«الكتيبة 101».. قصة المجموعة التي تحمي سيناء ويقدمها مسلسل رمضان القادم
يترقب عشاق مسلسل «الاختيار» الذي عُرض في مواسم رمضان الماضية، استكمال سلسلة المسلسلات التي تسرد بطولات الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب خلال فترة حرجة في تاريخ مصر بعد عزل جماعة الإخوان، متابعة مسلسل آخر جديد يسير على درب مسلسل "الاختيار" مستكملًا بطولات الجيش المصري التي لا تنتهي، وهو مسلسل "الكتيبة 101".
ومسلسل "الكتيبة" المنتظر عرضه رمضان المقبل هو بطولة النجم آسر ياسين والنجم عمرو يوسف كما يشارك فيه عدد كبير من نجوم من مصر والوطن العربي بجانب النجمين وهما فتحي عبد الوهاب، أحمد صلاح حسني، وفاء عامر، والمسلسل من إخراج محمد سلامة، والمسلسل من تأليف إياد صالح وإخراج محمد سلامة كما أنه من إنتاج شركة سينرجي، ويتكون من 30 حلقة.
يجسد مسلسل "الكتيبة 101" قصة إحباط الجيش المصري لعملية إرهابية نفذها مجموعة من التكفيريين وعددهم أربعة من المسلحين في فبراير عام 2018 على مقر الكتيبة "101" بموقع عسكري في مدينة العريش بشمال شبه جزيرة سيناء في مصر، استطاع الجيش المصري التصدي لها، وإحباطها.
حسب بيان المتحدث العسكري الذي خرج عقب هذه العملية فقد حاول 14 عنصر اقتحام أحد معسكرات القوات المسلحة بمنطقة وسط سيناء في فبراير 2018، وكانوا مسلحين ببنادق آلية و"آر بي جي" و"رشاش متوسط"، فيما ارتدى أربعة منهم أحزمة ناسفة، وذلك قبل أن ينجح أفراد الجيش المصري في قتل الإرهابيين جميعًا، ونشر المتحدث بعد ذلك صورًا لهذه العناصر الإرهابية التى تمّ القضاء عليها اليوم خلال محاولتها الهجوم على أحد معسكرات القوات المسلحة بوسط سيناء وتُظهر جثامينهم في ملابس عسكرية مموهة مضرجة بالدماء، منها صور لأشلاء.
أعلنت جماعة “ولاية سيناء” الإرهابية مسئوليتها عن ذلك الهجوم على الكتيبة 101 الذي باء بالفشل، وجاء في بيان منسوب لها حينها أن أربعة من عناصرها ماتوا بعد ضرب "الكتيبة التابعة لسلاح حرس الحدود المصري في مدينة العريش بأسلحة خفيفة وسترات ناسفة".
وفي إحباطها لهذه العملية التكفيرية قدمت القوات المصرية 8 من أرواح أبنائها من رجال الكتيبة 101 وأصيب في صفوفها 15 آخرين.
وقد جاء إحباط العملية التكفيرية من قبل القوات المصرية بعد يوم واحد فقط من إعلان الجيش مقتل 71 شخصًا من "التكفيريين" وإلقاء القبض على خمسة آخرين، واستشهاد 7 من أفراد الجيش وإصابة 6 آخرون.
حصلت على النصيب الأكبر من الهجمات الإرهابية
والكتيبة "101 " من الجيش المصري تقع فى منطقة حدودية مع فلسطين المحتلة، وهي محددة السلاح وفق اتفاقيات ومعاهدات دولية، في منطقة الأحراش المحمية الطبيعية والتي يتعذر البناء عليها، وهي الكتيبة المنوط بها الدفاع عن العريش والشيخ زويد والجورة ورفح و قدمت وحدها أكثر من 300 شهيد من مقاتليها، منهم الشهيد العقيد أحمد عبد النبي قائد الكتيبة، والشهيد المجند محمد أيمن شويقة والشهيد المجند الشحات شتا شهداء واجهوا الإرهاب والتكفير والأنفاق، وعدد من الأبطال المصابين.
