مساعدة أمريكية بـ85 مليون دولار لتركيا وسوريا.. وتعليق مؤقت لبعض العقوبات
قررت الولايات المتحدة تقديم مساعدة بقيمة 85 مليون دولار إلى تركيا وسوريا بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب البلدين الاثنين الماضي، وتعليق بعض العقوبات المفروضة على دمشق مؤقتا.
ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات فجر الإثنين بالقرب من الحدود التركية السورية. وحتى صباح الجمعة، تجاوز عدد الضحايا في البلدين 21700 قتيل.
وما زالت جهود البحث مستمرة لكن فرص العثور على ناجين تتضاءل.
وقالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو اس إيد)، إن الأموال ستسلم لشركاء على الأرض من أجل "تقديم المساعدات العاجلة لملايين الأشخاص"، تشمل المواد الغذائية والمأوى والخدمات الصحية الطارئة.
وأضافت أن التمويل سيدعم أيضًا تأمين مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي لمنع تفشي الأوبئة.
ويأتي ذلك بعدما أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في وقت سابق أمس الخميس اتصالا بنظيره التركي مولود تشاوش أوغلو لمناقشة حاجات تركيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس لصحفيين، "نحن فخورون بالانضمام إلى الجهود العالمية لمساعدة تركيا مثلما سبق أن ساهمت تركيا في كثير من الأحيان عبر خبرائها في عمليات الإنقاذ الإنساني لدول عدة أخرى".
في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا موقتا بهدف إيصال مساعدات إلى السكان المتضررين في أسرع وقت ممكن.
وأوضحت الوزارة أن هذا الإجراء يسمح لمدة 180 يوما بجميع التعاملات المتعلقة بمساعدة ضحايا الزلزال، التي كانت محظورة بموجب العقوبات المفروضة على دمشق.
وأشارت وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن برامج العقوبات الأميركية "تتضمن أساسا استثناءات كبيرة للعمليات الإنسانية.
من جهة أخرى، قال مسئولون أمريكيون أمس الخميس، إن الولايات المتحدة أرسلت فرق إنقاذ إلى تركيا وساهت في تقديم آليات لقطع الخرسانة ومولدات وأنظمة لتنقية المياه ومروحيات.
وأوضحت وكالة التنمية الدولية أن فرق الإنقاذ تركز جهودها على مدينة أديامان (جنوب شرق تركيا)، التي تضررت بشدة بالزلزال وتساهم الطواقم الأميركية فيها في البحث عن ناجين مستعينة بكلاب وكاميرات وأجهزة لرصد الأصوات.
وأضافت أنه بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالطرق والجسور، أرسل الجيش الأميركي مروحيات بلاك هوك وشينوك لنقل إمدادات.
وتقدم واشنطن مساعدتها لسوريا عبر شركاء محليين؛ لأنها ترفض التعامل مع الرئيس بشار الأسد وتطالب بمحاسبة المسئولين عن الانتهاكات خلال الحرب الأهلية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي في بيان نشر مساء أمس الخميس "ندعو نظام الأسد إلى السماح فورا بدخول المساعدات عبر كل المراكز الحدودية، والسماح بتوزيع المساعدات على كل المناطق المتضررة".
ودعا البيان أيضًا النظام السوري إلى "إتاحة وصول (منظمات) العمل الإنساني إلى جميع الأشخاص المحتاجين في سوريا بلا استثناء".
وكانت قافلة مساعدات وصلت أمس الخميس إلى المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية في شمال غرب سوريا، للمرة الأولى منذ الزلزال، عبر المعبر الحدودي الوحيد المفتوح، باب الهوى، على الجانب التركي.
وكان مجلس الأمن الدولي مدد في بداية يناير لستة أشهر إضافية آلية إيصال المساعدات الدولية الحيوية إلى ملايين السوريين عبر الحدود.
ويمدد القرار الذي أقر بالإجماع، حتى 10 يوليو 2023 الآلية التي تسمح بإرسال المساعدات من تركيا، فقط عبر معبر باب الهوى إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب وضواحيها بدون المرور بمناطق سيطرة النظام السوري.
وتريد روسيا الداعم الدولي الرئيسي للأسد، أن تمر المساعدات حصرًا عبر مناطق سيطرة النظام وليس عبر معبر باب الهوى الذي تنقل من خلاله أكثر من ثمانين بالمئة من احتياجات السكان في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام دمشق.
لكن منظمات غير حكومية تعتبر أنه لا يمكن الوثوق بالنظام لكي يتم توزيع المساعدة بشكل عادل في المناطق الخارجة عن سيطرته.