ابدأ فى دعم «ابدأ»
تدافع الأحداث يجعلنا أحيانًا لا نتوقف أمام ما يجب الوقوف أمامه.. مبادرة «ابدأ» على سبيل المثال طريق جديد للأمل وممر نحو المستقبل.. هدفها يُجمع عليه المصريون جميعًا ويطالب به المعارضون مثل المؤيدين تمامًا.. لا يوجد فى هذه الظروف أهم من دعم الصناعة المصرية وتذليل الصعاب أمامها ومساعدتها فى الانطلاق والنمو.. ابدأ هى مبادرة شبابية خرجت من رحم مبادرة أكبر هى حياة كريمة.. بدعم من الرئيس السيسى وجه أعضاء المبادرة جهودهم لفهم مشاكل الصناعة المصرية والقيود التى تمنع انطلاقها.. بحسب ما أعلنوا فقد قابلوا ثلاثة آلاف رجل صناعة مصرى من مختلف المستويات ليحددوا المشكلات التى تواجههم على الأرض ويرفعوها للرئيس مع اقتراحات بالحلول اللازمة للمشكلات.. المبادرة شكل من الأشكال التى تدعمها الدولة لتجاوز البيروقراطية المصرية الغارقة فى التعقيد والروتين والأوراق الصفراء.. نشاط مساعد حينًا ومتجاوز حينًا وكاشف فى أحيان أخرى.. منذ انطلاق المبادرة فى ٢٠٢١ تم إنجاز الكثير على الأرض وبعد مرحلة رصد المشاكل جاءت الحلول.. لقد بدأت المبادرة بمقابلة ثلاثة آلاف صاحب مصنع وكان هذا هو الرقم الأول.. أما الرقم الثانى فكان مئة مليار دولار صادرات صناعية. خلال خمس سنوات. وهو الهدف الذى وضعته المبادرة هدفًا لها.. وهو رقم كبير ولكنه ليس مستحيلًا ويجوز معه التعامل بقاعدة.. ما لا يدرك كله لا يترك كله.. أى مليار زائد نستطيع تحقيقه فى إنتاجنا مكسب كبير.. منذ أن تم تدشين المبادرة على هامش الملتقى الدولى الأول للصناعة والجهود مستمرة.. وأظن أن دعم الصناعة هو أهم نشاط ممكن أن نقوم به هذه الأيام.. المبادرة عملت على ثلاثة مستويات.. الأول هو حل مشاكل المصانع المرخصة فعلًا التى توقفت عن النشاط لسبب أو لآخر.. والثانى هو جذب رءوس أموال جديدة للصناعة وتشجيعها من خلال تخصيص الأراضى والإعفاءات الضريبية التى ينظمها القانون وتقصير زمن الموافقات الرسمية.. أما المستوى الثالث فهو دمج الصناعات غير الرسمية ومنحها التراخيص اللازمة وإلزامها بمواصفات الجودة اللازمة.. أما الأهداف الجانبية من المبادرة فهى توفير فرص عمل للشباب فى المجال الصناعى وتوطين الصناعات الحديثة فى مصر وتقليل الفجوة الاستيرادية التى نمولها بالعملة الصعبة.. المبادرة استطاعت بالفعل تنفيذ ٦٤ مشروعًا صناعيًا فى قطاعات مختلفة بالاشتراك مع ثلاث وثلاثين شركة مصرية وعشرين مستثمرًا أجنبيًا واثنتى عشرة دولة صديقة تم الاتفاق على شركات كبرى فيها لنقل مصانعها إلى مصر وتركز هذا مبدئيًا فى صناعات مثل السيارات والورق ومنتجاته وقطع غيار السيارات، وغيرها.. يمكن القول بتفاؤل إن أنشطة دعم الصناعة قبل مبادرة ابدأ وبعدها تثمر على المدى البطىء.. فقد ارتفعت صادرات مصر السلعية فى ٢٠٢١ بنسبة ٢٦٪ لتصل إلى ٣٢ مليارًا بعد أن كانت ٢٦ مليارًا فقط فى العام ٢٠٢٠ وهى ماضية فى الزيادة خلال ٢٠٢٢.. من المؤشرات أيضًا التقدم فى صناعات مثل الأخشاب وأوراق الطباعة التى كنا نستوردها من أوروبا نتيجة اعتمادها على أخشاب الغابات الأوروبية.. لكن التقدم العلمى أدى لإمكانية تصنيع الأخشاب التى يدخل فيها مكون صناعى يجعل من خامتنا المحلية صالحة لتصنيعها.. وهو نفس ما ينطبق على ورق الطباعة الذى نستورد منه كميات كبيرة كل عام وتعتمد عليه صناعة النشر المصرى وهى من الصناعات التصديرية التى أطالب مبادرة ابدأ بتبنيها ومساعدتها على مزيد من التصدير.. من المؤشرات الإيجابية أيضًا افتتاح مصنع بى إم دبليو فى مصر وبدؤه فى الإنتاج بما يعنيه هذا من تطوير هذه الخبرة الكبيرة فى مصر.. وربما فى الطريق أخبار مبشرة أخرى أظن أن على مبادرة ابدأ إعلانها للناس بشكل دورى لأنها تمثل بابًا للأمل نحتاجه جميعًا فى هذه الأيام.. والله من وراء القصد.