البرلمان العربى يدعو إلى استراتيجية تنموية شاملة فى محاربة الإرهاب
أناب عادل بن عبدالرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، الدكتور عبد الكريم قريشي رئيس لجنة الشئون الخارجية والسياسية والأمن القومي بالبرلمان العربي للمشاركة في أعمال الاجتماع الثاني حول مبادرة "النداء من أجل الساحل الإفريقي"، والذي تم تنظيمه بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، خلال الفترة من 26 و27 فبراير 2023م، بالتعاون بين الاتحاد البرلماني الدولي والمجلس الشعبي الوطني الجزائري، وهو الاجتماع الذي جاء في إطار تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لتنفيذ مبادرة "نداء الساحل"، التي اعتمدتها القمة البرلمانية العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب المنعقدة شهر سبتمبر 2021 بفيينا، بالشراكة بين الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان العربي وبرلمان البحر الأبيض المتوسط واللجنة البرلمانية الدولية لدول الساحل الخمس.
وفي الكلمة التي ألقاها نيابة عن رئيس البرلمان العربي، أكد "قريشي" أهمية التعاون الإقليمي والدولي لمحاربة الإرهاب، على كل المستويات الحكومية والبرلمانية، محذراً من خطورة التهديدات الإرهابية التي تشهدها منطقة الساحل الإفريقي، مشدداً في الإطار ذاته على أنها ليست بعيدة في تأثيرها ومخاطرها عن المنطقة العربية. وأضاف أن تنظيم هذا الاجتماع جاء في توقيت بالغ الأهمية، نظراً لما تشهده منطقة الساحل الإفريقي من تطور خطير في نشاط التنظيمات الإرهابية، مما يستدعي وقفة جادة لتقييم ما حدث في السابق، وما ينبغي القيام به في المستقبل.
وشدد "قريشي" على أن مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي تتطلب فهما حقيقيا لطبيعة الأوضاع في هذه المنطقة، وإشراك دولها في أي خطط أو استراتيجيات يتم وضعها في هذا الشأن، مؤكداً ضرورة ألا يتم اختزال مواجهة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي في المواجهة الأمنية فقط، كون كافة التجارب أثبتت أن المواجهة الأمنية والعسكرية وحدها لن تقضي على الإرهاب، وإنما يجب أن تسبقها مواجهة تنموية شاملة في كل المجتمعات في منطقة الساحل الإفريقي، مع إعطاء الفرصة لشباب الساحل للمشاركة السياسية الفاعلة ليتمكنوا من المساهمة في تسيير بلدانهم، وفتح المجال السياسي لبناء ديمقراطيات حديثة.
وفي هذا السياق، دعا "قريشي" إلى ضرورة مساعدة دول منطقة الساحل الإفريقي في جهود التنمية الاقتصادية، لكي لا يوفر العَوَز والفقر، بيئة خصبة تستغلها التنظيمات الإرهابية للتجنيد، وخاصة الشباب.