في ظل التوتر الحاد بين فلسطين وإسرائيل..
«ركيزة السلام».. أمريكا تتوجه إلى مصر من أجل «هدوء المنطقة»
يجري أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، جولة إلى المنطقة، بدأها بوصوله إلى مصر، اليوم الأحد، وتستمر لمدة يومين، يتوجه خلالهما إلى فلسطين وإسرائيل.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي في ظل تصاعد التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي تنذر باندلاع تصعيد بين الفصائل الفلسطينية وتل أبيب، وما يعمق الأزمة هو قرار السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.
أمريكا تعول على دور مصر في التهدئة
وتعتمد الولايات المتحدة على الدور المركزي الذي تتميز به مصر في لعب دور الوساطة، ونجاحها المتكرر في استمرار سريان الهدوء، حيث أن الجهود الضخمة التي تبذلها القاهرة مع كافة الأطراف، مستمرة في هذه الآونة، من أجل منع أية تصعيد قد يندلع في الأراضي المحتلة.
في السياق ذاته، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا، قبيل ساعات من زيارة بلينكن، احتفت فيه بمرور 100 عام على علاقات التعاون والصداقة مع مصر.
وشددت في مضمونه، على أن الولايات المتحدة تلتزم، مع مصر، بمبدأ حل الدولتين، ليكون لبنة أساسية لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنهما يدعمان الهدوء من أجل تحقيق الأمن والإزدهار للجانبين معًا.
جهود مصر من أجل منع التصعيد
وسيحتل ملف الهدوء بين الفلسطينيين والإسرائيليين أولوية في القضايا التي يسعى «بلينكن» إلى مناقشتها في مصر، خاصةً أنه سيلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك نظيره المصري سامح شكري.
وكذلك، فإن مصر تبذل جهودًا قوية، على مدار الأيام القليلة الماضية، حيث تجري اتصالات مع السلطة الفلسطينية، وإسرائيل، والفصائل الفلسطينية، للحيلولة دون تصعيد الموقف، ومنع أي موجات تصعيدية في أي من المناطق.
في ذلك الإطار، فإن أمريكا، متمثلة في وزير خارجيتها، تنظر إلى الدور الفريد التي تمتلكه مصر، والضغط التي تستطيع ممارسته على كافة الأطراف، للحفاظ على وتيرة الهدوء، في ظل النجاحات المصرية السابقة، والمتكررة، في ذلك الملف.
زيارة رئيس CIA إلى مصر في ظل توترات المنطقة
ولم تكن زيارة «بلينكن» هي الأولى من نوعها لمسئول أمريكي في القاهرة منذ بداية العام الحالي، وتحديدًا في ظل المخاوف من تفجر الأوضاع في بين الفلسطينيين وإسرائيل، إذ سبقها جولة لـ «وليام بيرنز» رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «CIA»، إلى المنطقة، شملت مصر، وتوجه بعدها أيضًا إلى رام والله وتل أبيب.
والتقى رئيس المخابرات المركزية الأمريكية، خلال زيارته، الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تطرقت إلى ملفات مهمة للغاية في علاقات البلدين، أبرزها التعاون على الصعيد الأمني والاستخباراتي، ودعم جهود استعادة الاستقرار بالشرق الأوسط في ضوء ما يشهده من تحديات.
وشدد بيرنز على أن أمريكا تعتبر مصر «مركز ثقل منطقة الشرق الأوسط ودعامة الأمن والاستقرار به بقيادة الرئيس السيسي»، لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تشهد أزمات دولية وإقليمية، كما حرص على تبادل وجهات النظر حول المستجدات المتعلقة بعدد من القضايا الدولية والإقليمية.
وبعد زيارته إلى مصر، توجه رئيس المخابرات المركزي الأمريكية إلى تل أبيب ورام الله، في توقيت حرج للغاية، حيث تشهد الضفة الغربية والقدس المحتليين، وقطاع غزة المحاصر، توترات أمنية تنذر باندلاع تصعيد في أية لحظة، بينما تعمل مصر على منع مثل تلك التطورات، وهو ما أكدت الولايات المتحدة على دعمه، والامتنان لدور القاهرة فيه.
ومن المتوقع أن يطغى ملف الهدوء في الضفة الغربية والقدس وغزة، على أجندة «بيرنز»، الذي سيلتقي نظرائه في رام الله وتل أبيب، بالإضافة إلى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، والرئيس الفلسطيني «محمود عباس أبو مازن»، خاصةً أن CIA تلعب دورًا مركزيًا في دعم التنسيق الأمني والاستخباراتي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.