ما بين مصر وروما.. حل لغز رأس Meroë الغامض بعد مئات السنوات من البحث
كشف موقع "انشيت أوريجين" الأيرلندي، المعني بالآثار والحضارات القديمة، النقاب عن لغز رأس Meroë الغامض بعد مئات السنوات من البحث، فقد أشار علم الآثار الحديث إلى بعض الدلالات التي تكشف الدقة المتميزة والتفاصيل المعقدة وسر اكتشاف رأس مروي الغامض الذي جعل منه صرحا متميزا ونادرا، فمنذ اكتشافه لأول مرة في عام 1910، وهو رأس برونزي رائع للإمبراطور الروماني أغسطس، وتم العثور عليه على بُعد آلاف الكيلومترات من روما، ومع ذلك تم حل أحجية رأس مروي أخيرًا فى مصر من خلال بحث تاريخي دقيق.
ينتهى رأس الإمبراطور أغسطس فى مدينة مروى البعيدة
بدأ اللغز في عام 1910، خلال الحفريات الأثرية في جنوب مصر في موقع مدينة مروي النوبية القديمة، وأثناء التنقيب في تل كان ذات يوم معبدًا رئيسيًا في موقع العاصمة القديمة لمملكة كوش، عثر عالم الآثار البريطاني الرئيسي في الموقع «جون جارستانج» على اكتشاف مثير للفضول على عمق مترين ونصف المتر، حيث اكتشف أسفل درج المعبد القديم تمثالا نصفيا من البرونز للإمبراطور الروماني أغسطس بارتفاع 46.2 سم، ووفقاً للموقع الأيرلندي، فقد أثار الاكتشاف الذهول والدهشة باعتباره تحفة قديمة حقيقية، حيث ظهرت الدقة الملحوظة والتفاصيل المعقدة في التمثال، كما أن موقع اكتشاف رأس الملك أغسطس هو ما جعله مميزاً وفريداً.
وأوضح الموقع أن التمثال البرونزي نشأ في مصر القديمة وليس في روما، وخلال الاحتلال الروماني لمصر تم تبني العديد من الجوانب الثقافية الرومانية، وتم جلب العديد من التماثيل النصفية والمنحوتات، وكتب المؤرخ القديم سترابو أن العديد من المدن المهمة في الوجه البحري تتباهى بمنحوتات رائعة للإمبراطور أغسطس، وغالبًا ما توصف بأنها واحدة من أكثر المدن تأثيرًا في تاريخها.
رحلات رأس مروى من مصر إلى النوبة إلى روما
قال الموقع الأيرلندي إن تمثال رأس مروي من أروع التماثيل التي اكتشفها علماء الآثار على الإطلاق، ويُعتقد على نطاق واسع أن رأس مروي صُنع في مصر باستخدام قوالب عالية الجودة مستوردة من روما، وتم إنشاؤه بدقة مذهلة، ويتميز التمثال النصفي بأسلوب يوناني واقعي ومتميز، ومن المحتمل أنه تم إنتاجه حوالي عام 27 قبل الميلاد، وهي إحدى السمات الرائعة التي تميزه حقًا عن التماثيل النصفية المماثلة الأخرى.
ونظرًا لقدرة الرمال على الحفاظ عليه بشكل لا تشوبه شائبة، تمكن رأس مروى من الاحتفاظ بأعينه الاصطناعية، وهي ميزة غالبًا ما تُفقد في تماثيل نصفية أخرى، وعيون هذه التحفة الخاصة مذهلة بشكل خاص، حيث تتميز بقزحية مصنوعة من حجر الكالسيت وتلاميذ زجاجيين مدمجين، تضفي هذه التفاصيل على الوجه جوًا لا مثيل له من القوة والمغناطيسية.