صدور المجموعة القصصية «من أين تأتى الحكايات» للكاتبة عبير الجمل
"من أين تأتي الحكايات"، عنوان المجموعة القصصية الأحدث للكاتبة عبير الجمل، والصادرة حديثا عن دار الثقافة الجديدة للنشر والتوزيع.
والكاتبة “عبير الجمل”، روائية وقاصة ومدونة ومترجمة مصرية، صدرت لها مجموعة قصصية من الأدب الساخر، تحت عنوان "أمهات في مهمة صعبة" عن دار ليليث للنشر في العام 2016، كما صدرت لها مجموعة قصص قصيرة ضمن كتاب جماعي لكاتبات من الدلتا تحت عنوان "خارج أيام السنة"، والكتاب صدر عن دار العين للنشر في العام الماضي 2022.
والكاتبة عبير الجمل، شاركت في مجموعة قصصية باللغة الانجليزية مع كتاب من أنحاء العالم بعنوان "علي عهدة آدم"، كما صدرت لها عدة ترجمات من وإلي العربية عن المركز القومي للترجمة ودار بارتريدج بسنغافورة. تعمل أستاذا للأدب الإنجليزي ورئيسا لقسم اللغات الأجنبية بجامعة المنصورة.
ومن إحدى قصص مجموعة “من أين تأتي الحكايات” للكاتبة عبير الجمل نقرأ: كانت تحب الاتكاء على الآخرين. منذ فقدت والدتها في الثانية عشرة من عمرها كان والدها سندها وداعمها. علمها أن تطلب العون وتستمتع بتقديمه للغير. ظنت أن بإمكانها أن تتكئ على أدهم، لكنها كانت مخطئة، هو لا يطيق كل ما يتعلق بالمنزل أو الأطفال، يرى أنها مسئوليات نسائية.
حاولت إقناعه بأن حياتهم ستكون أكثر ثراءً وإمتاعًا إذا كان لديهم أصدقاء ومعارف، لكنه أصر بعد أن اتهماها بأنها تربت تربية "منفتحة زيادة عن اللزوم". كانت والدته تتفاخر في فترة الخطوبة أنه "مابيعرفش يناول نفسه كباية ميه.. أنا وأخته بنفضل واقفين على ضوافرنا طول ماهو في البيت". أم تراها كانت تحذرها؟ ولكنها كانت ذائبة في حبه فلم تلتقط الإشارة.
بعد أسبوعين من زواجهما، أظهر هذه الصفة بلا مواربة وهو يعطيها موعظة "الزوجة الصالحة" الأولى، بعد فضيحة الفانلات "البمبي" عندما انحشر قميصها الوردي بين غياراته في الغسالة فأفسدها. جمّد انفجاره لسانها، مازالت الذكرى تثير نفس الوخزة في معدتها، ونوبة الدوار، كلما أخفقت في شأن منزلي.
بقيت فريدة جالسة خلف الباب. لا تزعجها نظرة جيرانها وزملائها لها بأنها متعجرفة، أو وصمها بأنها مسلمة "متطرفة"، ترتدي الحجاب، تتجاهل الجميع باستثناء أستاذها العجوز والقليلات من زميلاتها المقربات. ولا يقلقها اضطرارها للتغيب عن الدروس أو الموت جوعا بعد نفاد الطعام في البيت. كل ما تبقى كان خوفها على صغارها. امرأة وحيدة، هجرها زوجها في مبنى الحرم الجامعي مع رضيعين، في بلد ليس لها فيه أهل أو أصدقاء.