في مئوية اكتشافها.. لعنات طاردت من تعاملوا مع توت عنخ آمون
قبل مائة عام، وتحديدا في مثل هذا اليوم من العام 1923، أزاح اللورد هوارد كارتر النقاب عن مقبرة توت عنخ آمون الملك الذهبي، والذي ترجع شهرة مقبرته إلي أنها أول مقبرة يعثر علي مكوناتها وكنوزها كاملة لم يعبث بها لصوص المقابر.
وفي نفس تاريخ اليوم من العام 2010 تم السماح بعرض مومياء الملك الشاب المنحدر من الأسرة الثامنة عشرة في تاريخ أسرات مصر القديمة، لأول مرة أمام الجمهور منذ اكتشاف "كارتر" لها لأول مرة.
ــ دهشة العالم بأسره من مقبرة الملك الذهبي
ما أن أعلن عن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، ومازال العالم تنتابه الدهشة حتى الآن تجاه كنوز مقبرة الملك الذهبي، والذي تعود شهرته في التاريخ المصري القديم، ليس لحروب خاضها أو انتصارات حققها كغيره من ملوك مصر القديمة، إنما للألغاز والغموض التي تلف سيرته حتى اليوم، خاصة فيما يتعلق بحوادث موت واختفاء أحاطت بكل من كشف عن مقبرته.
ــ لعنة الملك الذهبي توت عنخ آمون
في كتابه “لعنة الفراعنة”، يسرد مؤلفه راجي عنايت، وقائع الحديث الذي دار بينه وبين عالم الآثار الدكتور جمال محرز، وحكي له خلال الحديث عن التزامن بين حوادث وقعت لعدد كبير من العاملين في مجال التنقيب عن الآثار، وخاصة هوارد كارتر.
يقول "عنايت": قال دكتور جمال محرز هناك وقائع غريبة غير مبررة في الحياة"، فسألته: إذن، فأنت لست متأكدا من صحة ما يقال عن هذه اللعنة؟ تردد محرز قليلا ثم قال بحرص منتقيا كلماته بعناية: “إذا ما وضعنا وقائع الموت الغامضة بعضها إلي جانب بعض، فربما رسخ اعتقادنا في هذه اللعنة، خاصة أن مثل هذه اللعنات، شاعت في الكتابات المصرية القديمة”
ثم ابتسم “محرز” قليلا واستطرد: “أنا ببساطة لا أؤمن بهذه اللعنة، أنظر إلي مثلا، لقد أمضيت حياتي العملية غرقا وسط المقابر الفرعونية، وتعاملت معظم الوقت مع مومياوات الفراعنة، وهأنذا، كما تري أعيش سليما رغم كل هذا".
ــ وفاة دكتور جمال محرز الغامضة
ويضيف “عنايت”: بعد أسبوع من هذا الحديث، توفي دكتور جمال محرز، وهو في الثانية والخمسين من عمره. الغريب في الأمر أن الدكتور محرز توفي في نفس اليوم الذي أقلقت فيه راحة القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون.
ففي المتحف المصري للآثار الفرعونية، الذي كان الدكتور محرز يتولي منصب مديره العام، توجه عمال الشحن في ذلك اليوم إلي المتحف، وانشغلوا بتغليف القناع الذهبي وغيره من الحلي والأدوات الخاصة بتوت عنخ آمون، بعد أن تم التأمين عليها بمبلغ 55 مليون دولار، وحملت الصناديق إلي قاذفة قنابل من طائرات سلاح الجو البريطاني المتجهة إلى لندن، حيث كونت مع غيرها من الآثار المعرض الذي أقيم احتفالا بالذكرى الخمسين لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، على يد الانجليزين هيوارد كارتر، واللورد كارنارفون.