الخالق الأعظم لخليقة عظيمة
في البدء خلق الله السموات والأرض، وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة، وقال الله ليكن نورا فكان نورا، وفصل الله بين النور والظلمة ودعا الله النور نهارا والظلمة ليلا، وفي اليوم الثاني قال الله ليكن جلدا في وسط المياه وليكن فاصلا بين مياه ومياه، فعمل الله (سبحانه) الجلد، وفصل بين المياه التي تحت الجلد، والمياه التي فوق الجلد ودعا الله الجلد سماء، وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد، وأظهر اليابسة، فكان كذلك، ودعا الله اليابسة أرضا، ومجتمع المياه دعاه بحارا، ورأى الله ذلك أنه حسن.
وقال الله لتنبت الأرض عشبا وبقلا يبذر بذرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه، فكان كذلك، فأخرجت الأرض عشبا وبقلا يبذر بزرا كجنسه وشجرا يعمل ثمرا بذره فيه كجنسه ورأى الله ذلك أنه حسن وكان مساء وكان صباح يوما ثالثا.
وقال الله لتكن أنوارًا في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل، وتكون آيات وأوقاتا وأياما وسنين وتكون أنوارًا في جلد السماء لتنير على الأرض، وكان كذلك، فعمل الله النورين العظيمين النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل، والنجوم جعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض، ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النور والظلمة.
ورأى الله ذلك أنه حسن، وكان مساء وكان صباحًا يوما رابعا، وقال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية، وليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء فخلق الله التنانين العظام، وكل ذوات الأنفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه ورأى الله ذلك أنه حسن، وباركها الله قائلا أثمري وأكثري واملئي المياه في البحر ولا يكثر الطير على الأرض وكان صباحًا وكان مساء يوما خامسا.
وقال الله لتخرج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها: بهائم وذبابات ووحوش الأرض كأجناسها ورأى الله ذلك أنه حسن، وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب علي الأرض، فخلق الله الإنسان على صورته ذكر وأنثى، خلقهم وباركهم الله.
وقال لهم: "أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب علي الأرض، ورأى الله كل ما عمله فإنه حسن جدا، وكان مساء وكان صباحًا يوما سادسا، وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمله.