نوستالجيا عبد الحليم حافظ.. كيف ألهم «العندليب» الأدباء؟
يحتفظ الفنان الراحل عبد الحليم حافظ بمكانة كبيرة جعلت أعماله الفنية قبلة لكثير من عشاقه الذين ما زالوا يستمتعون بالاستماع إلى أغنياته وألحانها المميزة ومشاهدة أفلامه التي حملت بصمته الخاصة.
لم يخل جمهور عبد الحليم من الأدباء الذين استلهموا أغنياته وسيرته الشخصيّة في أعمال أدبيّة، فما زال العندليب مصدر إلهام يخصب خيال المبدعين.
"موعود.. نوستالجيا سنوات الحرب والغرام"
في كتاب "موعود.. نوستالجيا سنوات الحرب والغرام"، الصادر عن دار ريشة للروائي النوبي حجاج أدول، يقدّم الكاتب خطين متوازيين يمزج عبر امتدادهما ما بين لحظات من سيرته الخاصة وأخرى من سيرة العندليب.
يسرد الكاتب في عمله محطات من مشوار عبد الحليم الفني والخاص، وينطلق في سرده من أغنية "موعود" التي كتب كلماتها محمد حمزة، ولحنها بليغ حمدي.
عبر أنغام الأغنية، تنساب ذكريات الكاتب عن الماضي وما ارتبط به من حزن وسعادة ونوستالجيا وموت وفقد، ساردَا حكايته وقصة جيله.
ينطلق الكتاب نحو محطات من قصص عايشها عبد الحليم، وخصوصا قصص الحب الفاشلة في حياته، وظروف مرضه بسبب البلهارسيا ومعاناته من تليف الكبد الذى أدى إلى موته في وقت مبكر من حياته.
ويوجّه أدول في ختام كتابه كلمة لعبد الحليم قائلًا: "لك الشكر على إبداعاتك إجمالًا، وعلى أغنية "موعود" خاصةً، فلقد اتخذت الكلمات واللحن جناحين هائلين، وطرت بهما وأخذتنا معك لآفاق فنية إنسانية عالية حكيت لنا، لفتحي البنهاوي وأنا وألوف مؤلفة من أمثالنا، حكيت لنا حكاية حب "موعود" بالفشل مقدمًا، حكيت لنا مواجعنا، فمعظم حكايات حبنا فاشلة، والضغوط على صدورنا هائلة".
حليم بين الماء وبين النار
تحت عنوان "حليم بين الماء وبين النار" طرحت الروائية رضوى الأسود سيرة روائية للفنان الراحل، في كتابها الصادر حديثًا عن "دار كتوبيا".
تستند الكاتبة إلى المذكرات التي كتبها عبد الحليم عن حياته وأخرى كتبت عنه لتقدم سردًا روائيًا يعتمد على عنونة الفصول بعناوين لأغنيات العندليب، وتتلائم مع مضمون الفصل.
يمزج العمل بين الرواية والسيرة بصورة سلسلة ومتدفقة دون أن يطغى أحدهما على الآخر، فتسرد قصص فصول من حياة حليم في فصل عنونته بـ "موعود معاك بالعذاب يا قلبي"، وفي آخر تسرد ملامح من فترة النكسة وتعنونه بـ "وبلدنا على الترعة بتغسل شعرها".
ومما جاء على غلاف الكتاب: "تشاهد ذاتها تدندن بأغنياته في حين تتناول، في حين تشرب، فيما تجلس في مُدرَّج الإجمالية، وفي حين تتحسس بيدها عظام كانت يومًا هيكلًا لجسمٍ حي. تتعمد تأدية أغنياته في مواجهة التلميذات. "تلك هديته لي".. تقولها بفخر وعيناها تحتضنه بداخلهما. باتت الإناث لا تصدقنها، تتشككن في حكاياها التي ختمتها بأن زواجهما موضوع وقت! صار كل ما تقوله لا يدور إلا في مخيلتها ليس إلا! مخيلتها وعقلها وقلبها الذين لا يسكنهم سواه .. هو فحسب الذي لم تعرف ولم تحب رجلًا غيره!".
حليم وأنا
يقدم الكتاب الذي ألفه الطبيب هشام عيسى بعنوان "حليم وأنا"، والصادر عن دار الشروق، ذكرياته الخاصة في فترة عاصر فيها عبد الحليم حافظ، وبينما يسرد ذكرياته يقدم ملامح من الفن المصري في تلك الفترة.
في كلمته عن الكتاب قال الأديب إبراهيم عبد المجيد: "أقل ما فعله الدكتور هشام عيسى في هذا الكتاب الجميل أنه وهو يودع الزمن الجميل أعاده إلينا بصدق العالم والمفكر فكانت شهادته أنقى وأعمق وأجمل الشهادات. هكذا كان شعوري وأنا أقرأ هذا الكتاب منجمًا في الصحف، وهو شعور مشى معي كثيرًا ولم يفارقني حتى الآن. وهكذا سيكون شعور كل من يقرأ هذا الكتاب الذي هو جدارية كبيرة للحلم والألم.
يسرد الكاتب في مذكراته قصص حب عبد الحليم، وقصص مرضه فضلًا عن وقائع سياسية مثل علاقة عبد الحليم بعبد الناصر والسادات، وعلاقاته بالوسط الفني آنذاك.
صافيني مرّة
يقدم الروائي نعيم صبري في روايته "صافيني مرة"، الصادرة عن دار الشروق، والتي تحمل عنوان أحد أغنيات عبد الحليم حافظ، سردية لجيل عاصر فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
يطوف الكتاب بعدد من الأحداث المؤثرة في تلك الفترة مثل ثورة يوليو التي غنّى لها عبد الحليم أشهر أغنياته، وتأميم قناة السويس، والوحدة المصرية السورية، وبناء السد العالي، وانكسارات النكسة ثم حرب أكتوبر 1973.