سياسيون سودانيون لـ«الدستور»: مصر ستنجح في جمع الأطراف السودانية وإنهاء الأزمة
أكد الكاتب والصحفي السوداني بكري المدني، أن مصر سوف تنجح في ما لم ينجح فيه غيرها وهو خلق اتفاق بين أكبر كتلة سياسية سودانية وجمع أكبر عدد من القوى السياسية السودانية.
وقال المدني، إنه منذ سقوط النظام السابق في السودان تجري المفاوضات السياسية بشكل دائري ولا تنتهي إلا وتبدأ من جديد وتعود لذات نقطة البداية وهكذا لذا غلب على الفترة الإنتقالية الجارية العمل السياسي غير المنتج على حساب العمل التنفيذي وتمددت المرحلة الانتقالية أربع سنوات وليس هناك مؤشرات قاطعة على قرب الانتقال للمرحلة التالية أي مرحلة الانتخابات التى تؤدي لحكومة ومؤسسات عامة منتخبة وشرعية أو بصيغة أخرى ليس هناك علامة أو إشارة لإنتقال البلاد من مرحلة الثورة لمرحلة الدولة.
المدني: مصر ستنجح في ما لم ينجح فيه غيرها
وأوضح المدني في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن السودانيون يرون أن مصر لا تتدخل في شؤونهم الداخلية فالوطن الممتد على طول مجرى النيل واحد والشأن واحد تماما مثلما نحس أن الشأن المصري شأن كل سوداني، ولهذا دعوة مصر للأطراف السودانية في القاهرة واجب تفرضه المشتركات الكبيرة بين أبناء الشعب الواحد في البلدين والدور المصري يتميز بهذه الأواصر عن أي دور آخر وهو مقدم على الأدوار والدول القريبة الإقليمية والبعيدة الدولية.
وتابع المدني: "أعتقد أن مصر سوف تنجح في ما لن ينجح فيه غيرها وهو خلق اتفاق بين أكبر كتلة سياسية سودانية وجمع أكبر عدد من القوى السياسية السودانية مقابل قوى أخرى أقل تأثيرا"، مشيرا إلى أنه من الصعب جمع كل الناس في البلد الواحد على موقف واحد ولكن مصر تستطيع خلق أكبر كتلة على اتفاق سياسي مقبول على الحد المعقول فالتطابق مستحيل.
وأكد أن من أبرز الأمور العالقة بين الفرقاء السودانيين هى من يحق له اختيار وتشكيل الحكومة المدنية وآلية ذلك واختصاص هذه الحكومة وعمرها وعلاقة الجيش بالسلطة في الفترة الإنتقالية.
محمد صادق: نتمسك بالإطار السياسي
من جهته قال السياسي السوداني محمد صادق عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، إنهم متمسكون بالاتفاق الإطاري السياسي الذي تم توقيعه مع المكون العسكري في ديسمبر الماضي.
وأوضح صادق لـ"الدستور"، أنه تم عقد ورشتين بشأن تفكيك وإزالة التمكين للنظام السابق، وأخرى صدرت توصياتها وخاصة بالسلام واستكماله مع تقييم العثرات التي صاحبت تنفيذ اتفاقية جوبا لسلام السودان، وسيتم عقد ثلاث ورش أخري خاصة بشرق السودان والإصلاح الأمني والعسكري والعدالة والعدالة الانتقالية وبعد الانتهاء من هذه الورش وتوصياتها يتم الوصول للاتفاق النهائي استكمالا لمسار الانتقال المدني الديموقراطي وتشكيل سلطة مدنية انتقالية استكمالا لمهام الفترة الانتقالية ووصولا لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة.
واضاف "نحن نأمل أن تتكامل كل الجهود لإنجاح الفترة الانتقالية تحقيقا لأهداف ثورة ديسمبر المجيدة وانتصارا لإرادة الشعب السوداني في حكم مدني ديموقراطي".
تورشين: الكتل السياسية منقسمة ونسعى للحل
فيما قال الأكاديمي السوداني محمد تورشين، إن الأزمة السياسية في السودان في طريقها إلى التعقد وبكل المقاييس وبكل الاعتبارات لأن القوى السياسية منقسمة الآن على نفسها في عدة كتل.
