إليف شافاق: لا أتوقف عن البكاء بعد الدمار الذي خلّفه زلزال تركيا
يصعب استيعاب حجم الدمار والموت الذي حّل في جميع أنحاء تركيا وسوريا، ففي حوار مع الروائية التركية إليف شافاق، أجراه موقع "npr"، تتأمل الكاتبة في مسببات الدمار الذي شهدته تركيا والذي لا تستطيع الفكاك من الحزن والغضب بسببه رغم وجودها حاليًا بعيدًا عن موطنها.
وولدت شافاق في تركيا ودرست في جامعاتها، كما أن أعمالها الروائية تعكس التاريخ والسياسة والإنسانية في بلدها ومنها "لقيطة اسطنبول" و"بنات حواء الثلاث".
كارثة ضخمة ومروعة
قالت شافاق إن ما حدث في تركيا كارثة ضخمة ومروعة، فثمة الكثير من الحزن والغضب لأنه لم يكن من الضروري أن يأتي الأمر على هذا النحو الذي فقد فيه الناس كل شيء موضحة أن غضبها، ما حدث يرجع إلى الفساد الذي قاد إلى الكارثة.
وتابعت "في أي مكان بالعالم، لم يكن الزلزال سيسبب كل هذا الدمار إن كانت لوائح البناء ترقى إلى مستوى المعايير، أعتقد بأن سبب الكارثة لم يكن فقط كارثة طبيعية ولكنه نظام من صنع الإنسان تسبب فيه عدم المساواة والفساد.
الكثير من الفساد
قالت شافاق: كنت في اسطنبول 1999 عندما حدث زلزال مروع، مات فيه أكثر من 18 ألف شخص. في تلك الليلة، لن أنسى أبدًا الخوف من الاستيقاظ في منتصف الليل وإيجاد المبنى بأكمله يتأرجح.
أضافت "بعد ذلك الزلزال، وبعد هذا العدد المروع من القتلى، قُطعت وعود كثيرة للشعب في تركيا. قال السياسيون إنهم سيطبقون قوانين وقواعد وأنظمة أكثر صرامة، لكن لم يتم الوفاء بأي من تلك الوعود. كانت هناك بعض القواعد الجديدة على الورق التي لم تُطبق.
وتابعت واصلت الحكومة إصدار قرارات العفو الخاصة بالبناء والعفو عن المنشئين الذين لم يستخدموا مواد جيدة في بناء هذه المباني، واستمروا في فعل ذلك. وبالتالي، هناك الكثير من الفساد في قلب النظام الذي يجب استجوابه الآن، هذا هو بالضبط سبب فقد الكثير من الناس لحياتهم.
أشارت شافاق إلى أن عددًا كبيرًا من المباني في تركيا لا يرقى إلى مستوى المعايير، فالمواد المستخدمة للبناء ليست جيدة ولا توجد آلية فحص مناسبة.
وتابعت: أدخلت الحكومة شيئًا يسمى ضريبة الزلزال وجمعوا الأموال التي أخبرونا أنها ستستخدم في حالة الطوارئ التالية، لكن كما رأينا بعد هذا الزلزال المروع، كانت جهود الإنقاذ غير منسقة وغير كافية، فقد تركت العديد من الأماكن دون مساعدة، وانتظر الناس تحت الأنقاض لعدة ساعات، وكان صادمًا أن يسمع الكثير من الناس أصوات أحبائهم وأصدقائهم وعائلاتهم من تحت الأنقاض بينما هم غير قادرين على فعل أي شيء حيال ذلك.
التركيز على التغيير
وقالت الكاتبة التركية "حقيقة أنني لست موجودة بتركيا فيزيائيًا، لا يعني أنني لا أشعر بما يحدث، فأنا لا أتوقف عن البكاء وأشعر بالحزن الشديد، نحن لا ننسى أوطاننا في غربتنا، فما يحدث أمر مفجع.
وعما تأمل حدوثه في الأيام المقبلة، قالت: أريد التركيز على التغيير، لم تتح لنا الفرصة للحديث عن سوريا ولكن أعتقد بأن هناك معاناة هائلة هناك، دعونا لا ننسى أن المنطقة التي نتحدث عنها كانت تعاني بالفعل الكثير من الفقر وعدم المساواة والصراعات والحرب.
أضافت من وجهة نظري، بصفتنا بشرًا، لا يمكننا أن نبقى غير مبالين، ولا يمكن فصلنا عن قصص وأحزان بعضنا البعض، يجب أن نُبقي التضامن العالمي حيًا.