8 مارس.. ذكرى ما جرى على جبهة الحرب في 69
على الجبهة منذ نكسة 1967 كان الجيش المصري يستعد بكامل قوته وأجهزته، للضربة القاضية التي وجهها للعدو الإسرائيلي ويمهد لقيام حرب 1973، التي لاقى فيها الأخير درسًا لا يُنسى.
وإزاء ذلك ضمت حرب الاستنزاف التي وقعت في تلك الآونة ويحدد لها التاريخ يوم 8 مارس 1969، إذ بدأت في صباح ذلك اليوم وامتدت إلى 19 يوليو من العام نفسه، وتميزت بسيطرة مطلقة للقوات المصرية على خط الجبهة.
اليوم يحل العيد المصري للشهيد أو ما يعرف باسم "يوم الشهيد" وكانت حرب الاستنزاف أحد الحروب والأوراق التاريخية التي تضم في طياتها بطولات الجيش المصري لا بد أن تحكى وتعاد.
جبهة الحرب تشتعل
سيطرت القوات المصرية على خط الجبهة بشكل كامل من خلال المدفعية التي صبت قواتها على خط بارليف، وتمركز حوالي 40 ألف قذيفة لتستمر في حشدها النيراني لساعات متواصلة بـ34 كتيبة وأسلحة ومدافع ومضادات للدبابات عيار 122مم.
القصف أربك العدو الإسرئيلي في شرق القناة، وتوالت خسائره والتي كانت تدمير حوالي 29 دبابة، و30 دشمة في خط بارليف، وإسكات 20 بطارية مدفعية، وحرائق شديدة في 6 مناطق إدارية.
وكان يوم 9 مارس التالي في الحرب يوم حزين على مصر حين استشهد الفريق عبد المنعم رياض أثناء جولة له ومعه مجموعة قيادته، في قطاع الجيش الثاني الميداني، في منطقة النقطة الرقم 6 بالإسماعيلية، بسبب إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي القابع قرب القناة.
مراحل حرب الاستنزاف
وفي ذلك الوقت وعقب إطلاق النيران المتبادل بين الطرفين انتهى الجيش المصري من كسر أسطورة أن العدو الإسرئيلي لا يقهر، وبدأت مراحل حرب الاستنزاف، بأولى المراحل "مرحلة الصمود" من أجل إعادة البناء ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة الغربية لقناة السويس.
ثاني مرحلة كانت "الدفاع النشط"؛ بهدف تنشيط الجبهة والاشتباك بالنيران مع القوات الإسرائيلية؛ وتقييد حركة قواتها في الخطوط الأمامية على الضفة الشرقية للقناة، وتكبيدها قدرًا من الخسائر في الأفراد والمعدات.
والمرحلة الثالثة كانت حرب الاستنزاف، والتي عبرت فيها القوات المصرية إلى حيث مواقع العدو الإسرائيلي والإغارة عليه وتكبيده خسائر ضخمة تتجاوز الأفراد والمعدات حيث هيبة القوات واستمرت المرحلة من مارس 1969 إلى أغسطس 1970.
بطولات داخل حرب الاستنزاف
تعتبر معركة رأس العش، أولى المعارك التي خاضها الجيش المصري في مواجهة العدو الإسرائيلي خلال حرب الاستنزاف، وانتصر المصريون في المواجهة الأمر الذي كان له أثر بالغ في نفوس الجنود المصريين، وكسر هيبة إسرائيل وتعزيز ثقة جنود مصر في أنفسهم.
ثم تلاها المعارك الدفاعية وهي اشتباك وقع بين الجانبين في قطاع شرق الإسماعيلية، استطعنا فيه تدمير وإصابة العديد من جنود العدو وكذلك الدبابات الإسرائيلية، فكانت الخسائر تتوالى على رأسه بالإضافة إلى 25 قتيلًا و300 جريح منهم.
أما تدمير إيلات فكانت المعركة الأبرز، حيث فوجئ الجيش المصري بمحاولات استفزازه عبر دخول المدمرة داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد، وهي تفتح وابل من النيران على الطوربيد المصرية التي حاولت التصدي لها وهنا صدرت أوامر بالتدمير المباشر.
وبالفعل تمكنت الطوربيد المصري من إغراق المدمرة إيلات في منطقة شمال شرق بورسعيد، وكانت هذه المعركة بمثابة أول استخدام لصواريخ "سطح سطح"، ونتج عنها خسارة فادحة للقوات البحرية للعدو الإسرائيلي.
تلا تلك العملية ضربة أخرى للعدو الإسرائيلي، حين سلمت بريطانيا البحرية الإسرائيلية غواصة حديثة تسمى "داكار" قرب الحدود المصرية، من أجل التجسس على أحواض لنشات الصواريخ المصرية بمقر قيادة القوات البحرية المصرية بالإسكندرية، حتى فتح عليها وابل من الرصاص لتطفو الغواصة على سطح المياه بعد أن قضى الجيش المصري عليها.