باحث: زيارة الرئيس ماكرون لإفريقيا تأتي لتعزيز المصالح الجيواستراتيجية
قال محمد تورشين، الباحث في الشؤون الإفريقية، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأفريقية وخاصة الجابو والكونغو برازفيل، والكونغو الديمقراطية، وأنجولا، وهذه الدول من أهم الدول في منطقة وسط أفريقيا، مشيرًا إلى أن أهميتها تأتي من أنها مصدرة للنفط كونها متوقع أن تكون من أكبر المناطق المصدرة للغاز في أفريقيا فضلا عن تأثيرها المباشر على الأمن والاستقرار في غرب أفريقيا.
ولفت الباحث في الشؤون الأفريقية، في تصريح خاص لـ"الدستور"، إلى أن هذه الدول كانت مواقفها متباينة في الموقف الروسي وكل هذه العوامل جعلت الرئيس إيمانويل ماكرون يزور هذه الدول لتعزيز المصالح الجيواستراتيجية هناك".
وأوضح أن فرنسا عقب الاتفاقية التي طرحها ماكرون تتجه نحو إعادة تواجدها في أفريقيا من خلال شراكات جديدة تعتمد على المصالح المتبادلة، وعلى الأفارقة في حد ذاتهم من خلال التدريبات العسكرية وتنفيذ بعض المهام القتالية وما إلى ذلك، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تأتي أيضا في إطار فتح صفحة جديدة من التاريخ ومحاولة إلا تكون فرنسا هي الخاسر الأكبر.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الجديدة ستسهم إلى تبني فرنسية جديدة في المنطقة ستكون لها ما بعده من تداعيات بشكل أو آخر لكن السؤال سيتقبل الأفارقة هذه الاستراتيجية بعد العداء التي أظهرتها بعض الدول في الفترة الأخيرة.
ومن المقرر أن يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم، الأربعاء، جولة أفريقية تستغرق خمسة أيام وتشمل كلا من الجابون وأنجولا والكونغو الديمقراطية والكونغو برازافيل، في محاولة لمواجهة الجهود الروسية لطرد فرنسا من القارة بعد أن عانت باريس من سلسلة من الانتكاسات العسكرية والسياسية في منطقة نفوذها السابقة.
وأعلن قصر الإليزيه أن ماكرون يعتزم حضور مؤتمر لليونسكو حول حماية الغابات (قمة الغابة الواحدة) في ليبرفيل عاصمة الجابون.
كما يخطط الرئيس الفرنسي أيضا لفتح سفارة فرنسية جديدة في المدينة.
وفي أنجولا، من المتوقع أن يكون الموضوع الرئيسي للمباحثات هو التعاون في القطاع الزراعي. ومن شأن هذا أن يزيد من أمن الإمدادات في البلاد ويساعد المزارعين هناك على الاستعداد لتغير المناخ.
وفي جمهوريتي الكونغو، من المتوقع أن ينصب التركيز على تنمية العلاقات مع فرنسا.
وتأتي جولة ماكرون إلى أفريقيا في وقت تتعرض فيه فرنسا، كقوة استعمارية سابقة، لضغوط في العديد من الدول الأفريقية.
ويتم التعبير عن الشعور المناهض لفرنسا، على سبيل المثال، في دول الساحل، حيث تتمركز قوات فرنسا لمكافحة الإرهاب. وتحاول روسيا أيضا كسب النفوذ في المنطقة بمساعدة مجموعة "فاجنر" العسكرية.
وأعلن ماكرون قبل يومين من بدء جولته سحب المزيد من الجنود من أفريقيا. وقال إنه سيتم خفض قوام القوات بشكل واضح.