رسائل لن تصل إلى عمر خورشيد مواسم الحنين
عزيزي عمر خورشيد.. ها قد تجدد اللقاء ..
يقال إن المواقف تكشف السرائر وتزيل الغبار عن الحقائق. لتصبح الصور أكثر وضوحًا..!
أوقن أننا قد نكون في حياة الآخرين درسًا، هدية، وقد نكون اختبارا!! أتمنى أن أكون في حياة الآخرين جميع ما سبق...!
هدية يطمحون لاقتنائها، يحرصون عليها، واختبارًا جديرون باجتيازه ودرسًا لا يتكرر!!
هكذا أرى نفسي، أعيش بهدوء، لا اهتم لهذا أو ذاك، كما لا أتجمل من أجل أن أكون في صورة لا تشبهني..!!
مجرد شخص بسيط ، يهوى الكتابة والزراعة وسماع الموسيقى والعزف على البيانو..
شخص أبسط من أن أضيع وقتي الثمين ويومي المزدحم بمهاترات وقضايا محسومة من قبل!!
غايتي الوحيدة أن أسافر للمكان الذي أحب، برفقة من أحب، أن أبقى هناك أؤسس مشروعا صغيرا ، يقصدني كل من كانت وجهته الحب والسلام والهدوء..
كل هارب من آلامه و صخب أنفسنا والحياة بما فيها من تناقضات.!
لست أدري هل سيتحقق هذا الحلم يوماً..!
أم تراه صعب المنال..!
بعيدا عن كل ذلك، يكفي أن لدي قدرة على الحلم، وأن لدي القدرة على السعي لتحقيق هذا الحلم وأي حلم آخر لم أبح به..!!
عزيزي عمر خورشيد
لا أخفي عليك وددت كثيرا أن أعيش داخل حلم جميل به من اهتم لأمرهم من المقربين بشرط أن يظلوا في صورتهم الأولى التي عرفتهم بها، لا تلك التي كشفتها الحياة على حقيقتها..!!
لا أتخيل أن هناك محبا أو حتى من يحمل في قلبه ذرة حب تجاه أحدهم أن يؤذيه بكلمة أو بتجاهل أو بتصرف عن عمد!!.
من يفعل ذلك لم يعرف عن الحب سوى حروف تلك الكلمة التي يتقن التلاعب بها.
بكل الأحوال يظل الحب راقيا، ونحن من نلوثه بأفعالنا وتصرفاتنا..
عزيزي عمر خورشيد
لا أخفي عليك مررت بتجربة آلمتني جعلتني أخاف.. أخاف على الشخص الوحيد المتبقي لي بعد وفاة أمي وألتمس حبه الحقيقي غير المزيف..
انتابني خوف جعل النوم يهرب من عيني .. حفظ الله كل من نحب.
أدركت مع الوقت عدة حقائق أننا من نرسم صورة ملائكية للآخرين، مع أول تصادم حقيقي مع الحياة، ينكشف الوجه الحقيقي لمن ظننا أنهم شيء وهم ليسوا كذلك.!!
عزيزي عمر
يبدو أن موسم النهوض بعد الاستسلام لليأس قد حان،
موسم الركض للنهل من الحياة والحب ..!
موسم العودة للواقع ، للحقيقة التي تجاهلنا وجودها أو أنكرنا وجودها..!
نحن في موسم تحقيق الأحلام وإنجاز الأعمال المؤجلة، موسم تحقيق الذات، والنهوض بعد السقوط، العمل بعد الخمول!
والراحة بعد الشقاء!
الشقاء في قرب من ظننا يوما أنهم الدواء..!
طوق النجاة أو هدية السماء.. وهم أبعد ما يكونون عن ذلك..!
عزيزي عمر خورشيد
هدية السماء كانت من نصيبي عثرت بالصدفة على ملف به مكالمات مسجلة منذ عام 2020..
لم أنتبه للتاريخ في بادئ الأمر، ظننتها تسجيلات لوالدي الراحل رحمه الله..
أدرتها لأكتشف أن هدية السماء كانت من نصيبي حقاً،
فالتسجيلات لأمي الحبيبة. أمي الصديقة ليست تلك التي ملت منا وكانت تتوق للرحيل.!!
اعتدت أن أقم بتسجيل بعض الأحاديث العفوية دون أن تنتبه لذلك..!
استمعت إليها بسعادة، شعرت أنها معنا وأننا داخل مسلسل ممتع تقص حكاياته علينا بهدوء ونستمع إليها بمنتهى الطمأنينة..!
اتخذت قرارًا منذ فترة ليست بالهينة، عدم مشاهدة أي صور أو البومات صور تجمعني بها أو بمنزلنا لما له من تأثير قاتل بي..!
أتساءل دوما أين هي؟ وأين أغراضها؟!
كلما طالعت صورة أتألم، لأنها توقظني، تعيدني للأرض تخبرني أنها لم تعد موجودة وأن أغراضها تلاشت.
بل إن منزلنا الذي شهد صخبنا وثوراتنا، أضحى فارغا، لا تسكنه إلا الأشباح...!!
عزيزي عمر خورشيد
أنت إحدى هدايا الزمن الجميل بالنسبة إلي رغم كل شيء ورغم محاولات تشويهك من البعض أو تشويه ذكرياتنا معا..!!
ستظل أجمل ما حدث في حياتي.. يكفي أنك جمعتني بتوأم الروح صديقة العمر العزيزة حفظها الله من كل سوء وحماها من شر. عزيزي عمر كن بخير لأكتب لك مجددا.