و"الكتيبة 101 " تعد محطًا لأنظار الجميع وذلك لأهميتها الاستراتيجية كمقر لقيادة القوات المنتشرة في العريش والشيخ زويد ورفح، ولذلك هي على تواصل دائم مع غرفة عمليات القوات المسلحة الرئيسية وتنال اهتمام القيادة العامة بالزيارات، إذ يقوم أفرادها بدور مهم في حماية وتأمين المواطنين، وتتصدى بكل حسم للخارجين على القانون، مع الحرص الكامل على عدم إصابة الأبرياء بأي أذى.
بطولتها عام 2015
كما أنها حصلت على النصيب الأكبر من الهجمات الإرهابية التى شنها عناصر “تنظيم بيت المقدس” على المقار الأمنية والعسكرية بالعريش منذ العمليات الإرهابية في يناير 2015 التي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من أبنائنا من ضباط وجنود الجيش والشرطة.
إذ أنه فيها قتل 29 شخصًا من رجال الجيش والشرطة، وأصيب نحو 59 آخرين في سلسلة هجمات بسيارات مفخخة وقذائف هاون على مواقع عسكرية وأمنية في شمال سيناء، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية وطبية مصرية حينها.
قصة بطلها الشحات فتحي شتا
ومن بين البطولات التي ارتبطت بالكتيبة 101 في الأذهان هي العملية البطولية التى أقدم عليها الشهيد البطل الشحات فتحى شتا، الذى افتدى زملاءه من عملية إرهابية، عندما احتضن الانتحاري الذي أقدم على تفجير الكتيبة، في نهاية يناير 2015، وابتعد به مسافة 100 متر، لتصعد روحه إلى بارئها ويترك خلفه سيرة عطرة، وتاريخ يروى إلى يوم القيامة.
ولم تكن تلك هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الإرهابيون تلك الكتيبة فهم يعتبرونها مقر قيادة القوات المنتشرة في العريش والشيخ زويد ورفح، ويحملونها مسئولية إجراء التحقيقات الأولية مع العناصر الإرهابية التى يتم القبض عليها في تلك المنطقة قبل إرسالهم إلى المقار الأمنية فى العريش والإسماعيلية والقاهرة، ومن بين العمليات التي نفذها رجال هذه الكتيبة من قبل هي عملية “حق الشهيد”، ضد عصابات الإجرام فى سيناء.
وتشغل الكتيبة “101” مساحة تزيد على الكيلو متر ورجالها مسئولون عن كافة الحملات الكبرى على البؤر الإرهابية، وكافة العمليات النوعية التى تنفذها قوات الصاعقة، وقد تعرضت "الكتيبة 101" جراء ذلك لهجمات متعددة بقذائف الهاون وصواريخ 107 في أكثر من مرة قبل الهجوم الدامي الكبير الذي تعرضت له في يناير 2015 لتوصف بحق أنها كتيبة الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
بفضلها استطاعت مصر وأد الإرهاب
وقد استطاعت مصر بفضل رجالها ومن بينهم رجال كتيبة "101" الذين يتمركزون في قلب الجحر الذي اتخذه الإرهاب مخبأ له “سيناء” من قتل هذا السرطان في جحره، وهو ما لفت إليه مؤشر الإرهاب الصادر عن دار الإفتاء المصرية العام 2021، والذي ذكر أنه توجد على أرض سيناء عدد كبير من الجماعات مختلفة المسميات والأهداف، أشهرها وأكبرها، التوحيد والجهاد، وولاية سيناء، أنصار الجهاد، تنظيم مجلس شورى المجاهدين- أكناف بيت المقدس، أنصار الإسلام، جند الله، جند الإسلام، وكل هؤلاء انتهوا تقريباً ولم يتبق سوى تنظيم (ولاية سيناء) و(جند الإسلام)، وكلاهما يضم أعداداً محدودة تحت ضغط الحصار والمطاردة، والدليل هو أنه في عام 2017 وقعت في سيناء وحدها 332 عملية إرهابية، أي بمعدل عملية إرهابية يومية، وفي العام 2021 وقعت حوالي 3 عمليات، أي عملية كل 3 شهور تقريباً فقط.