتفال يحرك فيهم مشاعر الفقد رغم افتخارهم ببطولة فايز وفخر ابنتيه به طول الوقت.
وناشدت زوجة الشهيد المصريين الدعاء لهم بالصبر والقدرة على استكمال الحياة قائلة: "ياريت الناس كل ما تفتكرنا تدعيلنا"
عاش راجل ورحل بطل
الدكتورة «نجلا سامي» زوجة العميد عامر عبدالمقصود، نائب مأمور مركز كرداسة، قال إن يوم 9 مارس واحتفالية يوم الشهيد يمر عليها بصعوبة لأنه يذكرها بحادث الشهيد عامر عبدالمقصود لكن ما يعزيها أنه شهيد في الجنة ورغم مرور 9 سنوات على استشهاده ما زال اسمه حديث كل الصحف والإعلام ويتلقي الكثير من التكريم مرددة: "عاش راجل ورحل بطل ولما مصر نادته لبى النداء".
وقالت إن بطولة زوجها ما زال يتحدث عنها كل المصريين وتفخر أنها زوجة الشهيد كما يفخر أبناؤها ببطولة والدهم التي لن تنسى وكتبها التاريخ بحروف من نور، ووجهت نجلا سامي الشكر لوزارة الداخلية لدعمها المستمر لأسرة الشهيد منذ لحظة استشهاده حتى الآن.
كما تقدمت بشكر خاص للرئيس عبدالفتاح السيسي، لتقديم الدعم المعنوي والنفسي لأسر الشهداء من الشرطة المصرية والقوات المسلحة ومدي حبه الشديد واحترامه لنا جميعا قائلة: "هما دول أولاد مصر الأبطال وعاشت مصر برئيسها وشرطتها وقواتها المسلحة".
بطولة نبيل فراج
أرملة اللواء نبيل فراج شهيد عملية اقتحام البؤر الإرهابية في كرداسة قالت في تصريحات سابقة عقب استشهاده مباشرة: 3 أولاد حرموا من والدهم، وأضافت أن الشهيد كان كل شيء في حياتهم فقد كان مسؤولًا عن كل شيء لها ولأبنائه ولم تكن تفعل شيئا دون أخذ رأيه وتعتمد عليه في كل شيء فجأة وجدت نفسها بمفردها وما كان يفعله لأبنائهما لا تستطيع هي فعله لهم فتربية الأولاد صعبة.
وأشارت حرم الشهيد إلى أنها تتمني أن الدولة تعوض أبناء الشهداء قليلًا مما فقدوه وتنشئ لهم مدرسة داخلية عسكرية ينشئون بها وسط الضباط ويتعلمون الانضباط والنظام وهو ما سيساعد زوجات الشهداء في تربية أبنائهم، مؤكدة أن الابن عندما يشاهد صورة والده الشهيد علي أسوار او جدران تلك المدرسة ستعني له كثيرا وسيعلم من خلالها مدي تقدير الدولة لدماء والده المهدرة.
وقالت رن تلك المدرسة ستساهم بشكل كبير في تربية أبناء الشهداء ونشأتهم وليس من الضروري أن تتولي وزارة الداخلية أو الجيش بمفردهم إنشاءها فيمكن لرجال الأعمال أو المؤسسات الكبرى المساهمة في إنشائها.
واختتمت كلامها قائلة: ده أقل واجب يتقدم لأبناء الشهداء بعد ما فقدوه من رعاية واهتمام وحنان آبائهم.