وأشار تورشين إلى أن الكتلة الديمقراطية تشارك الآن في مشاورات القاهرة التي ترعاها الحكومة المصرية وممثلون عن المجلس المركزي بالحرية والتغيير وعدد من القوى السياسية الفاعلة والحزب الشيوعي، لكن هناك كتلة أخرى تضم القوى الرافضة للمشهد السياسى ككل ومن بينها حملة "سودان المستقبل" وحزب البعث العربي الاشتراكي وبالإضافة إلى المجموعات المسلحة التي لن توقع اتفاق السلام سواء كانت متواجدة في جنوب السودان أو في ليبيا ولهذا ما زالت الأزمة في السودان معقدة وصعبة على الحل.
وأوضح تورشين في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن دعوة الحكومة المصرية للأطراف السودانية لمشاورات القاهرة لأن مصر تعلم تماماً أهمية السودان ولفترات طويلة ظلت مصر لديها أدور فعالة لأنها فعلا مؤثره على المشهد السياسي السوداني ولا يمكن إنكار هذا الدور على أي حال من الأحوال أو التقليل من التأثير أو أهميته.
وأشار السياسي السوداني إلى أن المبادرة المصرية بشأن ورشة القاهره لاقت ترحيب من قوى سياسية وكذلك رفض من قوى سياسية أخرى، وكانت حركة الكتلة الديمقراطية من وافقت على هذه المشاركة وهي عبارة عن تنظيم يضم ٣٥ حزبا وقوى مجتمع مدني وحركة سياسية.
وأضاف: "في تقديري الآن المجموعات التي ذهبت للقاهرة للمشاركة في الورشة تهدف لتوحيد مواقفها السياسية، كذلك مصر قوة إقليمية مهمة ستكون حاضنة لهم وهذا الحاضنة بلا شك لديها تأثير على القوى الإقليمية والدولية وبالتالي هذا مكسب للقوى المشاركة وبالإضافة إلى ذلك مصر ارسلت إشارات للمجموعات الأخرى، سواء كانت الآلية الثلاثية بقيادة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أو الآلية الرباعية بأن مصر حاضرة ولذلك لديها ثقل ولا يمكن تجاهلها في أي حال من الأحوال".
وتابع: "مباحثات القاهرة قد لا تؤثر كثيرا في تغير المشهد والتوصل الي تسوية في الوقت الحالي، لكنها ستساعد على التوافق ولاسيما بين الكتلة الديمقراطية فعندما وجدت دعم من مصر تماسكت بآرائها وموفقها".
وأكد تورشين، أن مصر بذلت مجهود معلومة ومقدرة للجميع من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية ولكن القوى السياسية السودانية بينها اختلاف كبير وهذا الدور المصري يواجه تحديات كبيرة تتعلق من أجل تقريب وجهات النظر ومحاولة دمج القوي السياسية في إطار سياسي موحد، وهذه التحديات عاشتها مصر مع السودان منذ التسعينات وكذلك مطلع الألفينات مع أزمة دارفور وتعلم ذلك جيداً أنه ليس من السهل على القوى السياسية السودانية أن تتفق أو تجمع على موقف سياسي موحد لأن في معظمها تمثل وجهات نظر عرقية وقبيلة وما إلي ذلك الاضطرابات في كل الأحوال.
وأكد تورشين، أن المشكلة الجذرية بين الطرفين تتمثل في أن "قوى الحرية والتغيير" و"المجلس المركزي" يسمون أنفسهم بأنهم قوى الثورة وهناك قوى أخرى تسمى بقوى الانتقال السياسي ومن بينهم الكتلة الديمقراطية وكل الموجودين في القاهرة يسمون بأنهم قوى الانتقال وليس قوى الثورة، وبالتالي قوى الثورة ترى أنها فقط من يحق لها اختيار وتشكيل الحكومة وأجهزة الفترة الانتقالية أما فيما يتعلق بالقوى الانتقال ليس لديها حق في اختيار الحكومة أو المشاركة السياسية.