كيف أثرت الحرب الأوكرانية على أسواق الطاقة والغذاء؟.. خبير يجيب
بعد مرور عام من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، شهدت أسواق الطاقة والغذاء تغيرًا كبيرًا للغاية في العالم بأسره، بينما شهدت القارة الإفريقية مخاوف من الوصول لحد الجوع، لا سيما في مناطق القرن الإفريقي.
وقالت الدكتورة إيمان زهران، أستاذ العلاقات الدولية لـ«الدستور»، إن أجندة وملف الطاقة بات أولوية قصوى لدى جميع دول العالم كافة.
كيف أثرت الحرب الأوكرانية على أسواق الطاقة؟
بعد مرور عام على الحرب الروسية الأوكرانية تحول ملف الطاقة إلى أولوية قصوى على أجندة جميع دول العالم بمختلف الأقاليم الفرعية، حيث ساهمت الحرب القائمة فى إعادة ترسيم مستقبل سوق الطاقة العالمية، بالنظر إلى اضطراب المعطيات القائمة لصياغة محددات ذلك الملف، إذ انعكست الحرب على العديد من الملفات الحيوية بمختلف دول العالم، وفي مقدمته ملف الوقود والمنتجات البترولية عالميًا، والذي ساهم بدورة في تغير الخارطة الاقتصادية في العالم، ولعل من أهم التداعيات هو تأثير الأزمة على إمدادات النفط والغاز الطبيعي وأمن الطاقة بشكل كبير.
بالمجمل، دفعت الحرب الروسية الأوكرانية نحو إعادت ترسيم خريطة الطاقة العالمية، ليتم تعين "عنصر الطاقة" وفقًا لمحددين، الأول: التنافس الجيوسياسي، والثانى: المبادئ الاقتصادية المتعلقة بمعدلات العرض والطلب، فعلى مدى نصف القرن الماضي تدفق النفط والغاز الطبيعي بحرية واضحة إلى مختلف الأسواق العالمية وبلغ مستويات قياسية وفقًا لمعدلات العرض والطلب، ولكن تطورات الأزمة الأوكرانية، فأصبح هناك تفاعلات مغايرة بذلك الملف وتوجهات نظامية أخرى، تتمثل في إعادة ترتيب القارة الأوروبية وتوحيد أجندة أولوياتها، فضلًا عن إيجاد بدائل أكثر مرونة واستدامة لمصادر الطاقة الروسية، فضلًا عن إعادة تموضع حلفاء جدد في سوق الطاقة العالمية مثل القاهرة ودورها الناجح في سوق الغاز العالمية كأحد أهم الحلفاء الجدد ضمن بدائل الغاز الروسى دون إغفال إعادة تعرف الدور الحيوى لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك إلى الساحة الدولية من خلال فرض سيطرتها على أسواق النفط العالمية، مع احتمالية تصاعد وتيرة الخلاف بينها وبين واشنطن على إدارة ملف الطاقة سياسيًا واقتصاديًا.
كيف أثرت الحرب على أسعار الغذاء في العالم؟
انعكست الحرب سلبيًا على سلاسل الإمداد للسلع الغذائية، وهو ما أدى إلى تهديد مباشر للأمن الغذائي بالعديد من دول الأقاليم الفرعية، وفي مقدمتها دول الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، فضلًا عن ارتفاع أسعار الغذاء وندرة موارده خاصة السلع الاستراتيجية الحيوية مثل القمح والزيوت النباتية، وهو ما يتطلب معه تفعيل خطط الاستجابة الوطنية والدولية لإنجاز خطط تدابير الأمن الغذائي على كافة المستويات التي تعاني من ارتدادات سلبية بذلك الملف.
واستمرار أمد الحرب، سيُنذر بالمقابل بثلاث تخوفات: أولًا: استمرار تعطيـل شـحنات الحبـوب، وثانيًا: تعـــذر الوصـول إلى المحاصيل المستقبلية في أوكرانيا وروسيا، وثالثًا: تراجُع الإنتاجية في أجزاء مختلفة من الإقاليم الفرعية من العـالم، وهو ما ينعكس سلبيًا بشكل كبير على الأمـن الغـذائي، وخاصـة الـدول المسـتوردة للحبوب؛ حيث ستواجه هذه الدول مشكلة تأمين البدائل، فضلًا عن تحمل تكلفة عالية نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية، خاصة من القمح.