فى ذكرى رحيله: كيف التهم القصر المسحور أول مسرحية لـ طه حسين؟
في اطار الاحتفال بخمسين عامًا على رحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين (15 نوفمبر 1889 - 28 أكتوبر 1973)، الأديب والناقد الذى يعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة، والتى لا تزال أفكاره ومواقفه تثير الجدل حتى اليوم نقترب من العالم الوحيد الذى لم يقرب قلمه - وهو المسرحية- لا المسرح ذاته الذى كثيرًا ما نقد ما ذهب ليرنو ويستمع من تمثيليات أقبل عليها متتبعًا لها.
عميد الأدب العربى الذى كتب دراساته وأوصاف رحلاته والذى تحولت قصصه لا الى كتب فقط بل عنها أخذت السينما ثلاثًا منها حولتها أفلامًا ناطقة أبرزها "الحب الضائع"، عندما التقى "شاعر القطرين" خليل مطران الذى كان يرأس أول فرقة مسرحية حكومية وهى المسرح القومى، اجتمع به الدكتور طه حسين وتوفيق الحكيم معًا بعد ليلة الافتتاح بمسرحية "أهل الكهف" لتوفيق الحكيم وذلك فى ديسمبر 1935، وطلب من طه حسين بعد أن أثنى على إعداد المسرحية أن يعد نفسه للموسم التالى فى مسرحية يقدمها فكر طه حسين الذى احتار قليلًا قائلًا لنفسه بصوت مسموع لهما :" وماذا سأقدم إلى مسرحنا العربى من شىء لا أراه؟" قالا له ولكنك تحس بعالم المسرح وحركته وحواره، بحسب ما جاء فى كتاب "د.طه حسين..قاهر الظلام" للناقد والكاتب كمال الملاخ، والذى صدر فى ديسمبر عام 1973 عن مطابع الأهرام.
"الملاخ" كشف عن أن د.طه حسين وافق على أن يكتب مسرحية بعنوان "المتبني"؛ حيث قال لشاعر القطرين: "نعم أنا عندى فكرة ربما تصلح رواية مسرحية.. أمّا عن الحوار فأعتقد أنا فى حاجة إلى فن توفيق الحكيم فهو سيد الحوار الروائى. فلتكن عملًا مشتركًا إذن بينى وبين توفيق.. ثم أومأ طه حسين قليلًا ثم قال أما المسرحية فلتكن عن المتبنى وأعتقد أن فى أحداث حياته الكثير مما يصلح لحبكة المسرح وإقبال الجمهور ليستمع ويستمتع ويرى. مش كده وإلا إيه؟ أعتقد هذا".
كمال الملاخ أشار فى هذا الكتاب إلى أن طه حسين وتوفيق الحكيم بدلًا من يلتقيا ليكتبا مسرحية "المتبنى" وتاريخه وأحداث عمره التقيا بشهر زاد فكان كتابهما المشترك على ورق "القصر المسحور" فى أوروبا صيف 1936 فى قرية "سالنش" بجبال الألب فى فرنسا.