هل تدعم زيارة بايدن إلى أوكرانيا حظوظه في انتخابات الرئاسة؟
سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية، الضوء على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كييف، أمس وهل ستكون بداية قوية لفوزه بولاية رئاسية ثانية، حيث تعتبر زيارة أوكرانيا لحظة حاسمة بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة.
وأكد البيت الأبيض أنه لم تكن هناك سابقة في العصر الحديث لرئيس أمريكي أجرى مثل هذه الزيارة، فقد كانت زيارات القوات في أفغانستان والعراق مختلفة، حيث كان الجيش الأمريكي يدير الأمن في هذين البلدين، لكنه خلال ذهابه إلى كييف دخل بايدن منطقة حرب واضعا سلامته في أيدي القوات المسلحة الأوكرانية، وكذلك القوات المسلحة الروسية بحسب الصحيفة.
وتلقت موسكو تنبيهًا قبل ساعات قليلة من عبور بايدن الحدود البولندية إلى أوكرانيا، وكان الحساب هو أن فلاديمير بوتين لن يخاطر بسابقة الاغتيال الرئاسي أو الدخول في حرب شاملة في هذا الشأن.
وأضاف التقرير “السؤال الأصعب الذي يجب الإجابة عليه وهو ما إذا كان هذه الزيارة ستساعد بايدن على دعم موقفه داخل الولايات المتحدة، حيث لم تتعاف شعبيته من الضربة التي عانى منها من الانسحاب الفاشل من أفغانستان، وارتفاع التضخم وصدمة أسعار الطاقة”.
تراجع شعبية بايدن
وأكدت الجادريان أن بايدن شعبيته بدأت التراجع في أغسطس 2021، وما زالت حتى الآن منخفضة بحسب متوسط استطلاعات الرأي الأخيرة، حيث يفوق عدد الأمريكيين الذين لا يوافقون على أدائه مقابل الداعمين له بنسبة 52٪ إلى 42٪.
وبحسب الصحيفة يكمن جزء كبير من المشكلة في الانطباع العام بكبر سن بايدن، كما أنه مراوغ جدًا ومعرض للخداع في قيادة البلاد لا سيما في فترة ولاية ثانية.
ووفقا للصحيفة، فإن المظهر الجريء لبايدن في كييف، وهو يتجول في العاصمة، إلى جانب فولوديمير زيلينسكي، في عطلة يوم رؤساء الولايات المتحدة، مثير للإعجاب حيث تهدف هذه الصورة إلى معالجة التصور الخاطئ عن بايدن بشأن صحته ولياقته البدنية.
وقالت الجارديان إن الرئيس السابق دونالد ترامب كان على وجه الخصوص يكره المخاطرة كرئيس، في زياراته الفردية إلى أفغانستان والعراق، حيث مكث داخل القواعد الأمريكية شديدة التحصين.
وبحسب التقرير، فإن زيارة كييف بما تنطوي عليه من مخاطر حقيقية للغاية تجعل من غير المرجح أن يتحداه منافس بايدن الجمهوري في عام 2024، سواء كان ترامب أو حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، أو غيره، مباشرة بشأن هذه الزيارة، ومع هذا الجمهوريين بدأوا التركيز على تصوير دور الرئيس في الخارج وتحركاته على أنه تخلي عن الأمريكيين الذين يعانون في الداخل.
وقد يؤدي نجاح زيارة بايدن في التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالمقاومة الأوكرانية إلى تسريع انجراف الجمهوريين نحو المواقف المناهضة لأوكرانيا والتي أصبحت الآن حكراً على أقلية مؤيدة لترامب في أقصى يمين الحزب.
وأضافت الصحيفة “الحكمة التقليدية التي عززتها عقود من الاقتراع هي أن السياسة الخارجية لا تؤثر في الانتخابات الرئاسية”، مشيرة إلى أن رحلة بايدن بالقطار من بولندا إلى أوكرانيا صنعت التاريخ لكنها ليست كافية لفوزه في الانتخابات الرئاسية.