الحياة تخطيط.. انتقاء الخيارات الحكيمة وسط عالم مضطرب لدكتور. ريك كيرتشنر
كل منا لديه تحديات تواجهه في مسيرة حياته بغض النظر عن جنسه وعمره ومستوى ذكائه، وفي عالم ملئ بالمشاغل، ليس من المقبول بالنسبة للشخص أن يثقل كاهلة بمهام غير واضحة وأهداف لم يتم تنفيذها بالكامل، وكذلك قرارات لم يبت فيها، فهذه الأشياء تسيطر على تفكيره وتشل قواه، ويشعر بمرور الوقت أنه مدفون تحت هذه الأعباء الثقيلة التي تزيد بمرور الوقت.
كيف يمكنك تخطيط حياتك في خضم الكثير من المعلومات والشك والتغيير؟
لكي تخطط لحياتك لا بد أن يكون لديك هدف، وهناك فارق كبير بين الهدف ومشروع الهدف فالهدف هو الشئ الذي تأخذ على عاتقك البدء في تحقيقه الآن أما "مشروع الهدف" فهو الشيء الذي يروق لك وتكون مستعدًا وراغبًا في إنجازه ولكن ليس اليوم أو الآن.
بمجرد أن تنتقي أهدافك الحقيقية من وسط ركام مشاريع الأهداف، عليك أن تتأكد من أنها موجهة نحو تحقيق شيء وليس تجنب شئ ما، وأن تكون بصيغة المضارع وليس المستقبل أي أنك ملزم بتنفيذها من الآن وأن تحدد موعدًا لتحقيقها وأن تلتزم بالتنفيذ.
الأهداف دون تخطيط لا تسمن ولا تغني من جوع، فإذا لم يكن لدى الشخص فكرة عما سيفعله فهو كالبالونة التي انفلتت من يد صاحبها قبل أن يحكم ربطها فتجدها تتطاير يمينًا ويسارًا إلى أن تستقر في الغرفة بشكل عشوائي حيث يهملها الجميع ولا يلقون لها بالًا.
التخطيط مثله مثل القيادة في الضباب، فحين تقود وسط الضباب يكون مدى النظر قصيرًا مما يعني ضرورة القيادة ببطء في بادي الأمر، وفي لحظات معينة يتبدد الضباب ويكون بإمكانك زيادة سرعتك.
وهناك الكثير من الأسباب التي تجعلنا نؤجل السعي لتحقيق الهدف:
- أن يكون الهدف أمامك كبير جدًا لدرجة أنك لا تعلم من أين تبدأ؟ ومن هنا يكون من السهل أن يتشتت انتباهك بسبب أي صوت عال من حولك وأحيانًا تبدو الإمكانيات ضئيلة فترى أنه لا جدوى من البدء، وأنه من الأولى أن توجه اهتمامك لعمل آخر.
- الخوف من الفشل، أحيانا يكون الخوف من الفشل سببًا رئيسيًا في تأجيل البدء في تنفيذ الهدف.
- كآبة العمل، أحيانا يكون المشروع معقد وكبير، وفيه أشياء غير سارة مثل فصل موظف فيكون تأجيل هذه الأعمال طريقة لتجنب الكآبة الناتجة عن القيام بها، وأحيانًا يكون العمل ممل بالنسبة للشخص مثل تنظيم أوراق في درج المكتب تحتاج إلى فهرستها وتنظيمها يومًا ما.
- العجز عن أداء المهمة بامتياز، أحيانًا يكون تأجيل القيام بمهمة في بعض الأحيان نتيجة الحرص الزائد على أداء عمل ما بامتياز .
- التسويف الكاذب: هو أسوأ الأسباب على الإطلاق خاصة أن بعض الناس يسوف الأعمال ولا تكون لديه نية القيام بها أساسًا ولعلاج هذه المشكلة خطط للقيام بالمسوفات – الأشياء البغيضة بالنسبة لك -قبل أي شئ آخر، قال مارك توين "إذا كان عليك أن تأكل ضفدعتين فابدأ أولا بأكل الضفدعة الكبرى"، وعندما يقوم المرء بانجاز الأعمال التي كان يراها بغيضة سيشعر بالرضا والطمانينة لأنه أنجر هذه الأشياء بدلًا من إضاعة يوم آخر في التسويف في أدائها.
طرق للتغلب على التسويف
- اعقد صفقة مع نفسك بحيث تجبر نفسك على أن تبدأ في عمل واحد من المسوفات لمدة 10 دقائق، وستجد أن الأمر ليس بغيضًا كما كنت تعتقد، وبمرور الوقت تكون قد تغلبت على كسلك وستشعر ببعض البهجة.
- حدد وقتاً للإنجاز المهمة، وهذه الطريقة تحول الشيء المُهم إلى شئ مُلِح.
- كافئ نفسك، يمكنك أن تكافأ نفسك كلما انجزت شيئًا كنت تسوفه، وهذه المكافأة تختلف من شخص إلى آخر، فيمكن أن تكون تناول كوب من عصير الليمون أو قطعة بيتز أو حلوى أو أن تقرأ كتابًا أو تلعب لعبة.. كل شخص حسب ما يحب ويهوى.
- دع شخصًا آخر يعمل كرقيب عليك، وهذا يعني أن تعطى لشخص سلطة محاسبتك على فعل هذا الشيء، وهكذا سيظل هذا الشخص وراءك إلى أن تفي بما سبق والتزمت به، وهكذا سيكون هذا الشخص جزءًا هامًا جدًا في التخلص من التسويف، وسيساعدك على التمييز بين التسويف الحقيقي والتسويف الكاذب.
- قسم عملك إلى مهام صغيرة، انجاز أي عمل مهما كان ضخمًا هو في النهاية مجموعة من خطوات العمل البسيطة والصغيرة.
- سجلًا للوقت توضح فيه كل شيء تقوم به خلال اليوم، والوقت الذي يستغرفه، وهذه الطريقة تساعدك على معرفة أين يضيع الوقت؟ كما انه يحميك من مضيعي الوقت بنسبة 50%
- استمر في كتابة سجل لوقتك وأنت في المنزل، واستمر في تسجيل الوقت حتى الليل وقم أيضًا بتسجيل وقت الإجازة لتعرف كيف تستفيد من وقتك في الإجازة. وبمجرد أن تنتهي من تسجيل الوقت يأتي دور التحليل.
- حلل سجل الوقت:
- ما هي الأشياء التي ما كان ينبغي عليك أن تفعلها؟
- ما هي الأشياء التي استهلكت وقتًا أكثر من اللازم؟
- ما هي الأشياء التي كان من الممكن أن يقوم بها شخص آخر؟
- ما هي الفترة الحقيقية التي تأخذها هذه الأشياء؟ هذا أحد العناصر الرئيسية في التحليل لأنك لو عرفت الوقت الحقيقي الذي يستهلكه كل نشاط أصبح بمقدورك أن تضع جدولًا عمليًا لوقتك لا يتعارض مع الواقع.
- ما هي الأشياء التي تشبع قيمك؟ تناول قلمًا فسفوريًا وضع علامة على كل الخطوات العملية التي تشبع قيمك ،وتوقف قليلًا واستغرق في التأمل والتفكير في هذه الخطوات وابحث عن خطوات أخرى عملية يمكنها أن تشبع قيمك.
- ما هي الأشياء التي تتعارض مع قيمك؟ ضع علامة حمراء على الأفعال التي لا تتفق مع قيمك، مثل هذه الأشياء قد تكون مصدرًا كبيرًا من مصادر الإحباط واليأس والغضب وضعف الحيوية.