تسلم مصر رئاسة الـ«نيباد».. آمال إفريقية معلقة على القاهرة
يؤكد تسلم مصر رئاسة اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقي "النيباد" حتى عام 2025 الدور المحوري لمصر في القارة ويكشف عن نجاحات متراكمة للدبلوماسية المصرية في قيادة القارة خاصة في مجالات التنمية والنهوض. بحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة إفريقيا الدكتور محمد خليفة صديق.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد أن الأزمة الاقتصادية الدولية التي تمر بها الدول الإفريقية تقوض من جهود التنمية في القارة، الأمر الذى يستلزم النظر في موارد تمويلية جديدة وغير تقليدية، كما يتطلب بذل الجهد مع شركاء القارة، في حل أزمة الديون المتراكمة، بما يمكنها من استعادة وتيرة التعافي الاقتصادي.
وصرح المستشار أحمد فهمى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن مصر تسلمت رئاسة اللجنة التوجيهية للنيباد من الرئيس الرواندي "بول كاجامي"، بإجماع أعضاء اللجنة لدعم الترشح المصري، ومن المقرر أن تمتد رئاسة مصر للجنة لمدة عامين.
ملفات وأولويات
وقال صديق في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، إن الدور الذي ستلعبه مصر خلال رئاستها للنيباد يقوم على عدد من الملفات والأولويات تشير التجارب إلى قدرة القاهرة على إحداث اختراقات فيها من خلال رئاستها للنيباد، منها قيادة جهود تنمية إفريقيا باستحداث ما يستلزم من موارد تمويل جديدة، ونشاط الدبلوماسية المصرية لبذل مزيد من الجهد مع شركاء القارة لحل أزمة الديون المتراكمة بما يستعيد وتيرة التعافي الاقتصادي في القارة.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية، أن تلعب مصر دورا مقدرا في تكثيف جهود حشد الموارد في المجالات ذات الأولوية، ومنها تطوير البنية التحتية وحشد التمويل للمشروعات ذات الأولوية، على رأسها مشروع الخط الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، والطريق القاري القاهرة كيب تاون.
وتابع صديق بقوله، إن مصر ستركز خلال هذه الفترة على محور التحول الصناعي والبناء على ما تحقق بالقمم الإفريقية السابقة، وتطوير سلاسل القيمة المضافة، بما تمثله من ضرورة قصوى؛ خاصة بعد تداعيات الأزمة الأوكرانية على القارة في مجال الغذاء.
وأشار إلى أن مصر ستعمل على تحقيق الآمال المستهدفة من اتفاقية التجارة الحرة القارية بإنهاء مفاوضات بروتوكولاتها الإضافية، ودعم دول القارة لتعظيم الاستفادة من الاتفاقية، وفرص الاندماج في الاقتصاد العالمي.
وأكد صديق، أنه يمكن التغلب على التحديات المتوقعة بعدد من الأنشطة، كما سيسهم استعداد مصر لمشاركة خبرات شركاتها مع الدول الإفريقية في معالجة كثير من التحديات التي تواجه دول القارة، لخبرة القاهرة الطويلة في عدد من المجالات التنموية.
واختتم تصريحاته بالقول، إن: ترؤس مصر للنيباد سوف يسهم في تكثيف التعاون والتنسيق مع الشركاء الدوليين، ومؤسسات التمويل، عبر الجهود المصرية في سد الفجوة التمويلية، مع الاستفادة من المبادرات الجديدة المطروحة خلال قمم الشراكات التابعة للاتحاد الإفريقي.
ومصر إحدى الدول المؤسسة لمبادرة النيباد، التي تعد الذراع التنموية للاتحاد الإفريقي، وتضم اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات النيباد فى عضويتها 33 دولة، وتمثل المحفل السياسي المفوض بمتابعة تنفيذ أهداف النيباد، خاصةً في مجالات الزراعة والأمن الغذائي، وإدارة الموارد الطبيعية وتغير المناخ، والتكامل الإقليمي والبنية التحتية، وتنمية الموارد البشرية، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والحوكمة الاقتصادية.