ماذا بعد مؤتمر دعم القدس؟.. خبراء فلسطينيون يجيبون لـ «الدستور»
أكد عدد من الخبراء والباحثين الفلسطينيين، أهمية مؤتمر دعم القدس، الذى انعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، وتوقيته الذى يأتى فى ظل إجراءات الاحتلال الإسرائيلى لتهويد القدس.
من جانبه، قال الدكتور جهاد الحرازين القيادي الفلسطيني بحركة فتح، إن مؤتمر دعم القدس صمود وتنمية خرج بمجموعة من التوصيات وبيان ختامي لمساندة أهل القدس والدفاع عن المدينة بما يشكل حالة من الجهد الكبير على عدة أصعدة منها القانوني والاقتصادي التنموي ولذلك هذه التوصيات والبيان الختامي والذى ستحمله أمانة الجامعة إلى القمة العربية لاعتماد تلك القرارات والتوصيات التي خرجت عن المؤتمر.
وأوضح الحرازين فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن البيان الختامي لاقى ترحيبا وتأييدا من قبل كافة الدول العربية ودعما خاصة أن هناك قرارا بتشكيل لجنة خبراء القانون الدولي العرب لمساندة الشعب الفلسطيني فى مسعاه على الصعيد القانوني وخاصة أمام محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان الدولي بما يساهم بالحفاظ على الوضع القانوني لمدينة القدس والعمل على تطبيق كافة قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وأضاف الحرازين، أن هناك اتفاق على إنشاء صندوق دعم تطوعي تساهم به الدول والقطاع الخاص لدعم المشاريع الصغيرة وتعزيز صمود أهالي القدس وخاصة في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والسياحة ولذلك جاءت موافقة العديد من الدول على المساهمة والمساعدة فى هذا الصندوق.
وأكد الحرازين، أنه أمام تلك التحديات القائمة والماثلة تواصل القيادة الفلسطينية العمل مع كافة الجهات ذات الاختصاص على الصعيد الدولي والإقليمي والعربي والإسلامي لتنفيذ تلك التوصيات
ولفت إلى أنه على الجانب الآخر تجرى القيادة الفلسطينية اتصالات بتعليمات وتوجيهات الرئيس محمود عباس أبو مازن ومتابعة وزارة الخارجية الفلسطينية مع المنظمات الدولية لمواصلة المسار القانوني مع محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان الدولي وكذلك العمل مع المجموعات الدولية لأجل دعم الطلب الفلسطيني للحصول على دولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة ولذلك العمل يسير على قدم وساق باتجاه تنفيذ تلك التوصيات وتطبيق ما ورد بالبيان الختامي لمؤتمر القدس بمتابعة مباشرة من قبل الرئيس ابو مازن ووزارة الخارجية الفلسطينية.
ملكة: مشاركة الرئيس السيسي خلال المؤتمر رسالة قوية للاحتلال ..
وفى السياق ذاته، قال الدكتور جهاد عبدالكريم ملكة أستاذ العلاقات الدولية وباحث في الشؤون السياسية لدى مركز التخطيط الفلسطيني، إنه لا شك أن انعقاد مؤتمر القدس 2023 في هذه المرحلة، خاصة وأنه الأول من نوعه منذ سنوات طويلة الذي يخصص لبحث موضوع القدس بشكل خاص هو بمثابة رسالة سياسية عربية هامة بأن العرب لن يتركوا المقدسيين وحدهم وأن القدس هي بوصلة العرب خاصة في هذه الظروف وهذا الوقت الحساس جدا لمدينة القدس حيث تشتد فيه الانتهاكات والاعتداءات من قبل الحكومة الفاشية الإسرائيلية ومستوطنيها على الفلسطينيين بشكل عام والمقدسيين بشكل خاص.
وأضاف ملكة فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن نتائج المؤتمر كانت جيدة في كل المحاور "السياسية والقانونية والاقتصادية والتنموية"، التي تناولها وخاصة المحور القانوني الذي أوصى بتشكيل فريق قانوني يساند الجهود الدبلوماسية الفلسطينية في رفع كل ما يجري على الأرض من انتهاكات إسرائيلية إلى المؤسسات الدولية المختصة ومساندة الطواقم القانونية الفلسطينية في المدينة وخارجها، مؤكدا أن هذا من شأنه أن ينصف القدس في المحافل الدولية ويشكل ضغطا على دولة الاحتلال لوقف الاعتداءات.
وتابع ملكة: "أتوقع خلال الأيام القادمة أن يتم الاستجابة لاحتياجات المقدسيين، الذي يعولون كثيرا على ترجمة "مؤتمر القدس 2023" والموقف السياسي العربي بشأن المدينة المقدسة إلى تدخلات حقيقية يتم تنفيذها على الأرض، وأن تكون خطوة البداية في آلية عمل متواصلة ترفض المقدسيين بما يعزز صمودهم خاصة في ظل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقضية الفلسطينية بشكل عام والقدس بشكل خاص".
وأعرب عن توقعاته بأن تقوم حكومة الاحتلال بتخفيف إجراءاتها في المدينة المقدسة وألا تتخذ قرارات هدم مباني كما كان مقررا وذلك استجابة للدعوات التي أطلقها القادة العرب وعلى رأسهم الرئيس السيسي والتي طالب فيها دولة الاحتلال بتكريس ثقافة السلام والتعايش، والاندماج بين شعوب المنطقة ووضع مبادرة السلام العربية موضع التنفيذ.
ولفت إلى أن تأكيد الرئيس السيسي بموقف مصر الثابت إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس ومقدساتها، هو رسالة قوية اعتقد ستلتقطها حكومة الاحتلال ولن تجازف في اغضاب مصر لأنها تعرف أن الغضب المصري لا تحمد عقباه.