باحث: باريس تسعى لمحاصرة تغلغل أفكار الإخوان المتطرفة
قال طارق البشبيشى، الباحث فى الحركات الإسلامية القيادى السابق المنشق عن الجماعة، إن فرنسا تمتلك حساسية خاصة تجاه أفكار التأسلم السياسي وجماعاته وتنظيماته، إذ تعتبر نفسها أمينة على قيم وثقافة الحضارة الغربية برمتها، فليس من المستغرب أبدًا أن تلجأ باريس لمحاصرة تغلغل وتمدد أفكار التطرف المتأسلم وخاصة أفكار جماعة الإخوان.
وأضاف الباحث في الحركات الإسلامية، في تصريحات لـ"الدستور"، أن فرنسا دولة أوروبية لها طبيعة خاصة كونها هي من فجرت ثورة التنوير وتجاوز أزمنة العصور الوسطى، إذ هي تقود الآن أوروبا في كشف تغلغل هذه الأفكار وتحذر القارة العجوز منها، مشيرًا إلى أن هناك كثير من الدول الأوروبية التي شعرت فعلًا بالخطر من تواجد هذه التنظيمات فوق أراضيها و ربما تنسق فرنسا مع تلك لدول لمحاصرة تلك الأفكار داخل أوروبا.
وأعلنت فرنسا إنهاء عمل ما يسمى بـ"المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية – CFCM"، كهيئة للحوار بين الدولة والديانة الإسلامية الذي تأسس عام 2003 الغير حكومية، والتي كانت مهمته الأساسية استقطاب الأئمة الموالين والمنتمين لجماعة الإخوان من خارج البلاد بهدف توطيفهم في مساجد فرنسا، إذ قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنهاء عمل المجلس الذي استمر قرابة 20 عامًا، والذي يرأسه المغربي محمد موسوي.
وقال ماكرون، خلال استقبال أعضاء منتدى الإسلام بفرنسا الذي تم إطلاقه العام الماضي، "قررنا إنهاء نشاط عمل المجلس بطريقة واضحة جداً، لهذا السبب قررنا وضع ميثاق، وأشكر كل من وقع عليه بشجاعة، موضحين التزامهم تجاه الجمهورية وقيم الجمهورية"، معلنًا منح الصلاحية لصالح منتدى الإسلام في فرنسا الحكومي، والمكون من ممثلين يعينهم المحافظون، مؤكدًا أن بلاده لا تعادي الدين الإسلامي لكنها تسعى إلى دمج الإسلام المعتدل في المجتمع الفرنسي، ونبذ خطابات التحريض والعنف التي تشجع على الجريمة والإرهاب.
وطالت المجلس خلال السنوات الأخيرة اتهامات بالتبعية لتنظيم الإخوان، وذلك نتيجة الخطابات التحريضية التي يلقيها بعض الأئمة الذين استقطبهم المجلس من عدة دول، وانخراط عناصر وأئمة من الموالين للإخوان في صفوف المجلس، حيث وعملت فرنسا بجهد على ملاحقة العناصر المنتمية لتنظيم الإخوان بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها البلاد، إذ حاول الإخوان هناك استخدام المساجد التابعة لهم لخلق حالة من الفوضى، وجابهت السلطات تلك التحركات بشدة ما أدى لانخفاض أعداد العناصر النشطة التابعة للجماعة.
وفور صدرو القرار الفرنسي، أعلن "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية – CFCM"، في بيان له، اعتماد تشريعات جديدة تنص على إصلاح شامل "على أساس الهياكل الإدارية، منوهًا إلى أن القوانين الجديدة تنص على إصلاح شامل للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية على أساس الهياكل الإدارية؛ ستكون قادرة على المشاركة بطريقة متساوية في جميع مساجد فرنسا.
وبحسب البيان الصادر عن المجلس، فإنه سيتم إنهاء نظام الاستقطاب لنصف الأعضاء الحاليين في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وهو ما فسّره مراقبون بسعي المجلس لـ "تطهير" نفسه من العناصر والأئمة المنتمين لتنظيم الإخوان والذين تسللوا إليه.