«الأطفال الكبار فى الغابة».. حكايات مارجريت أتوود عن الحب والعمر
تعد الكاتبة الكندية مارجريت أتودد من أكثر الكتاب المعاصرين شهرة وأهمية، فقد فازت بجائزة البوكر مرتين، الأولى في عام 2000 عن روايتها "القاتل الأعمى"، والثانية مناصفة في عام 2019 عن روايتها "الوصايا"، وتحظى أعمالها باهتمام القراء والنقاد من مختلف أنحاء العالم.
في مجموعتها القصصية الصادرة حديثًا بعنوان "الأطفال الكبار في الغابة"، تقدّم أتوود، صاحبة رواية "حكاية الجارية"، قصص شخصيات كبيرة في السن أو في طريقها نحو ذلك، عبر شظايا وقصاصات مليئة بالحزن والحسرة.
حياة زوجين
تهدي أتوود الكتاب لشريكها جرايم جيبسون الذي توفي في عام 2019، وتسرد القصص كيفية ازدهار الحب مع مرور الوقت. تقدم القصص تفاصيل مبتكرة عن حياة زوجين هما تيج ونيل، ولكن بعض القصص تحمل بعدًا ذاتيًا واضحًا مثل القصة التي تحمل عنوان "الأرامل"، فهي رسالة من نيل تصف الحياة بعد وفاة تيج.
تسرد القصص حلقات من حياة زوجين بتسلسل زمني يبدأ من البداية حتى وفاة تيج، التي تفتح الباب واسعًا أمام الحزن والفقد، ولكن أشكالًا أخرى من الخسارة تغمر القصص، مثل فقدان جار أو قطة محبوبة، إنها قصص تتأمل الماضي.
في حين أن هذا المنظور ليس جديدًا بالنسبة لأتوود، ففي كتابها "الفراش الحجري" كانت الشخصيات تنظر إلى الماضي في مرارة أو ذهول أو حنين أو حتى انتقام، ولكن هنا، ينظر الناس إلى الماضي في حسرة.
تتطرق بعض القصص إلى وباء كوفيد، إما باعتباره حقيقة من حقائق العالم حيث تتناول امرأتان الشاي في الفناء الخلفي؛ لأنه "في عمرهما يتعين توخي الحذر"، أو عبر محادثة متخيلة إذ تحاور أتوود جورج أورويل من خلال وسيط روحي، وعندما يسألها عما تعنيه بعبارة "مناهضي التطعيم"، تجيب: "الأمر معقد".
قصص متنوعة
في تقديمها للمجموعة القصصية، أشارت دار النشر إلى أن القصص متنوعة وتضم موضوعات أدبية مختلفة، مثل الذكريات المشتركة بين شخصين، وحقيقة الفقد والهوية، والتعامل مع الإرث العائلى.
في مراجعة للمجموعة القصصية نشرتها "نيويورك تايمز" جاء: هناك مؤلفون نلجأ إليهم لأنهم يستطيعون التنبؤ بمستقبلنا بشكل خارق، وآخرون نحتاجهم لتشخيص حاضرنا بمهارة، فيما نحب آخرين لأنهم يستطيعون شرح ماضينا. إذا أثبت أي شخص، على مدار مسيرة مهنية طويلة ومتنوعة بشكل كبير، أنه يمكن أن يكون كل هؤلاء معًا ستكون مارجريت أتوود.